Skip to main content

"الفرصة الحلم لأي ديكتاتور".. كيف عزّز كوفيد النزعة السلطوية حول العالم؟

الخميس 15 يوليو 2021
أثناء اعتقال مسؤولين من صحيفة "أبل ديلي" في هونغ كونغ

خلال العامين الماضيين، استنزف وباء كوفيد 19 طاقة العالم والحكومات وعزل بعض البلدان عن بعض، الأمر الذي عزّز النزعة السلطوية وانتشار الاستبداد والتطرّف في جميع أنحاء العالم.

"كوفيد هو الفرصة الحلم لأي ديكتاتور"، بهذه الكلمات وصف تيري سينغ، محامي حقوق الإنسان الكمبودي–الأميركي، فيروس "كورونا" لوكالة "أسوشييتد برس".

ووجّهت إلى سينغ تهم تشمل الخيانة في كمبوديا، الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا، والتي تزعم أنها ديمقراطية، رغم أن رئيس البلاد هون سين لا يزال في السلطة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وتتّهم منظمة "هيومن رايتس ووتش" حكومة كمبوديا باستخدام جائحة كورونا غطاءً لسجن المعارضين السياسيين دون الالتزام بالإجراءات القانونية، حيث جرى توجيه اتهامات للعشرات، وإخضاعهم لمحاكمات جماعية.

وقال سينغ: عندما يتعلّق الأمر بمعارضة الحكومة، فإن "الخوف من كوفيد على اعتبار أنه فيروس وسلاح سياسي في آن واحد، قد حدّ بشكل كبير من إمكانية تشكيل حركات احتجاجية".

ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن لوك كوبر، الباحث في كلية لندن للاقتصاد ومؤلف كتاب "عدوى الاستبداد"، قوله: إن الموارد الاقتصادية والصحية والاجتماعية الهائلة التي يتمّ ضخّها في إطار مكافحة الوباء تعني أن "الدولة عادت لتأخذ دورها في إدارة المجتمع وتوزيع المنافع العامة".

شواهد 

وسردت الوكالة بعض الأحداث التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا، من تشديد القيود المفروضة على الحريات المدنية أو المُعارضين السياسيين في قارات عدة؛ فانتقدت المجر التعددية الثقافية وهاجمت المهاجرين المسلمين، بينما أغلقت الصين آخر صحيفة مؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، وتغنّت حكومة البرازيل بالديكتاتورية، وخطفت بيلاروسيا طائرة ركاب لاعتقال صحافي، وقوّضت الحكومة البولندية حقوق النساء والمثليين.

من جهتها، فرضت الهند رقابة على المحتوى الإلكتروني، كما اعتقلت روسيا معارضين موالين للمعارض المسجون أليكسي نافالني.

ورغم أن النزعة الاستبدادية تفشّت حتى ما قبل الجائحة، إلا أن كوبر رجّح ألا تنحسر هذه النزعة قريبًا. وقال: إنه "الصراع بين الديمقراطية والاستبداد المستمرّ منذ عقود".

المصادر:
أسوشييتد برس
شارك القصة