الرياضة لا تقف عند حدود العمر.. هذه التمارين تناسب كبار السن

إن بدت بعض الرياضات غير مناسبة لكبار السن، فذلك لا يلغي واقع حاجتهم للتمارين والخيارات العديدة المتاحة التي تمنحهم أسلوب حياة أكثر صحة.

فإلى جانب الفوائد على مستوى التوازن والحركة تسهم التمارين في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض عدة، من بينها تلك المتعلقة بالقلب. 

بين منافع الرياضة وعوامل الخطورة

في هذا الصدد، وبعد تأكيده على أن "ممارسة التمارين لا تقف عند حدود العمر"، يسهب الدكتور مالك الجمزاوي في الحديث عن أهميتها وضرورة الانكباب عليها بانتظام.

وبوصفه اختصاصيًا في أمراض القلب والشرايين، يشرح لـ "العربي" منافع الرياضة على الصحة ومنها توسيع الشرايين وخفض ضغط الدم ومستوى الدهنيات بمقابل زيادة احتراق السكريات.

ويردف بأن ما تقدّم يقلّل من عوامل الخطورة على القلب، حيث تتراجع نسبة الإصابة بالأمراض ذات الصلة على غرار تصلب الشرايين أو ضعف عضلة القلب.

وفيما يتحدّث عن تغييرات تصيب عضلة القلب نتيجة تقدم العمر من بينها انخفاض معدل المرونة، أي تراجع انبساط عضلة القلب، يلفت إلى أن ممارسة الرياضة بشكل دوري ـ وإن لفترات قصيرة ـ تزيد حاجة الجسم إلى كميات إضافية من الدم تقع مسؤولية ضخها على عضلة البطين الأيسر.

ويردف بأن تلك العضلة تصبح، مع زيادة المجهود الرياضي، قادرة على ضخ الدم بكميات أكبر عبر فترات طويلة، فتزداد مرونتها وسماكتها بموازاة قوة الضخ.

ويستطرد بالقول إن هذه المسألة تنعكس على وقت الراحة، حيث يكون القلب أكثر هدوءًا، ونبضاته أكثر اعتدالًا.

ولأن مرحلة ما بعد "الستين"، تزداد فيها الإصابة بالأمراض على غرار الضغط أو السكري، يوصي الجمزاوي باستشارة الطبيب في اختيار التمارين المناسبة. 

وبينما يلفت إلى أن أنواعًا عدّة من الرياضات تُعتبر ممتازة لكبار السن، يشدد على أهمية المواظبة على الممارسة لتحقيق الفوائد المرجوة.

ويذكّر بأن ممارسة الرياضة منذ الصغر يجعلها عادة مكتسبة ومفضّلة، تزيد من القابلية على التمارين في الكبر.

ويشير إلى أن من سيكولوجيات الرياضة ممارستها بشكل جماعي ما يعطي دافعًا للمضي قدمًا وحماسة للمتابعة.

ما هي أبرز التمارين المناسبة؟

يستعرض موقع "سينيور لايف ستايل" (senior lifestyle) الأميركي عددًا من الرياضات المناسبة لكبار السن، يمكن وصفها بالمفيدة والأقل إرهاقًا في آن معًا.

المشي

من بين هذه الرياضات يندرج المشي، فهو يعزّز أسلوب حياة صحيًا ويقوّي العضلات ويقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وسرطان القولون.

وينبّه الموقع إلى أن هذه التمارين تُعدّ تحديًا لبعض كبار السنّ مقارنة بغيرهم، لذا تختلف المسافة وعدد الخطوات المزمع إتمامها من شخص إلى آخر.

ويردف بأن 10 آلاف خطوة يوميًا هو العدد الذي يُنصح به للناس بصورة عامة بغرض اتباع أسلوب حياة صحي، لكن أولئك الذين يعانون من صعوبة في المشي أو آلام في المفاصل قد يستقرّون على عدد أقل من الخطوات كهدف يومي.

السباحة  

وفق "سينيور لايف ستايل"، أصبحت التمارين الرياضية المائية في السنوات الأخيرة شكلاً شائعًا للغاية من التمارين بين جميع الأعمار، وكبار السن على وجه الخصوص.

ويشرح الموقع أن ممارسة الرياضة في الماء تُعتبر مثالية لأولئك الذين يعانون من آلام المفاصل والتهابها، ولا سيما أنها تعمل على تحسين قوة المرء ومرونته وتوازنه مع حد أدنى من الضغط على الجسم.  

يوغا الكرسي

تعمل هذه الرياضة على تحسين قوة العضلات وحركتها ومرونتها، وكلها جوانب صحية مهمة لكبار السن. 

ويشير الموقع إلى أثر هذا النوع من اليوغا في تحسّن الصحة العقلية لدى كبار السن، كاشفًا أن المشاركين المنتظمين يتمتعون بنوم أفضل وحالات أقل من الاكتئاب وشعور عام بالعافية.

أحزمة المقاومة 

تُعد هذه الأشرطة المطاطية، التي تزيد المقاومة إلى التمارين الرياضية مع تقليل الضغط على الجسم، سهلة الاستخدام ومعداتها منخفضة التكاليف، ما يجعلها مثالية لممارسة الرياضة في المنزل.

وبحسب الموقع، تعود هذه التمارين بفوائد على مستوى تقوية الجزع وتحسين كل من وضعية الجسم والحركة والتوازن.

غير أنه يلفت إلى وجوب تجنّب من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا مجموعة من التمارين، من بينها القرفصاء (squats) مع الأثقال، والجري لمسافات طويلة، و"الديد ليفت" (deadlift).