Skip to main content

الانفصاليون "يتقدمون" شرق أوكرانيا.. فرنسا تدين بشدّة الهجوم الروسي

الخميس 24 فبراير 2022

أعلن الجيش الروسي الخميس أن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا حققوا تقدمًا ميدانيًا في مواجهة الجيش الأوكراني، فيما تواجه كييف هجومًا عسكريًا منذ الصباح.

وكان الانفصاليون أعلنوا في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم أسقطوا طائرتين حربيتين أوكرانيتين قرب لوغانسك في شرق أوكرانيا.

وبحسب الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف الذي تحدث عبر التلفزيون، تقدم الانفصاليون ثلاثة كيلومترات في منطقة دونيتسك وكيلومترًا ونصف كيلومتر في منطقة لوغانسك.

وأكد كوناشينكوف أن روسيا تستهدف أهدافًا عسكرية وأن المدنيين "ليس لديهم ما يخشونه".

وكان مسؤولون أوكرانيون أكدوا في وقت سابق الخميس، أن روسيا كانت تستهدف بشكل أساسي البنية التحتية العسكرية والمستودعات وتمكنت من التوغل إلى عمق خمسة كيلومترات على طول الحدود الشمالية.

خسائر في أوكرانيا

وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الخميس أنه دمر أربع دبابات روسية على طريق قرب مدينة خاركيف في شرق البلاد وقتل 50 جنديًا بالقرب من بلدة في منطقة لوغانسك، كما أسقط سادس طائرة روسية في المنطقة ذاتها.

وقالت قوات حرس الحدود الأوكرانية: إن "ثلاثة من أفرادها قتلوا في منطقة خيرسون الجنوبية كما أصيب آخرون بجروح".

في المقابل، نفت روسيا ما تردد عن تدمير طائرات أو عربات مدرعة تابعة لها.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، قُتل ما لا يقل عن 8 أشخاص وأصيب 9 آخرون جراء القصف الروسي على أوكرانيا، حسبما أكد مستشار لوزير الشؤون الداخلية الأوكراني اليوم الخميس.

وإثر ذلك، أعلن وزير دفاع أوكرانيا أوليكسي ريزنيكوف اليوم الخميس أن أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح يمكنه الانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية، في الوقت الذي قالت فيه الشرطة الأوكرانية إنها ستوزع أسلحة على قدامى المحاربين.

فرنسا تدين بشدة الغزو الروسي

سياسيًا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى عقد مجلس دفاع قبل اجتماعات أزمة مقررة مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي: إن بلاده "تدين بشدة قرار روسيا شن حرب على أوكرانيا". كما دعا موسكو إلى "إنهاء عملياتها العسكرية فورًا".

وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدتين: "فرنسا تتضامن مع أوكرانيا وتقف إلى جانب الأوكرانيين وتعمل مع شركائها وحلفائها لإنهاء الحرب".

وتحدث ماكرون عبر الهاتف إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي "طلب تدخلات عدة لدعم أوكرانيا" و"وحدة بين الأوروبيين"، بحسب الإليزيه. وأكد ماكرون لزيلينسكي "الدعم التام والتضامن من فرنسا".

في تلك الأثناء، بدأ اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي عند الساعة التاسعة (08:00 ت غ) في قصر الإليزيه للبحث في وضع أوكرانيا حيث شن الجيش الروسي هجومًا عسكريًا.

وألغى رئيس الوزراء جان كاستيكس الذي يشارك في الاجتماع رحلة كانت مقررة الخميس إلى أنجيه (مين-إي-لوار).

ومن المقرر أن يشارك ماكرون في مؤتمر عبر الفيديو لمجموعة السبع بعد الظهر قبل التوجه إلى بروكسل لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الساعة الثامنة مساء.

"استفزاز حلف الأطلسي"

وفيما تتوالى الردود المنددة بالغزو الروسي لأوكرانيا، كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على تويتر اليوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا نجمت عن "أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية".

كما قال إن الحرب ليست الحل داعيًا إلى "حل سياسي وديمقراطي".

وفي وقت سابق اليوم الخميس، شدّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أن يرد العالم بحزم على الغزو الروسي لأوكرانيا، وإلا فسوف يدفع ثمنًا أعلى من ذلك، وتوعدت بفرض حزمة "كاملة" من العقوبات على روسيا.

وأدان غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة العملية العسكرية التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا فجر الخميس، واعتبروها تشكل "ازدراء للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة".

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس أن الوزير أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تحدثا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وناقشا رد الحلف المنسق على الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بهجوم روسيا على أوكرانيا وتعهدا بـ"محاسبة" موسكو.

من جانبه أعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الخميس أن قوات بلاده قد تشارك في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا إذا تطلب الأمر، حسبما نقلت وكالة أنباء بيلتا الرسمية.

برلين مستعدة لتقديم "دعم كبير" لبولندا

في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الخميس أن بلادها مستعدة لتقديم "دعم كبير" لجيرانها ولاسيما بولندا، في حال حصل تدفق لاجئين فارين من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت الوزيرة الألمانية في بيان: "نتابع عن كثب احتمال حصول تحرّكات لاجئين نحو الدول المجاورة لنا". وأضافت "ندعم الدول المعنية بشكل كبير، ولاسيما جارتنا بولندا، في حال حصلت تحركات كبيرة للاجئين".

عملية عسكرية في أوكرانيا

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر فجر الخميس، القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا دفاعًا عن المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، في حين ندد نظيره الأميركي جو بايدن بـ"الهجوم غير المبرر" على الأراضي الأوكرانية.

وفي كلمة متلفزة غير معلنة مسبقًا فجر الخميس، قرر بوتين شنّ عملية عسكرية ضد الأراضي الأوكرانية، منددًا مجددًا بـ"إبادة" تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد، ومستندًا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها، حسب رأيه.

ودخلت القوات البرية الروسية أوكرانيا الخميس من اتجاهات عدة، وفق ما أعلن حرس الحدود الأوكراني، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد.

وأوضحت قوات حرس الحدود الأوكرانية في بيان أن دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.

وفجر الخميس، شهدت مدن خاركوف، وكراماتورسك، وماريوبول، وميكولايف وأوديسا، فضلًا عن كييف، انفجارات متتالية.

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد.

وكان الرئيس الروسي قد صدق في وقت سابق على "عملية عسكرية خاصة" ضد أوكرانيا للقضاء على ما وصفه بتهديد خطير، قائلًا إن هدفه هو نزع سلاح الجارة الجنوبية لروسيا.

واحتدمت الأزمة الأوكرانية الروسية في أعقاب إعلان الرئيس الروسي مساء الإثنين، اعتراف بلاده رسميًا باستقلال ما يُعرف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين وسط رفض دولي واسع.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة