الجمعة 10 مايو / مايو 2024

الصومال.. خلاف بين فرماجو وروبلي حول طرد ممثل الاتحاد الإفريقي

الصومال.. خلاف بين فرماجو وروبلي حول طرد ممثل الاتحاد الإفريقي

Changed

فقرة من "أنا العربي" تستعرض قصة النزاع بين فرماجو وروبلي (الصورة: غيتي)
اعتبرت الرئاسة الصومالية أن طرد ممثل الاتحاد الإفريقي يمس علاقة الصومال مع دول العالم، ويجب أن يتم على أساس مصلحة البلاد، وأن يتم عبر التشاور.

أعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، رفضه قرار رئيس الحكومة محمد حسين روبلي، الخميس، طرد مبعوث الاتحاد الإفريقي السفير فرنسيسكو ماديرا من البلاد.

ويتواجه المسؤولان باستمرار في الأشهر الأخيرة ما يؤجج أزمة إنسانية تؤخر تنظيم انتخابات رئاسية مرتقبة منذ أكثر من عام في هذا البلد الذي يعاني من عدم الاستقرار في ظل تمرد حركة الشباب الإسلامية المستمر منذ 15 عامًا.

وذكرت الرئاسة في بيان، أنه لا تتوافر معلومات من وزارة الخارجية تفيد بقيام ماديرا بتصرفات خارج إطار مسؤولياته.

وأضافت أن "أي قرار كهذا الطرد يمس علاقتنا مع دول العالم يجب أن يتم على أساس مصلحة البلاد، وأن يتم عبر التشاور".

وذكر البيان بأن الرئيس "هو حارس سيادة البلد وضامنها"، مشيرًا إلى أنه كلف وزير الخارجية "نقل اعتذارات الحكومة الفدرالية إلى الاتحاد الإفريقي عن القرار غير القانوني والمتهور الصادر عن هيئة غير مخولة" القيام به.

وطلب فرماجو من السفير ماديرا "الاستمرار في أداء واجباته وإبلاغ الاتحاد الإفريقي بأن قرار طرده جاء من طرف واحد لا يتمتع بصلاحيات لاتخاذ قرار كهذا بمفرده"، وفق البيان.

"شخص غير مرغوب فيه"

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الحكومة، في بيان، ماديرا "شخصًا غير مرغوب فيه".

وأرجعت القرار إلى "انخراطه في أعمال (لم تحددها) لا تتوافق مع وضعه ومسؤوليات تمثيله للاتحاد الإفريقي".

وأضافت الحكومة: "نأمره بمغادرة الصومال في غضون 48 ساعة".

ولم يكشف البيان أي تفصيل حول الدوافع خلف هذا القرار بحق ماديرا، الدبلوماسي الموزمبيقي الذي يقوم بمهام الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في الصومال منذ 2015.

وجاء قرار طرد ماديرا في وقت تجددت خلافات حادة بين فرماجو وروبلي بخصوص ملفي الأمن والانتخابات.

وتحول الخلافات بين فرماجو وروبلي وأخرى بين مقديشو والولايات من دون إتمام انتخابات برلمانية، حيث تأخرت لأكثر من عام.

ومن المقرر أن تلي هذه الانتخابات أخرى رئاسية لانتقال السلطة في بلد يحاول التعافي من حرب أهلية اندلعت إثر انهيار الحكومة المركزية عام 1991.

"عرقلة الانتخابات"

وفي ديسمبر/ كانون الأول، حاول فرماجو تعليق سلطات روبلي للاشتباه في جرائم فساد، وهو ما ندد به روبلي ووصفه بأنه محاولة انقلاب.

وكانت الولايات المتحدة فرضت في فبراير/ شباط الماضي، عقوبات على مسؤولين صوماليين (لم تعلن عنهم) بتهمة عرقلة الانتخابات.

واستبدل الاتحاد الإفريقي، مطلع 2022، نائب مبعوثه الخاص سيمون مولونجو، بعد أن أعلنته مقديشو "شخصًا غير مرغوب فيه"، وأمهلته 7 أيام لمغادرة البلاد.

كما سبق أن أعلنت مقديشو عام 2019 مبعوث الأمم المتحدة إلى البلاد نيوكلاس هايثم "شخصًا غير مرغوب فيه"، متهمة إياه بـ"التدخل السافر" في شؤون الصومال.

الاتحاد الإفريقي في الصومال

وينشر الاتحاد الإفريقي في الصومال قوة لحفظ السلام تنشط في البلد منذ 2007 تحت تسمية بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال "أميصوم".

وصوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع الأسبوع الماضي على تشكيل قوة جديدة تابعة للاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال لمكافحة حركة الشباب حتى نهاية 2024.

وتحلّ البعثة الانتقالية للاتحاد الإفريقي في الصومال (أتميس) محل "أميصوم".

وطردت أميصوم الجهاديين الشباب من المدن الرئيسة في البلاد وفي طليعتها العاصمة مقديشو عام 2011، ما أتاح تشكيل حكومة وإنشاء مؤسسات فدرالية وإجراء دورتين من الانتخابات في 2012 و2017، غير أن ولاية الرئيس انتهت في فبراير/ شباط 2021 بدون التمكن من إجراء انتخابات.

ومذاك تتقدم العملية ببطء وتأخرت بسبب صراعات في أعلى هرم السلطة التنفيذية ونزاعات بين الحكومة المركزية وبعض ولايات البلاد.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close