Skip to main content

الاحتلال ينغّص فرحة الطلبة.. ما هي خلفيات سحب إسرائيل تراخيص مدارس مقدسية؟

الإثنين 1 أغسطس 2022

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين في القدس واعتدت عليهم أثناء الاحتفالات بنتائج امتحان الثانوية العامة لهذا العام.

يأتي هذا الاعتداء في ظل تزايد الهجمة على المناهج التعليمية الفلسطينية، وسحب التراخيص الدائمة من عدد من مدارس القدس المحتلة بزعم أنّها تحرض على العنف.

وفي التفاصيل، ما أن أعلنت نتائج الثانوية العامة حتى ابتهجت القدس واحتفل الأهالي بالزغاريد والدموع بنجاح أبنائهم الطلبة، ولا سيّما عائلة سيف الدين عليان الحائز على المرتبة الأولى بمعدل 99,6% وشقيقه التوأم الذي حصل على المركز الخامس على المدينة.

ويعرف سيف أن الاحتلال الإسرائيلي يريد إلغاء الذاكرة الفلسطينية، وبخاصة ذكرى النكبة والنكسة لطمس قضية شعبه من المناهج التعليمية، قبل أن يفشل الأخير في المهمة بمجرد اعتداء قواته على المحتفلين واعتقال العشرات منهم، ليذكرهم باحتلاله.

تصعيد فلسطيني بوجه سحب تراخيص المدارس

وجاءت نتائج الثانوية العامة بعيد أيام على قرار وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية سحب الترخيص الدائم من 6 مدارس من مجموعة مدارس الإيمان والكلية الإبراهيمية، ومنحها تراخيص مؤقتة لمدة عام بزعم التحريض.

هذه الخطوة قوبلت برفض شديد عبّر عنه رمضان طه عضو الاتحاد العام لأولياء أمور طلبة القدس، الذي ندد بالمساومة على المدارس الفلسطينية قائلًا: إنها "لن تمر مرور الكرام".

ويدرس المقدسيون الخطوات القانونية والاحتجاجية الممكنة، لمجابهة القرارات الإسرائيلية التي تمس عشرات آلاف الطلبة داخل القدس المحتلة.

ففي حين يدرك الفلسطينيون أخطار استئصال المضامين الوطنية من مناهجهم التعليمية ويرفضون استهدافها، يعي الاحتلال بدوره هذه الحقيقة فيعمل على فرض مخططاته لتشويهها.

سياسة تنغيص أي انتصار مقدسي

ومن القدس، يعلّق أحمد الصفدي الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين على اعتقال المحتفلين، بالقول: إن "الاحتلال ينغصّ فرحة أي انتصار مقدسي سواء في المسجد الأقصى المبارك أو في الشيخ جراح أو في باب العامود.. حتى إنه يلاحق فرحة طلبة التوجيهي الطبيعية ورغم غرابة الأمر إلا أن هذا هو واقع الاحتلال".

ويتابع: "القوات الإسرائيلية تقوم حتى بإعادة اعتقال الأسرى أثناء وقبل احتفال أهلهم بخروجهم من الاعتقال.. فما بالكم في موضوع التوجيهي وهو ينقض على المدارس بشكل متزامن ويريد إغلاقها".

وفي هذا السياق، يكشف الصفدي لـ"العربي" أنه في أثناء تقديم الامتحانات الثانوية، كان هنالك أيضًا اقتحامات ومناوشات وتعطيل للامتحانات من قبل الإسرائيليين، إلى جانب "استشهاد طلبة كان من المفروض أن يكونوا من الناجحين لكنهم نجحوا في شهادة الآخرة، لأن الاحتلال سلبهم حياتهم وقتلهم بدم بارد".

احتلال الأرض والعقول

وعن المدارس الـ 6 التي استهدفها الاحتلال من خلال تجريدها من تراخيصها الدائمة، يرى الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين في القدس أن هذا يأتي ضمن سياسة فرض الرواية الإسرائيلية المزورة بالقوة، مشيرًا أنه منذ بداية الاحتلال عمدت إسرائيل إلى الانقضاض على المنهاج الأردني وأراد أن يثبت المنهاج الإسرائيلي المحرّف بهدف احتلال العقول والثقافة.

 إلا أن ذلك جوبه آنذاك بتثبيت التعليم تحت أسماء جمعيات مثل كلية الإبراهيمية وجمعية الشابات المسلمات وغيرها، على حد قول الصفدي.

ويضيف الصفدي أنه عام 2011، اشتدت الهجمة الإسرائيلية على المنهاج الوطني الفلسطيني، عبر الفرض على المدارس محو الرموز الوطنية مثل العلم الفلسطيني، واعتبار النكبة هي عيد استقلال الاحتلال، ونشر المعلومات المزيفة عن تاريخ القضية الفلسطينية.

ويلفت في هذا الخصوص، إلى أن بعض المدارس لها تاريخ عريق وعمرها أطول من عمر الاحتلال، ورفضت أن تغير في المنهاج التعليمي لأن هذا كان مطلب أولياء أمور الطلبة.

المصادر:
العربي
شارك القصة