القرار الإسرائيلي المثير للجدل حول المسجد الأقصى.. فلسطين تتحرك دوليًا

بعثت فلسطين رسائل متطابقة لمسؤولين أمميين، اليوم الجمعة، بشأن سماح إسرائيل للمستوطنين بأداء "الصلاة الصامتة" في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.

وحسب بيان للخارجية الفلسطينية، فقد بعث مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، رسائل ثلاث إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، مندوب كينيا، مايكل كيبوينو، ورئيس الجمعية العامة عبد الله شاهد.

وحذر منصور في رسائله من "خطورة الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، جراء الجرائم التي تواصل إسرائيل ارتكابها".

وأشار إلى "انتهاك إسرائيل الصارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس من خلال منح محكمة إسرائيلية، اليهود الحق في دخول المسجد الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال وممارسة الصلاة الصامتة هناك".

ودعا منصور إلى أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته، إزاء هذا الانتهاك للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

دعوة لاحترام الاحتلال الوضع التاريخي للأقصى

ويأتي ذلك بعدما قضت قاضية محكمة الصلح لدى الاحتلال الإسرائيلي في القدس بيهلا يهالوم، بأن الصلاة الصامتة، في الحرم القدسي (المسجد الأقصى)، لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي، حسبما نقلت القناة السابعة الإسرائيلية، الأربعاء الماضي.

كما أمرت قاضية شرطة الاحتلال بإسقاط أمر تقييدي فرض على أحد الحاخامات بسبب أداءه صلاة صامتة في "الأقصى".

ويوم أمس الخميس، دعا محافظ القدس عدنان غيث، إلى ضرورة احترام الاحتلال، الوضع التاريخي القانوني، مؤكدًا أن قرار السماح للمقتحمين المستوطنين بأداء الصلوات الصامتة يأتي ضمن السياق التاريخي "بتقسيم الأقصى تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم".

ويُعَدّ هذا القرار انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، على اعتبار أن القدس الشرقية يدرجها القانون الدولي منطقة محتلة من طرف إسرائيل بقرار أممي.

وفيما توالت ردود الفعل الفلسطينية والدولية المندّدة بالقرار، وسط دعوات للأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجهه، كان لافتًا أن عددًا من الدول الإسلامية المدعوة إلى الوقوف في وجه حكم المحكمة الإسرائيلية مطبّعة مع إسرائيل، وأخرى تقف في الطابور تنتظر دورها، وثالثة تلتزم الصمت.

حملة استيطانية غير قانونية

في السياق، لفت منصور إلى مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حملته الاستيطانية غير القانونية، في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، منوهًا إلى قرارها الأسبوع الماضي، باستئناف خطط بناء 10 آلاف وحدة سكنية للمستوطنين في منطقة قلنديا شمال القدس المحتلة.

وأشار الدبلوماسي الفلسطيني إلى التدمير الإسرائيلي المستمر شبه اليومي لمنازل الفلسطينيين والتشريد القسري للعائلات الفلسطينية.

واقتحم مستوطنون ساحات المسجد الأقصى المبارك أمس الخميس، وأدّوا "صلوات صامتة" في باحاته بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في تصريح مقتضب: "إن 109 مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية، الخميس".

وتداول نشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمستوطنين، وهم يؤدون "صلوات صامتة" أثناء اقتحامهم للمسجد،  فيما ذكر شهود أنّ الشرطة الإسرائيلية، التي كانت في المكان، لم تحرك ساكنًا لوقف الصلوات.