الإثنين 6 مايو / مايو 2024

الخوف من التغيير.. لماذا يخشى الناس مغادرة "منطقة الأمان"؟

الخوف من التغيير.. لماذا يخشى الناس مغادرة "منطقة الأمان"؟

Changed

يعيق الخوف من التغيير التحولات الجذرية التي ينشدها البعض، أو يضطر إليها حتى - غيتي
يعيق الخوف من التغيير التحولات الجذرية التي ينشدها البعض، أو يضطر إليها حتى - غيتي
بسبب الخوف من التغيير، يؤثر البعض البقاء في نطاق تجاربه السابقة معروفة الظروف والنتائج. لكن حتى لا تأتي بجديد خارج عن المألوف.

لا يحظى المرء بكل ما يتمنى. إن ناسبته الظروف حينًا، فهي تعاكسه أحيانًا، حيث يعيق الخوف من التغيير التحولات الجذرية التي ينشدها البعض، أو يضطر إليها حتى، أمام الرغبة في التطور.

لذلك، يؤثر البعض البقاء في نطاق تجاربه السابقة معروفة الظروف والنتائج. لكن حتى إن سارت المخططات وفق التوقعات داخل ما يُعرف بـ"الدائرة الآمنة"، إلا أنها لا تأتي بجديد خارج عن المألوف.

"الخوف أمر طبيعي"

في حديثها إلى "العربي" من تونس، تشرح رئيسة الجمعية التونسية للمداربة ريم كَسوس أن الخوف من التغيير أمر طبيعي، وتشرح أنه ناتج عن الخشية من المجهول.

وفيما تحذّر من الخوف السلبي الذي يعطّل التغيير، تؤكد أهمية ذاك الإيجابي والبنّاء الذي يمكّن المرء من التقدم.

وتتحدث كَسوس عن المراحل الفاصلة عن التغيير، فتشير إلى أن المرء يكون في الحالة العادية داخل نطاق الأمان، ومتى أراد الانتقال إلى نطاق الابداع، فهو يمر بمرحلتين: في الأولى يتعلم ويكتسب المهارات. وفي الثانية تنتابه مشاعر الخوف والقلق. 

وتنقل ما يسمعه المدربون من هؤلاء، حين يشكون خوفهم من المجهول الذي ينتظرهم، ويعبرون عن قلقهم من نظرة الآخرين.

وتميّز كَسوس بين نوعين من التغيير، فتقول إن التعامل مع التغيير القهري هو الأصعب، بينما تلفت في حال التغيير الإختياري إلى توافر الوقت، وإمكانية توقعه واختياره والتحضر له. 

الظروف وتجارب الطفولة

لمَ تتباين همم الأشخاص على التغيير، فيجرؤ أحدهم على تقديم استقالته وبدء مشروعه الخاص أو شراء منزل جديد، بينما يراوح آخرون مكانهم رغم ما يكابدونه من مشقة ومعاناة؟

يُعد الخوف من التغيير نتيجة لكل من طبيعة المرء وتنشئته. وبحسب ما جاء في موقع "فوربس"، فإن الخوف من التغيير يمكن أن ينبع من تجارب الطفولة، ووجهات النظر العائلية، والتوقعات الشخصية، والظروف الحالية.

وفيما يلفت إلى أن المرء قد يتبنى سلوكًا محافظًا يخشى التغيير، إذا ما كان والداه يتصرفان على هذا النحو، يشير إلى أن أدمغة الناس مصمّمة لتجد السلام في المعرفة.

ويشرح: "عندما لا نعرف ما سيحدث، فإننا نختلق السيناريوهات، وبالتالي نخلق الخشية والقلق. ثم نفعل كل شيء لتجنب تلك المشاعر". 

مع ذلك، يمكن مواجهة هذا الخوف من التغيير وتبديده تباعًا بما ينساب مع جوهر التطور ويمكّن المرء من الإفادة من فرص تحقيق اختراقات إيجابية في واقعه، والاستعداد لمستقبل أفضل.  

وفي هذا الصدد، يورد موقع "الفيغارو" الفرنسي ثلاث خطوات رئيسية للتخلص من التوتر والذعر من التغيير. 

تحليل وإزالة الغموض

بحسب الموقع، تكون البداية مع أخذ الوقت الكافي لتحليل هذه المشاعر، عبر تحديد ما يبعث عليها على وجه الدقة؛ هل هو الخوف من فقدان شيء ما أو شخص ما، أو ربما القلق من الفشل أو ردة فعل الآخرين. ذلك لأن ترجمة هذه المشاعر بالكلمات يخفف من ثقلها.   

ويتعين تاليًا إزالة الغموض عن التغيير المنشود للتعامل مع الخوف منه. في هذا الصدد، وقبل اتخاذ أي قرار ينصح الموقع باستعراض نقاط القوة والضعف إلى جانب الفرص والمخاطر. 

فمن خلال كتابة المزايا والعيوب، وما يمكن الحصول عليه ومواجهته من مخاطر، يصبح المجهول أقل غموضًا، ويُتاح معرفة إذا ما إذا كانت المخاطرة مجدية أم لا في نهاية الأمر.  

ترد أيضًا في الموقع الدعوة إلى قبول الخوف من التغيير واستخدامه، والإجابة على أسئلة من قبيل: من أين يأتي هذا التغيير، هل هو مفروض أم اختياري، وماذا سيحدث حال قبوله أو رفضه؟. 

فمن خلال استعراض تلك الأجزاء وتحويل المخاوف عبر الأسئلة إلى إجابات محددة وملموسة، سيبدو الموقف أقل صعوبة. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close