Skip to main content

"المبادرة الجامعة".. هل تحلّ أزمة الانتخابات الليبية؟

الثلاثاء 11 يناير 2022

أطلقت قوى مدنية ليبية مكونة من أطياف وتيارات مدنية مختلفة إضافة إلى بعض المترشحين إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مبادرة سياسية جديدة سميت "المبادرة الجامعة".

وتقضي "المبادرة الجامعة" بإجراء الانتخابات النيابية في أقرب وقت ممكن، وتتزامن مع عودة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى منصبه من جديد عقب دخوله في إجازة وترشحه للانتخابات الرئاسية.

وينظر البعض إلى عودة صالح على أنها مؤشّر واضح لإيقاف هذه المبادرة أو شبيهاتها، أو حتى تعطيل مسار العملية الانتخابية من خلال الضغط البرلماني.

وتشدد المبادرة السياسية الليبية الجديدة على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية.

ووفق مفتاح ارقيعة، عضو اللجنة التحضيرية "للمبادرة الجامعة": "تهدف هذه الحركة إلى خلق توازنٍ سياسي للانتقال إلى المرحلة المقبلة في ليبيا".

في الوقت ذاته، تتفق المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية مع لجنة خارطة الطريق بمجلس النواب على موافاة المجلس بجدولٍ زمني للعملية الانتخابية.

البرلمان ومجلس الدولة "فشلا" في مهمتهما

في ظل هذه التطورات والغموض حول مستقبل الانتخابات في البلاد، يتحدث من مصراتة الأكاديمي الدكتور محمد إسماعيل لـ"العربي"، عن مدى إمكانية تحديد المفوضية جدولًا زمنيًا لإجراء الانتخابات قبل الاتفاق على قاعدة دستورية.

وأكد إسماعيل عدم قدرة المفوضية على تحديد موعد، وكذلك هو الحال مع مختلف الأطراف الليبية، حيث أن البرلمان ومجلس الدولة لم يتوافقا "وفشلا" في مهمتهما، على حدّ تعبيره.

أما عمن يمتلك مفتاح الحل لهذه الأزمة، فيرى إسماعيل أنه المجتمع الدولي، وذلك في قرارات مجلس الأمن وخارطة جنيف، مردفًا: "إن كانت هناك حقًا إرادة دولية فستجري الانتخابات.. وإن لم يكن هناك توافق دولي وإقليمي فربما سنخرج بمسكنات أخرى وخارطة طرق أخرى".

وتتوالى الدعوات الخارجية والداخلية في ليبيا إلى ضرورة التوافق بشكل سريع على إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية بعد تأجيلها عن موعدها الذي كان مقررًا في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويتابع إسماعيل: "الجميع يخمن أن هناك أطرافًا دولية هي التي تستمد منها المفوضية قوتها، وهذا ساهم بدوره في إرباك العملية الانتخابية، حيث حادت عن المهنية ودخلت في التسييس".

"ما هي القوة القاهرة؟"

وأعلنت المفوضية الوطنية للانتخابات أن "حالة القوة القاهرة" حالت دون إجراء الاقتراع، وعن هذه النقطة يتساءل الأكاديمي الليبي عن ماهية هذه النقطة المذكورة ولماذا لم يسمي رئيس المفوضية الأمور بمسمياتها.

وتابع: "هل هذه القوة التي تحدث عنها محلية أم دولية؟ من الذي عرقل المشهد؟"، مستبعدًا في الوقت عينه أن يكون المقصود من هذه العبارة المرتزقة.

أما عن دور ستيفاني ويليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، فيعتقد إسماعيل أن المستشارة "تعرف ليبيا جيدًا وجهدها واضح في البلاد، فهي التي أنتجت خارطة الطريق في جنيف وهي اليوم تبذل مجهودًا آخر كبيرًا تصر فيه على احترام المقترعين الليبيين".

أما فيما يتعلق بقدرتها على حلحلة الأمور لوحدها، فيستبعد الأكاديمي الليبي هذا الأمر، مبيّنًا أنه يجب أن يتم أولًا تأمين إجماع دولي في مجلس الأمن من قبل الدول الخمس الكبار. 

المصادر:
العربي
شارك القصة