السبت 27 أبريل / أبريل 2024

تضخم هائل.. فنزويلا تشطب ستة أصفار من العملة الوطنية

تضخم هائل.. فنزويلا تشطب ستة أصفار من العملة الوطنية

Changed

فنزويلا
يجد الفنزويليون صعوبة بالغة أثناء تعاملهم في الأسواق بالعملة الوطنية (غيتي)
بهدف تسهيل التعامل بالعملة الورقية، قررت السلطات الفنزويلية شطب ستة أصفار في تغيير هو الثالث منذ 13 عامًا.

قررت فنزويلا إزالة أصفار ستة من عملتها الورقية حيث ستقوم بطباعة أوراق نقدية جديدة يستبدل فيها المليون بوليفار ببوليفار واحد.

وهذا التعديل في قيمة البوليفار يحصل للمرة الثالثة خلال 13 عامًا في سياق تضخم هائل وأزمة كبيرة تواجهها البلاد خلال تاريخها الحديث. 

وأعلن المصرف المركزي الفنزويلي أن هذا الإجراء يهدف إلى تسهيل المعاملات اليومية للمواطنين. 

وفي هذا البلد النفطي الذي كان يُعتبر من أغنى بلدان أميركا الجنوبية، وقبل تعديل قيمة العملة، كان سعر رغيف الخبز يعادل سبعة ملايين بوليفار، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي انخفاضًا بنسبة 80% منذ عام 2013، ولا سيّما بسبب انخفاض الإنتاج النفطي وتراجع أسعار الذهب الأسود، ولكن أيضًا بسبب سوء الإدارة والأزمة السياسية. 

وأعلنت شركة النفط الوطنية الفنزويلية أمس أنها أبرمت صفقة مع إيران من أجل زيادة إنتاج البترول الخام الفنزويلي

أعداد ضخمة تحت خط الفقر

وتعيش 94,5% من الأسر تحت خط الفقر (1,9 دولار في اليوم)، بحسب دراسة جامعية حديثة. 

وبحسب الدراسة نفسها، يبلغ عدد سكّان فنزويلا الآن حوالى 28,8 مليون نسمة، ما يعني أنّ حوالى 5 ملايين شخص غادروا البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية. 

وقالت مارليس غيريرو (43 عامًا)، وهي معلمة تتقاضى أجرها بملايين البوليفارات: "نتسلم راتبنا كل اسبوعين وهو يعادل أقل من ثلاثة دولارات".

ومن أجل مواجهة أعلى معدل تضخم في العالم يقدره مركز الدراسات "ايكو اناليتيكا" بنحو 1600% في عام 2021، يجري أكثر من ثلثي المعاملات في البلاد بالدولار، عملة الولايات المتحدة.

ويبدأ بدل إيجار شقة في حي متواضع من العاصمة من 150 دولارًا، في حين تبلغ تكلفة السلة الغذائية لعائلة مكونة من خمسة أفراد 220 دولارًا تقريبًا.

ومن أجل تخطي إرباك التعامل بالعملة الورقية يتم اللجوء إلى البطاقات الائتمانية والتحويلات المصرفية بدلًا منها. وقد أصبح أي عامل يتولى مهمة تنظيم ركن السيارات يستلم مقابل الخدمة إيصالًا بدلًا من العملة الورقية. 

العملة الوطنية لعبة في يد الأطفال

وقد تحولت مواقف الحافلات إلى مكاتب صرافة في العراء، لمواجهة نقص السيولة، ومن أجل ركوب وسيلة للنقل لا يُقبل الدفع فيها إلا بالبوليفار.

وقال ويليام هيرنانديز، وهو سائق يبلغ من العمر 56 عامًا بأنهم يقومون بتبديل الدولار لقاء أربعة ملايين بوليفار. ويبلغ سعر تذكرة (الحافلة) مليوني بوليفار.

وفي الشارع، يلعب الأطفال مع حزم من الأوراق النقدية الحقيقية التي لم تعد لها قيمة تُذكر.

وتقول الحكومة الفنزويلية بأن العقوبات الدولية المفروضة منذ عام 2019 هي السبب وراء كل هذا، ولا سيّما من جانب واشنطن التي تسعى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو منذ أعيد انتخابه لولاية ثانية في 2018 في انتخابات رفضت المعارضة نتائجها.

وتجري مفاوضات بين الحكومة التشافية بزعامة الرئيس الاشتراكي مادورو والمعارضة بقيادة خوان غوايدو، الذي تعتبره حوالي خمسين دولة من بينها الولايات المتحدة رئيساً مؤقتًا للبلاد. 

وفنزويلا، العملاق النفطي السابق، أنتجت في فبراير/ شباط الفائت وفقًا لأرقام منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" 520 ألف برميل نفط في اليوم، أي أقل بكثير من الثلاثة ملايين برميل التي كانت تنتجها يوميًا في 2013.

وفيما يخشى بعض سكان كاراكاس من أن يؤدي التعديل الجديد لقيمة العملة إلى تخفيض القوة الشرائية، رحب آخرون بتبسيط التعاملات، ومن بينهم المحاسب رودريغو بيرموديز. وقال معلقًا: "إنه أمر يبعث على الارتياح حيث كان عدد الأرقام يجعل من أي معاملة متعبة للغاية"، مشيرًا إلى فاتورة تضم عددًا كبيرًا من الأصفار بحيث يتعذر استيعابها.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close