Skip to main content

التكنولوجيا تدعم الصمود.. تطبيق النقل في كييف يتحول إلى أداة منقذة للحياة

الثلاثاء 15 مارس 2022

قبل أن تبدأ الحرب في أوكرانيا، كان التطبيق الرسمي لمدينة كييف يستخدم لشراء تذاكر المواصلات ودفع فواتير الخدمات أو مواقف السيارات في العاصمة الأوكرانية.

أمّا الآن فقد تحوّل تطبيق "كييف ديجيتال" (Kyiv Digital) إلى أداة منقذة للحياة تحذر من الغارات الجوية وتوجه الناس إلى أقرب ملجأ أو مرأب يحتوي على إمدادات الوقود.

وبمساعدة رئيس التحول الرقمي في المدينة نائب عمدة كييف، بترو أولينيتش، تم تغيير استخدامات التطبيق في غضون 24 ساعة فقط مع بدء الهجوم الروسي.

تطبيق "كييف ديجيتال"

وقد أصدر التطبيق بالفعل آلاف التحذيرات والتنبيهات وشارك خرائط للملاجئ ونشر معلومات حول كيفية دعم الجيش وروابط لمصادر رسمية للمعلومات.

ووفقًا لمتحدث باسم كبير مسؤولي التحول الرقمي، يضم التطبيق الآن 1.5 مليون مستخدم وهو أحد أفضل التطبيقات المجانية في متجر التطبيقات الأوكراني، بحسب صحيفة "الغارديان". 

وقال المتحدث: "أصبح كييف ديجيتال الأداة الأساسية للتحذيرات والإنذارات في المدينة. تتضمن المستجدات خريطة للملاجئ من القنابل وخريطة للصيدليات المتاحة ومدخل الأنسولين وخريطة لمحلات البقالة وخريطة لنقاط توزيع الماء والخبز مجانًا ومتاجر للحيوانات الأليفة ومقر المنظمات الإنسانية وغير ذلك". 

وفي زمن السلم، كان نحو مليون شخص يستخدمون مترو الأنفاق للتنقل يوميًا. أمّا الآن فتوفر المحطات ملاجئ طارئة لما يقدر بنحو 15000 من سكان كييف، الذين ينامون على منصات وفي الممرات بمجرد بدء حظر التجول في المدينة عند الساعة 7 مساءً.

ويعمل المترو على مسار واحد كل 90 دقيقة بينما توجد في المنصة المقابلة عربات يستخدمها الناس للانتظار أو الجلوس أو النوم.

دعم رقمي

وفي إطار الدعم الرقمي للسكان، عززت الحكومة أيضًا الوصول إلى شبكة إنترنت في جميع أنحاء المدينة، مما يوفر روابط الإنترنت لأكثر من 200 ملجأ من القنابل وللحفاظ على قنوات استقاء معلومات الطوارئ والسماح للناس بالبقاء على اتصال مع أقاربهم.

وقال أولينيتش في بيان: "يجب علينا تكييف خدماتنا وقد فعلنا ذلك. تعمل كييف والمدن الأوكرانية الأخرى بشكل أكثر تماسكًا وإنتاجية من أي وقت مضى، والسبب واضح. نحن ندافع عن بلدنا ومدننا وسكاننا وأهلنا وأطفالنا ومستقبلنا". وأضاف: "هذا وطننا لذا سنقاتل حتى النهاية".

وقامت "غوغل" أيضًا بطرح أنظمة تنبيه جوي سريع لهواتف أندرويد في أوكرانيا بناءً على طلب الحكومة الأوكرانية. وقالت في مدونة للشركة: "هذا العمل مكمل لأنظمة الإنذار من الغارات الجوية الحالية في البلاد، ويستند إلى التنبيهات التي تم إطلاقها بالفعل من قبل الحكومة الأوكرانية".

وأصبح التطبيق ضروريًا بالنسبة للعديد من سكان كييف، لأسباب ليس أقلها أنه يتضمن خريطة لمحطات البنزين العاملة. ونظرًا لقيود النقل العام الشديدة وإغلاق العديد من محطات الوقود، يواجه السائقون الذين لا يستخدمون التطبيق طوابير طويلة أو يضطرون للبحث مطولًا عن الوقود.

كييف المحاصرة

وبعد نحو ثلاثة أسابيع على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا تجد العاصمة الأوكرانية كييف نفسها مُحاصرة من الشمال والشرق، وفرّ منها نصف سكّانها تقريبًا.

ولا تزال الطرق المؤدية إلى الجنوب فقط مفتوحة، وأقامت سلطات المدينة نقاط تفتيش في وقت يُخزّن السكان المواد الغذائية والأدوية.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن حظر تجول بالعاصمة الأوكرانية سيُفرض اعتبارًا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت غرينتش) اليوم الثلاثاء وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم الخميس، بعد أن قصفت القوات الروسية المتمركزة خارج المدينة عدة مجمعات سكنية.

وتابع كليتشكو: "يُمنع التنقل في أنحاء المدينة من دون إذن خاص، باستثناء الذهاب إلى الملاجئ، العاصمة هي قلب أوكرانيا، وسندافع عنها. لن نتنازل عن كييف، التي تعتبر حاليًا رمزًا وقاعدة عمليات لحرية أوروبا وأمنها".

وذكر جهاز الطوارئ الأوكراني على فيسبوك أن جثتين انتشلتا من تحت أنقاض مبنى مكوّن من 16 طابقًا في حي سفياتوشنسكي، مضيفًا أنه تم إنقاذ 27 شخصًا في ذات الموقع. كما تعرّض مبنى سكني آخر في منطقة بوديلسك لهجوم، وفق المصدر.

وفي ظل التصعيد الروسي ضد كييف، أعلنت الحكومة البولندية أن رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي ونظيره التشيكي بيتر فيالا والسلوفيني يانيز يانسا سيزورون العاصمة الأوكرانية الثلاثاء بصفتهم ممثلين عن المجلس الأوروبي حيث سيلتقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميهال.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة