الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

المياه الجوفية تتجدد بوتيرة أسرع من المتوقع.. كيف يحافظ الإنسان عليها؟

المياه الجوفية تتجدد بوتيرة أسرع من المتوقع.. كيف يحافظ الإنسان عليها؟

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" حول تجدد المياه الجوفية وكيفية الحفاظ عليها (الصورة: غيتي)
تتغير نسبة المياه الجوفية من بلد إلى آخر بحسب كمية الأمطار وارتفاع منسوب المياه في السدود وتدفق الأنهار.

تتجدد المياه الجوفية في مختلف مناطق العالم، بوتيرة تبدو أسرع مما كان متوقعًا، قد تصل إلى الضعف مقارنة بتوقعات سابقة، بحسب نتيجة توصل إليها فريق علمي دولي وفقًا لموقع "advancing earth and space science".

وتبدد هذه النتيجة المخاوف من استغلال هذا المورد الطبيعي ضمن الحلول المتاحة لمواجهة ندرة المياه السطحية وشح الأمطار، وتحدد وتيرة تجدد المياه الجوفية، وتبرز دورها في إمداد الأنهار والأودية والغطاء النباتي بالماء العذب، بما يبقي على التوازن البيئي.

وبسبب شح الأمطار وندرة المياه السطحية، تلجأ كثير من دول العالم إلى استغلال هذا المصدر سواء من أجل الشرب أو ري المحاصيل الزراعية فضلًا عن مساهمتها في إمداد الأنهار والأودية وهي بذلك تمارس دورًا كبيرًا في تحقيق الأمن المائي والغذائي.

المياه الجوفية مصدر لنحو ملياري نسمة وتروي 40% تقريبًا من المساحات الزراعية في العالم
المياه الجوفية مصدر لنحو ملياري نسمة وتروي 40% تقريبًا من المساحات الزراعية في العالم - غيتي

وبحسب خبراء في المياه الجوفية فإنه من الصعب جدًا تحديد حجمها لأن التقنيات المتوفرة، لا يمكنها قياس الأعماق من الفضاء.

والمياه الجوفية هي مصدر لنحو ملياري نسمة وتروي 40% تقريبًا من المساحات الزراعية في مختلف أنحاء العالم، بحسب دراسة نشرت في دورية "GEOGRAPHICAL RESEARCH LETTERS".

لكن عدم المعرف الدقيقة لحجم المياه الجوفية، وفقًا لعلماء يحتم عدم استنفادها وضرورة استغلالها بطريقة رشيدة، ما يعني متابعة كميات الأمطار والثلوج التي تتساقط، فكلما كانت ضئيلة من الحكمة عدم استغلال المياه الجوفية بكثرة والبحث عن مصادر مياه غير تقليدية.

"مؤشرات نسبية"

وفي هذا الإطار، يوضح أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية أحمد ملاعبة أن المؤشرات الإيجابية بشأن تجدد المياه الجوفية هي نسبية، ولا تشمل كل الدول، مشيرًا إلى أن بعض الدول التي لديها زيادة في هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه في السدود وتدفق الأنهار هي التي أعطت هذه المؤشرات حول تجدد المياه الجوفية بضعفين مقارنة بالسنوات السابقة.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، يشير ملاعبة إلى وجود دول كثيرة في المنطقة العربية وشمال إفريقيا لا تزال تعاني من جفاف الأحواض الجوفية واستفاد المياه الموجودة فيها بالإضافة إلى شح الأمطار وزيادة في استهلاك المياه.

ويشرح أن الأمطار تحمل مع هطولها الغازات الدفيئة وخصوصًا ثاني أكسيد الكربون، كما أنها تحمل معها مواد عضوية إما نباتية أو حيوانية عند مسيرها على الأودية، ومن ثم تنزل إلى الأحواض الجوفية السطحية أو العميقة، ما يسبب تلوث المياه الجوفية.

كيف نحافظ على المياه الجوفية؟

ويضيف ملاعبة أنه يمكن الحفاظ على المياه من خلال إقامة سدود أو إيقاف المياه، في حال كانت هناك مصادر سطحية عالية مثل الأنهار الكبيرة التي تمتد لأكثر من آلاف الكيلومترات، والخط المطري الذي يتجاوز أكثر من 50 إلى 60 مليار متر مكعب في بعض الأماكن، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسرب هذه المياه إلى الأحواض الجوفية بفعل الجاذبية أو عن طريق التغذية الصناعية من خلال حفر الآبار التي يتم من خلالها ضخ المياه السطحية لحفظها في الخزانات الجوفية القديمة التي نضبت أو تلوثت.

وتابع أن الرقابة على المياه الجوفية تكون عبر إنشاء آبار استكشافية وقياس مستمر، حتى لا يتم استهلاكها عن طريق سرقتها بالآبار غير القانونية، مشيرًا إلى وجود قوانين عالمية في كل المؤسسات المسؤولة عن المياه الجوفية تستطيع أن تحدد حجم المخزون الجوفي بنسبة تقريبية تصل إلى أكثر من 90%.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close