لليوم الثاني على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة، وأسفرت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن مقتل 12 فلسطينيًا بينهم طفلة.
ودمّرت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، السبت، منزلين بشكل كامل، واستهدفت عددًا من المواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأطلقت المقاتلات الإسرائيلية عددًا من الصواريخ باتجاه منزل في حي الشيخ عِجلين، غرب مدينة غزة، وتسببت هذه الغارة، بدمار كبير في المنازل المجاورة، دون أن يتم التبليغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
كما دمّرت المقاتلات الإسرائيلية، بشكل كامل، منزلًا ثانيًا، في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
وشنّ الاحتلال عددًا من الغارات، على مناطق مختلفة من القطاع، منها هدف في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، وآخر في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية موقعين عسكريين يتبعان لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الأول جنوبي مدينة دير البلح، والثاني غرب مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
كما استهدفت المقاتلات كذلك، برج مراقبة تستخدمه فصائل فلسطينية، قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل، وسط قطاع غزة.
رشقات صاروخية باتجاه المواقع الإسرائيلية
في المقابل، تواصل سرايا القدس، إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المُحاذية للقطاع.
وأصيب إسرائيلي، صباح السبت، بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على إحدى المستوطنات جنوب إسرائيل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "إطلاق الصواريخ على غلاف غزة مستمر طوال الوقت، وفي صباح اليوم تم رصد سقوط قرب مزرعة ألبان في كيبوتس في مجلس إشكول الإقليمي"، يضم 32 مستوطنة.
ونتيجة السقوط، أصيب إسرائيلي بجروح طفيفة ولم يتضرر المبنى، بحسب المصدر ذاته.
وأفاد مجلس "إشكول" الإقليمي بأن "هذا أول سقوط داخل مستوطنة بإشكول منذ بداية العملية".
وأضاف أن "كل الصواريخ التي أطلقت حتى الآن اعترضتها منظومة القبة الحديدية أو سقطت في مناطق مفتوحة خارج المستوطنات"، وفق "يديعوت".
كما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي اختراق طائرة مسيرة أطلقت من قطاع غزة لأجواء منطقة ناحل عوز.
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت سرايا القدس عن إطلاق رشقات صاروخية جديدة، واستهداف مواقع إسرائيلية مُحاذية لقطاع غزة.
كما أعلنت سرايا القدس، قصف تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وسديروت بـ60 صاروخًا.
ومساء الجمعة، أصيب 4 إسرائيليين بجروح، خلال ركضهم نحو الملاجئ، بعد دوي صافرات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وحينها، قالت "نجمة داود الحمراء" (هيئة إسعاف رسمية) في بيان نقلته قناة "كان" الرسمية: إن "5 أشخاص أصيبوا بينهم 4 بجروح طفيفة خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت (جنوب)، فيما أصيب خامس بحالة ذعر.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت اعتقال 19 عنصرًا من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، بينما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة.
الجهاد الإسلامي تنفي توجه وفد من الحركة إلى القاهرة
وعلى صعيد المواقف السياسية، نفى داود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، اليوم السبت، توجه أي وفد من الحركة إلى القاهرة، وذلك في إطار استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة .
وقال شهاب في تصريح إذاعي إن "أولويتنا الآن كسر أنف هذا الاحتلال وجهدنا منصب على الميدان".
وأكد شهاب أن "هذه المعركة لن تنتهي إلا عندما يتأكد أن حركة الجهاد والمقاومة كسرت أنف الاحتلال وأفشلت كل أهدافه".
وبين شهاب أن "الاحتلال يحاول تحديد المعركة بالجهاد فقط، ولكن يجب ألا نسمح له بتمرير أهدافه، فعلى كل المستويات أن تكون في المواجهة، مثقفين ونخبا".
وفي هذا الإطار، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس: إن "الاحتلال الإسرائيلي يريد من هذه المعركة أن يكسب أصوات المستوطنين والرأي العام الصهيوني في الانتخابات الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين".
وشدد في حديث لـ"العربي" من جنين شمالي الضفة، على أن الاعتقالات بحق كوادر حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية لن تكسر الحركة وقوى المقاومة، مضيفًا أن الاعتقالات دليل على ضعف الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، وتؤكد على صلابة الموقف الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي.
وأكد الأخرس أن الاحتلال لا يمكنه فصل فصيل فلسطيني عن الآخر، وأن هناك غرفة مشتركة للفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وعصر الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ شن غارات على أهداف لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، في حين أفاد داود شهاب الناطق باسم "الجهاد الإسلامي"، أن إسرائيل اغتالت تيسير الجعبري القيادي البارز في "سرايا القدس" الجناح المسلح للحركة.