التقى خلالها السيسي ومدبولي.. علامَ ركزت زيارة السوداني إلى القاهرة؟
اختتم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارته الأولى إلى مصر، والتي التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره مصطفى مدبولي.
وكانت مصر أعلنت خلال الأعوام الماضية عن رغبتها في تطوير علاقاتها مع العراق لتصل بها إلى مستويات غير مسبوقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ومع تولّي حكومة السوداني للسلطة، يسعى الجانبان إلى البناء على ما تم إنجازه مسبقًا.
وفي حين يسجل حجم التبادل التجاري سنويًا بين البلدين ما دون نصف مليار دولار، إلا أن المصالح الأمنية والسياسية تزيد من إستراتيجية العلاقة بينهما.
زيادة التعاون الاقتصادي
ركزت زيارة السوداني إلى مصر على زيادة التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، والاتفاق على تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة سابقًا بين البلدين، والإعداد لاجتماع اللجنة العليا المشتركة المتوقع عقده في منتصف العام الجاري بالقاهرة.
وفي هذا الصدد، يرى رئيس مركز "الأمصار" للدراسات السياسية رائد العزاوي، أن الزيارة وإن كانت قصيرة ومحدودة، لكنها ستؤسس للزيارات المتواصلة التي سيقوم بها السوداني إلى القاهرة واللقاءات مع السيسي، مشيرًا إلى اللقاء الثلاثي المرتقب في القاهرة: العراقي المصري الأردني.
بدوره، يعتبر رئيس تحرير صحيفة "الشروق" عماد الدين حسين، أن "الدور المصري أو السعودي أو الإماراتي أو القطري أو الخليجي بصورة عامة أو العربي يتمثل في استعادة العراق إلى الحاضنة العربية وأن يمارس دوره الطبيعي"، معتبرًا أنه أمر "في مصلحة الأمة العربية، وليس في مصلحة طرف دون آخر".
وتجمع مستقبل العلاقات المصرية العراقية آلية التعاون الثلاثي التي يشترك فيها الأردن، في سعي لتحقيق استفادة اقتصادية تبدأ بتنفيذ الربط الكهربائي وتصدير النفط العراقي، مقابل مشروعات إعادة الإعمار.
"علاقات إستراتيجية وسياسية وحضارية"
من جانبه، يلفت الباحث في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح، إلى أن الزيارة، ورغم أنها الأولى لرئيس الوزراء العراقي إلى القاهرة، إلا أنها لم تكن بداية التواصل السياسي على مستوى القمة بين الدولتين.
ويذكر في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، بأن الرئيس المصري زار العراق مرتين، مشيرًا إلى أطر للتعاون المشترك بين مصر والعراق لا تقتصر على المستوى الثنائي وتمتد إلى مستوى ثلاثي يشترك فيه الأردن.
ويوضح أن العنوان الاقتصادي غلب على كل الزيارات والمباحثات التي جرت بين الطرفين، لأن هناك خللًا في العلاقات بين البلدين يتعيّن معالجته؛ وهو تدني مستوى التبادل التجاري رغم العلاقات الإستراتيجية والسياسية والحضارية. ويقول إن الطرفين يسعيان لمعالجة الأمر.