Skip to main content

العلاقات المصرية - التركية.. بداية صفحة جديدة؟

الجمعة 12 مارس 2021

بعد سيل من التصريحات الايجابية التي صدرت عن لسان المسؤولين الأتراك في الأيام الماضية، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده استأنفت اتصالاتها الديبلوماسية مع مصر في محاولة لإصلاح العلاقات المعطلة بين البلدين لسنوات.

لكن ما اعتُبر في أنقرة تحولًا، بدا في القاهرة "اتصالات ديبلوماسية عادية" لا ترقى الى مستوى فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين الجانبين.

ما يُفهم من هذا السلوك بتقدير البعض هو التماس الحذر في لحظة تحول خطر في الاقليم. فما دامت الادارة الأميركية تغيرت، فكل الأحلاف والعداوات قابلة للتغير أيضًا.

قبل 8 سنوات كانت لحظة الصدام الأولى، حين انتهى حكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي بانقلاب عسكري، وتحولت العلاقات بين مصر وتركيا منذ ذلك الحين الى جفاء وعداء.

وكانت الدولتان على طرفي نقيض في صراع المحاور، ففي ليبيا دعم الأتراك حكومة الوفاق فيما دعمت مصر الجنرال المتقاعد خليفة حفتر. وتقول تسريبات صحفية إن تفاهمًا مصريًا تركيًا هو من رجح طريق الانتقال السياسي هناك.

وفي شرقي المتوسط تطمح مصر لتصبح قطب الطاقة الصاعد، فيما يحارب الأتراك لانتزاع ما يقولون إنها حقوقهم في حكم الجغرافيا التي لا يعترف بها اليونانيون.

ومع اليونانيين وقعت مصر اتفاقية لترسيم الحدود لكن دون المس بما تعتبره تركيا جرفها القاري الخاص. هذا الأمر شكّل إشارة مقدرة كما يقول الأتراك، دافعة الى تدبير الخلاف بمنطق السياسة وبموازنة المصلحة.

مصالح أساسية تجمع الطرفين

يعتبر الباحث بالشأن التركي سعيد الحاج أن اليد التركية كانت أصلًا ممدودة، مشيرًا في هذا الاطار الى حديث وزير الخارجية التركي سابقًا عن لقاءات مع نظيره المصري، والى الدعوة التركية لمصر من أجل ترسيم الحدود البحرية، معتبرًا أن قرار فتح صفحة جديدة مع القاهرة اتخذ في وقت سابق في أنقرة.

وبالرغم من التصلب الظاهر بالموقف المصري في هذا الاطار، إلا أن الحاج يلفت الى مؤشرات عديدة تقول إن القاهرة تدرك أن معوقات العلاقة مع أنقرة تراجعت كثيرًا خلال السنوات الماضية، وأن مصالح أساسية وجوهرية تجمع بين الطرفين.

ويعزو الحاج التصلب في الموقف المصري الى ما تريده القاهرة من أنقرة من خلال اعتراف صريح بالنظام القائم.

ويقول الباحث بالشأن التركي إن المصالح وخصوصًا في شرق المتوسط في ما يتعلق بالغاز وترسيم الحدود والتنافس الجيوسياسي تجمع البلدين الى حد كبير جدًا. 

مؤشرات ساهمت بالتقارب

أستاذ دراسة الصراعات في معهد الدوحة للدراسات العليا موسى علاية يرى أن تجاذبات كبيرة شابت العلاقة بين مصر وتركيا، حيث لم يعترف الرئيس رجب طيب أردوغان بالنظام المصري الذي ترأسه عبد الفتاح السيسي بعد الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي الذي كانت تجمعه بتركيا علاقات استراتيجية.

ويشير علاية الى أن تركيا باتت تدرك الآن أن للسيسي قبضة حديدية على مصر، وبالتالي "لم يعد بمقدور أنقرة تغيير النظام في مصر أو إعادة الديمقراطية إليها كما يقولون".

ويتحدث عن مؤشرات ساهمت بهذا التقارب، بينها عقد الصفقة الاماراتية الاسرائيلية لتصدير النفط عن طريق العقبة وميناء إيلات الاسرائيلي الى أوروبا، ما سيمثل ضربة قوية للاقتصاد المصري خصوصًا في إطار تقليل أهمية قناة السويس الاستراتيجية.

ويلفت علاية الى تقارب سعودي تركي ساهم في بداية حلحلة العلاقة بين أنقرة والقاهرة.

العلاقات التجارية ازدادت أخيرًا

مساعدة وزير الخارجية المصرية سابقًا منى عمر ترى أن الرد المصري الذي صدر حول عودة العلاقات بين أنقرة والقاهرة يعني أن هذا مجرد كلام إعلام ولم ينتقل الى مرحلة الأفعال.

وتنفي أن تكون الامارات لعبت أي دور سلبي بين مصر وتركيا، معتبرة أن توتر العلاقة بين البلدين يعود الى المواقف التي اتخذتها تركيا من النظام السياسي الجديد في مصر. 

وتتحدث عمر عن مصالح تركية مصرية ممتدة عبر التاريخ، مشددة على أن العلاقات بين الشعبين لم تتوقف كما أن العلاقات التجارية ازدادت في الفترة الأخيرة.

وتوضح أن المشكلة هي في عدم قبول الشعب المصري الهجوم على رئيسه أو إيواء معارضين يهاجمون القيادات المصرية. وتقول "هذا الفعل الذي ننتظره."

المصادر:
العربي
شارك القصة