Skip to main content

التصعيد العسكري في اليمن.. مسار مفاوضات "الوقت الضائع" بين عُمان وفيينا

الإثنين 7 يونيو 2021

على وقع احتدام المعارك بين القوات اليمنية وجماعة الحوثي في مأرب، واستمرار عمليات الجماعة على القوات السعودية، تتابع سلطنة عمان جهودها للوصول إلى وقف إطلاق النار في اليمن.

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت، أمس الأحد، استهداف مطار الملك خالد في مدينة خميس مشيط السعودية، في حين قالت قوات التحالف السعودي - الإماراتي إنها تصدت لطائرة مسيّرة باتجاه المطار.

كما تدور معارك محتدمة بين القوات اليمنية وجماعة الحوثي في مدينة مأرب، التي شهدت انفجارًا ضخمًا في محطة للمحروقات، بسبب صاروخ أطلقته الجماعة، بحسب الحكومة اليمنية، أودى بحياة ما لا يقل عن 17 شخصًا.

وقالت جماعة الحوثي إنها لم تقصف إلا معسكرًا في مدينة مأرب أمس السبت. وقال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي: "نرحب ونطالب بالتحقيق بلجان مستقلة في الموضوع بخصوص ما قيل في مأرب اليوم".

ويأتي هذا، في وقت تشهد فيه صنعاء وساطات حثيثة من قبل وفد عماني لإقناع قادة الحوثيين على وقف إطلاق النار والدخول بمفاوضات السلام.

بالمقابل سلم وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، خلال زيارته سلطنة عمان، السلطان هيثم بن طارق رسالة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

بين اليمن وفيينا

في هذا السياق، يعتبر الباحث والناشط السياسي اليمني نبيل البكيري أن محاولة سلطنة عمان لإحياء المفاوضات تأتي في "الوقت الضائع"، رغم تمثيلها كل الأطراف مع تفويض أميركي، وهذا ما يفسر استمرار التصعيد العسكري واستخدام الطائرات المسيرة؛ ما يؤكد غياب أي جديد في مسار المفاوضات.

ويعتقد البُكيري، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أن الملف اليمني مرتبط إلى حد كبير بمفاوضات فيينا القائمة حاليًا بين إيران والقوى العالمية العظمى؛ الأمر الذي يؤكد صعوبة المهمة العُمانية وعدم وجود أي أفق ما لم يبدأ الحوار الإيراني الأميركي المباشر في هذه المحادثات.

ويقول البكيري: "إن التصلب الذي يبديه الحوثيون ناتج عن عدم وجود ضوء أخضر لهم من قبل الجانب الإيراني انطلاقًا من واقع مباحثات إحياء الاتفاق النووي".

ويرى أن زيادة التصعيد العسكري من الحوثيين هو مؤشر واضح على الضغوط الأميركية فوق "طاولة فيينا".

ولا يعتقد البكيري أن هناك جدوى للانتقال إلى الملف الإنساني من دون المرور بالملف السياسي، كون الأزمة الإنسانية هي نتيجة الاشتباك السياسي، واستباقها يعني القفز فوق هذا الاشتباك.

ويضيف: "هذا الأمر لا يؤدي لحلول بقدر ما يؤمّن منافذ تستطيع من خلالها جماعة الحوثي تحقيق بعض الأهداف كفتح المطارات والموانئ".

المصادر:
العربي
شارك القصة