Skip to main content

التوتر في بحر الصين الجنوبي.. بكين تتهم مانيلا بالتواطؤ لإثارة المشاكل

الإثنين 25 ديسمبر 2023
تطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي تطالب الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام وإندونيسيا بأجزاء منه - رويترز

اتهمت وسائل إعلام رسمية صينية الفلبين اليوم الإثنين بانتهاك الأراضي الصينية بشكل متكرر في بحر الصين الجنوبي، ونشر معلومات كاذبة، والتواطؤ مع قوات خارج الحدود الإقليمية لإثارة المشاكل.

وكتبت صحيفة الشعب اليومية، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، في تعليق أن الفلبين اعتمدت على دعم الولايات المتحدة لاستفزاز الصين بشكل مستمر بمثل هذا السلوك "الخطير للغاية"، الذي يلحق ضررًا بالغًا بالسلام والاستقرار الإقليميين.

وتصاعد التوتر بين بكين ومانيلا في الأشهر الأخيرة، إذ تبادل الجانبان الاتهامات بشأن سلسلة من الخلافات في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك اتهامات بأن الصين صدمت سفينة هذا الشهر تقل رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية.

وفي تحذير مباشر غير معتاد، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأسبوع الماضي: إن "أي سوء تقدير في النزاع مع الفلبين سيؤدي إلى رد حازم من الصين"، ودعا إلى الحوار لمعالجة "الصعوبات الخطيرة".

ويتزامن توتر العلاقات الثنائية مع تحركات مانيلا لتعزيز العلاقات العسكرية مع اليابان والولايات المتحدة، حسب وكالة "رويترز".

وعبرت الصين عن غضبها للولايات المتحدة هذا الشهر لإرسالها سفينة تابعة للبحرية إلى المياه القريبة من المنطقة المتنازع عليها، حيث خاضت الصين والفلبين عدة مواجهات بحرية.

وقالت صحيفة الشعب اليومية إن واشنطن استخدمت مرارًا معاهدتها الدفاعية مع الفلبين "لتهديد" الصين، ودعم انتهاك الفلبين للسيادة الصينية بشكل صارخ و"الترويج للمخاوف الأمنية".

وكانت الصين دعت الخميس الفلبين إلى "اتخاذ قرارات عقلانية" في أعقاب تحركات مانيلا الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، لكن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس رد في وقت لاحق، متعهدًا بعدم الاستسلام "للإكراه" الصيني. وأكد أن المواجهات المتوترة الأخيرة في المنطقة المتنازع عليها تعكس "شجاعة" بلاده.

ووفق مقاطع فيديو نشرها خفر السواحل الفلبيني، استعملت سفن صينية خراطيم المياه في ديسمبر/ كانون الأول ضد قوارب فلبينية، خلال مهمتي إعادة إمداد منفصلتين إلى شعاب مرجانية متنازع عليها.

كما وقع تصادم بين سفينة فلبينية وزورق لخفر السواحل الصيني، وتبادلت الصين والفليبين الاتهامات بشأن الحادث.

"العلاقات الثنائية تواجه صعوبات خطيرة"

في هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين الخميس: "نأمل أن يتمكن الجانب الفلبيني من اتخاذ قرارات عقلانية، وإيجاد طريقة فعالة للتفاعل مع جيرانه والعمل مع الصين لإبقاء الوضع الحالي في البحر تحت السيطرة".

وجاءت تصريحاته التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي دوري، بعد مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الفلبيني إنريكي مانالو.

وقال الوزير الصيني لنظيره إن علاقاتهما الثنائية تواجه "صعوبات خطيرة" وحمّل مانيلا مسؤولية الوضع، بحسب تقرير نشرته الخارجية الصينية مساء الأربعاء.

وتقول الصين إنها كانت أول دولة تكتشف وتسمي جزر هذه المنطقة البحرية الشاسعة، والتي يمر عبرها جزء كبير من التجارة بين آسيا وبقية العالم.

وتطالب بجزء كبير من الجزر والشعاب المرجانية الموجودة في البحر. لكن الدول الساحلية الأخرى (الفليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي) لديها مطالب متعارضة وتسيطر كل منها على عدة جزر.

ورفضت محكمة التحكيم الدائمة ومقرها هولندا، بعد أن لجأت إليها الفليبين، المطالبات الصينية عام 2016، معتبرة أن ليس لها أي أساس قانوني.

ونددت بكين بهذا القرار، معتبرة خصوصًا أن الإجراء الفلبيني أمام هذه المحكمة القضائية باطل.

وفي مواجهة المطالبات الإقليمية للصين فضلًا عن نفوذها المتزايد وقدراتها العسكرية، أبرمت الفلبين هذا العام اتفاقيات عسكرية مع الولايات المتحدة وأستراليا. كما اتفقت مع اليابان على بدء مفاوضات في هذا الاتجاه.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة