Skip to main content

التغير المناخي.. لماذا تبدو الأقليات العرقية أكثر تأثّرًا بتداعياته؟

السبت 4 سبتمبر 2021

رغم أن التغير المناخي قد يبدو ظاهرة طبيعية محايدة عرقيًا، إلا أن حدة تأثيرها تختلف بتباين الخلفيات الاقتصادية والعرقية للمتأثّرين بها.

ففي لويزيانا، تسبّب إعصار آيدا في تشريد عشرات الألوف، وقطعت الكهرباء والماء عن ملايين السكان، ممّن سيواجهون واقعًا معيشيًا صعبًا قد يمتدّ لسنوات. ولعلّ الأكثر تضررًا هم الأقل حظًا من الناحية الاقتصادية، وهؤلاء غالبيتهم عادة من الأقليات.

ويقول الباحث المختص في المناخ جوناثان لندن: "في الولايات المتحدة تاريخ من الفصل العرقي من خلال مجموعة متنوعة من الأدوات القانونية وغير القانونية شملت السود والأقليات الأخرى".

دليل إضافي على جدية المشكلة

ويُعتبر إعصار آيدا دليلًا إضافيًا على جدية مشكلة التغير المناخي في ألاسكا على سبيل المثال، حيث ترتفع نسب المياه في البحار والأنهار بفعل ذوبان الثلوج.

في هذه المناطق، ستكون فرص تأثر السكان الأصليين بالظاهرة أكثر من غيرهم بنسبة تصل إلى 48%، وفق ما أفاد تقرير حماية البيئة الأميركية.

أما في المناطق التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، فسيؤدي الأمر لخفض ساعات العمل، ما سيؤثر على العاملين في الساعة من الهسبانيك، فيما سترتفع معدلات الوفاة في أوساط السود أكثر من غيرهم حسب التقرير.

التغير المناخي "تكتيك سياسي"؟

ويرى الباحث في شؤون الأقليات عبد المنعم شيخ إدريس أن "الحل يكمن في اتفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي"، مضيفًا أن الجمهوريين يعتقدون حتى الآن أن التغيير المناخي هو تكتيك سياسي.

وكانت الإدارة الأميركية قد أصدرت أمرًا تنفيذيًا بداية العام جعل من التغير المناخي أولوية في السياسة الخارجية والأمن القومي، علمًا أنّ الميزانية المخصصة لمواجهة هذه الظاهرة تبلغ أكثر من 30 مليار دولار أميركي.

في النتيجة، قد تنجح السياسات الرسمية في الحدّ من آثار التغيّر المناخي، لكنّ مواجهة آثار هذا التغيّر تتطلّب برامج اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد، تضمن تقليص الفجوة بين البيض والأقليات، ممّا يمكّن الجميع من مواجهة تداعيات الأعاصير والاحترار، وما تحدثه من خسائر في الملكيات والوظائف.

المصادر:
العربي
شارك القصة