Skip to main content

الرواية الإيرانية.. مهسا أميني لم تمت بسبب "ضربات" وشابة أخرى "انتحرت"

الجمعة 7 أكتوبر 2022

أفادت هيئة الطب الشرعي الإيرانية الجمعة أن الشابة مهسا أميني التي أدت وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق إلى احتجاجات واسعة، قضت نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة وليس بسبب "ضربات" على أعضاء حيوية.

وجاء في التقرير الذي نشرته وسائل إعلام رسمية أن "وفاة مهسا أميني لم تكن بسبب ضربات على الرأس أو الأعضاء الحيوية للجسد"، بل ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة".

وأشار إلى أن العملية التي جرت لإزالة ورم الدماغ القحفي، أدت إلى معاناة أميني "اضطرابات في المحور الوطائي النخامي" وعدد من الغدد المرتبطة به، ومنها الغدة الدرقية.

وأوضح أنه في "13 سبتمبر/ أيلول، فقدت (أميني) الوعي بشكل مفاجئ وسقطت إثر ذلك أرضًا"، وبسبب حالتها الصحية الأساسية افتقرت إلى "القدرة على التعويض والتكيّف مع الوضع".

وأشار إلى أنه "في هذه الظروف، عانت من اضطراب في نبض القلب وهبوط في ضغط الدم، وبالتالي تراجع في مستوى الوعي"، تطورت إلى "نقص حاد في الأكسجة وبالتالي تلف دماغي".

وكانت وسائل إعلام محلية نشرت شريطًا قالت إنه من كاميرات مراقبة المركز الأمني حيث نقلت أميني. وظهرت الشابة التي قدّمت على أنها أميني، وهي تترجل من حافلة صغيرة عائدة لشرطة الأخلاق، وبدت في جزء آخر من الشريط وهي تتحدث إلى إحدى العناصر في المركز، قبل أن تسقط أرضًا. وفي مراحل لاحقة، ظهر مسعفون يعملون على إنعاشها، قبل أن يتم نقلها على حمالة إلى سيارة إسعاف، ومنها إلى المستشفى حيث رقدت في غيبوبة.

وأوضح التقرير أنه "على رغم نقلها إلى مستشفى كسرى وجهود الطاقم الطبي، توفيت المريضة في 16 أيلول/ سبتمبر بعد فشل العديد من أعضاء الجسم جراء نقص الأكسجة".

عائلة أميني تحمل الشرطة مسؤولية وفاتها

وكانت الشرطة احتجزت أميني في 13 سبتمبر/ أيلول في طهران بسبب ارتداء "ملابس غير لائقة". وقالت السلطات إنها أصيبت بأزمة قلبية بعد نقلها إلى مركز للشرطة "لتأديبها".

في المقابل، نفت عائلة أميني معاناتها من أي مشاكل في القلب. وقال والدها إن ساقها كان يظهر عليها كدمات. وحمل الشرطة مسؤولية وفاتها.

وتشهد إيران منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/ أيلول، وأدت الاحتجاجات التي شارك فيها طلاب جامعات وتلامذة، إلى مقتل العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن.

تحقيقات بوفاة الشابة سارينا إسماعيل زاده

وفي حادثة أخرى، أعلن مسؤول قضائي إيراني أن التحقيقات الأولية تؤشر إلى أن الشابة سارينا إسماعيل زاده قضت "انتحارًا"، وذلك بعد تقارير خارج البلاد عن وفاتها على هامش مشاركتها في احتجاجات تشهدها إيران.

ونشر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية ليل الخميس، ما قال إنها إيضاحات من حسين فاضلي هرينكدي، المدعي العام لمحافظة ألبرز، بشأن ما أوردته "وسائل إعلام معادية" عن "مقتل فتاة من (مدينة) كرج اسمها سارينا إسماعيل زاده على يد قوات الأمن خلال التجمعات".

وأوردت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، أن سارينا إسماعيل زاده توفيت في 23 سبتمبر جراء تعرضها "للضرب بهراوات على الرأس" في مدينة كرج، مركز محافظة ألبرز غرب طهران.

ونقل "ميزان أونلاين" عن فاضلي هرينكدي قوله: إنه بعيد منتصف ليل 23-24 سبتمبر "أفادت الشرطة المحلية القاضي المناوب بقضية سقوط (شخص) من مكان مرتفع".

وأضاف "تبيّن أن الجثة تعود لمراهقة في السادسة عشرة من العمر، موجودة عند مدخل الموقف الخلفي للبناء المجاور لمنزل جدتها" في حي عظيميه في شمال غرب كرج.

وأوضح أنه "وفق التحقيقات الأولية"، فإن الفتاة "أقدمت على الانتحار"، مشيرًا إلى أن تقرير الطب الشرعي حدد سبب الوفاة "بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع".

وشدد هرينكدي على أن "المنطقة التي وقعت فيها الحادثة في كرج لم تشهد أي أعمال شغب" في ذلك الوقت.

وكانت وكالة "تسنيم" أفادت في 25 سبتمبر، عن توقيف من وصفتهم بـ"قادة أعمال شغب" في "بعض أحياء كرج بينهم رجائي شهر" القريب من عظيميه.

ونشر موقع "ميزان أونلاين" الجمعة شريطًا مصورًا قصيرًا لوالدة سارينا إسماعيل زاده، نفت فيه "أي علاقة" لابنتها بالاحتجاجات في إيران.

وفاة نيكا شاكرامي

وكانت السلطات القضائية الإيرانية أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع فتح تحقيق بشأن مراهقة أخرى تدعى نيكا شاكرمي، في ظل تقارير عن وفاتها أيضًا على خلفية مشاركتها في الاحتجاجات.

وقال رئيس مكتب المدعي العام في طهران محمود شهرياري "قام الطبيب الشرعي بتشريح الجثة وأخذ عينات من السموم والأمراض بأمر من السلطة القضائية. وبحسب التحقيقات كان سبب الموت السقوط من ارتفاع شاهق"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

من جهتها، اتهمت نسرين والدة نيكا شاكرمي السلطات بالمسؤولية عن وفاة ابنتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وذلك في شريط مصوّر بثته قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران.

وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 150 شخصًا قتلوا وأصيب المئات واعتقل الآلاف في حملة قمع الاحتجاجات التي تمثل أكبر تحد لرجال الدين الحاكمين في إيران منذ سنوات.

ولعبت النساء دورًا بارزًا في الاحتجاجات حيث لوحت بعضهن بأغطية الرأس وحرقنها. كما شاركت طالبات من المدارس الثانوية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة