في ذروة سباق فضائي محموم بين الصين واليابان والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا وكندا، تظهر مشكلة كبيرة لا تحظى باهتمام الأطراف كافة رغم أهميتها، وهي سلامة سكان الأرض من الخطر المحدق بهم من النفايات الفضائية.
بدورها، تؤكد وكالة "ناسا" الدولية للفضاء على موقعها أن مجسات شبكة مراقبة الفضاء العالمية التابعة لوزارة الدفاع ترصد ما يزيد عن 27 ألف قطعة من النفايات المدارية حول الأرض.
لكن هذا العدد لا يمثل النفايات الفضائية كلها، فهناك الآلاف غيرها في طبقات الغلاف الجوي القريبة من الأرض وهي صغيرة إلى حد لا تستطيع هذه المجسات رصدها، وفي الوقت نفسه تهدد رحلات السفر البشرية إلى الفضاء ومهام الروبوتات الفضائية.
وتحدثت ناسا عن خطر النفايات الفضائية على الأقمار الصناعية والمحطة الفضائية الدولية والمركبات الفضائية المسافرة من الأرض وإليها.
كما حذرت من أن هناك احتمالًا يصل إلى 10% أن يشهد العقد المقبل سقوط نفايات فضائية على الأرض، تقتل شخصًا ما وذلك في دراسة نشرتها مجلة "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy) العلمية.
ما مدى خطورة النفايات الفضائية؟
وفي هذا الإطار، أوضح عالم الفضاء في مركز علم الفضاء والكواكب في جامعة نيويورك في أبو ظبي محمد عباس، أن المخلفات الفضائية تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الإنسان سواء كان في الفضاء أو على الأرض، مشيرًا إلى أن مصير النفايات الفضائية لا يزال مجهولًا إلى اليوم بسبب وجود الآلاف من القطع المعدنية التي تطير في الفضاء وحول الأرض ومتراكمة منذ عام 1957، منذ إطلاق روسيا صاروخ الفضاء سبوتنيك.
ولفت في حديث لـ"العربي" إلى أن أمرين يحدثان عند صعود الصواريخ إلى الفضاء، الأول هو خروج الصواريخ عن السيطرة وعدم معرفة مصيرها، أما الأمر الثاني فهو تخلي الصواريخ عن بعض القطع التي تسبح في الفضاء بعد هذه العملية.
وشرح عباس أن النفايات الفضائية تشكل خطرًا على سكان الأرض، من خلال سقوط الصواريخ على مناطق مأهولة، أما الخطر الثاني والأهم فهو اصطدام المخلفات الفضائية بالأقمار الصناعية مما يشكل خطرًا كبيرًا على رواد الفضاء الذين يعملون في المحطات الفضائية، مبينًا أن القطع الصغيرة من المخلفات الفضائية تسير بسرعة 28000 كلم بالساعة، ويمكنها القضاء على مركبة فضائية بأكملها أو قمر اصطناعي.
ومن بين الحلول لمواجهة مشكلة النفايات الفضائية، قال عباس: إن "هناك بعض المقترحات التي يعمل عليها من خلال استخدام شبكات في الفضاء بهدف تجميع أكبر عدد ممكن من النفايات".
ولفت عالم الفضاء إلى أن الدول الأكثر عرضة لسقوط المخلفات الفضائية هي تلك التي تقع في مناطق تنطلق منها الصواريخ والتي يفقد السيطرة عليها مباشرة بعد انطلاقها.