Skip to main content

العنف السياسي يتصاعد.. حادثة اقتحام منزل بيلوسي تثير المخاوف في أميركا

السبت 29 أكتوبر 2022

"الهجوم أمر مقيت ويجب على الجميع الوقوف ضد العنف السياسي"، بهذه الكلمات علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على حادثة اقتحام منزل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في مدينة سان فرنسيسكو.

انهال المقتحم بالمطرقة على رأس بول زوج بيلوسي، وهو يصرخ "أين نانسي". هذه المعطيات دفعت بايدن للتأكيد أن المستهدف من الهجوم هو رئيسة مجلس النواب، والتي كانت في واشنطن وقت الحادث.

تذكير باقتحام الكابيتول

وفق التحقيقات، فإن المتهم من أصحاب السوابق والمشاكل مع القانون، وكتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس تبنيه قناعات اليمين المتطرف.

زوج بيلوسي أصيب بجراح استدعت نقله إلى المستشفى، حيث أشار الأطباء إلى أنه سيتماثل للشفاء قريبًا.

لكن الهجوم أعاد تذكير الأميركيين بحادثة اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب مبنى الكابيتول، احتجاجًا على فوز منافسه بايدن في انتخابات الرئاسة في شهر يناير/ كانون الثاني 2021.

إلا أن لجنة التحقيق في الواقعة لم تشر بعد إلى الرؤوس الكبيرة في الحادثة، والتي كانت علامة فارقة في تاريخ العنف السياسي الأميركي، وقسمت الأميركيين بشكل لا سابق له.

عنف سياسي متصاعد

وأخطر ما في حادثة الكابيتول أن آثارها امتدت للنخب السياسية، وبينها أقطاب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأبرز شاهد على ذلك نتائج استطلاعات أعقبت الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أن 61% من القاعدة الجماهيرية للحزب الجمهوري تعتقد أن الانتخابات سُرقت من مرشحها دونالد ترمب.

والمقلق اليوم هو العنف السياسي المتصاعد، ولا سيما مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

والجدير بالذكر، أن ظاهرة العنف السياسي هي تركة قديمة في الولايات المتحدة، وكان قد سبق أن اغتيل 4 رؤساء أميركيين، عدا عن نجاة رئيس آخر من الاغتيال هو رونالد ريغن.

غضب على بيلوسي

في هذا السياق، يرى عضو الحزب الديمقراطي الأميركي نعمان أبو عيسى أن "السبب بما وصلت إليه الأمور هو الحزب الجمهوري".

ويؤكد أبو عيسى، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "الجمهوريين بدأوا باختلاق الأزمة عندما لم يثقوا بنتائج الانتخابات الرئاسية".

ويشير أبو عيسى إلى أن "قادة الحزب الجمهوري يدعون إلى العنف، لدرجة أن أحدهم قال في الكونغرس أنه إذا استلم رئاسة مجلس النواب فسيضرب بيلوسي بنفسه".

ويوضح أبو عيسى أنه "العيون متجهة إلى بيلوسي، والغضب الجمهوري منصب عليها بشكل عنيف".

الانتخابات النصفية

من جهته، يوضح كبير الباحثين في مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن ماثيو برودسكي أن "أميركا تعيش اليوم مشكلة حقيقية، وخصوصًا في هذا الجو الانتخابي المشحون".

ويشدد برودسكي، في حديث إلى "العربي" من مينيسوتا، على "أننا نقترب من الانتخابات النصفية، وكلا الحزبين يحاولان إظهار قاعدتهما الشعبية".

ويوضح الباحث الأميركي أن "المهاجم كان مريضًا عقليًا، وهو ما تبين في التحقيقات، وهو أراد أن يفعل فعلته ويحرز نقطة سياسية للجمهوريين".

ويقول: "لا أحد يريد أن يرى عنفًا في البلاد، ولا بد من تخفيض درجة الخطابات عند الحزبين الجمهوري والديمقراطي".

تصاعد العنف

بدوره، يرى مدير المركز العربي للأبحاث في واشنطن خليل جهشان أن "العنف السياسي ليس جديدًا في الولايات المتحدة، وهو ظاهرة تاريخية ولكنها تحتدم من فترة لأخرى لأسباب كثيرة".

ويشير جهشان، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنه "من الواضح أن الهجوم على بيت بيلوسي والاعتداء على زوجها الذي يبلغ 82 عامًا لم يكن معزولًا عن الجو العام في البلاد".

ويقول: "وفق إحصاءات عام 2021، هناك أكثر من 9 آلاف تهديد سنويًا لأعضاء الكونغرس البالغ عددهم 535 شخصًا".

ويضيف: "هذا شيء غير طبيعي، خصوصًا لنظام يدعي أنه قائد الحركة الديمقراطية في العالم".

المصادر:
العربي
شارك القصة