Skip to main content

الهجوم على أوكرانيا.. ماذا سيحدث إذا تعرضت محطة تشيرنوبل للقصف؟

الثلاثاء 1 مارس 2022

أعلنت كييف، الجمعة، أنها سجّلت بيانات إشعاعية مقلقة من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية التي استولت عليها القوات الروسية في اليوم الأول من بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا، فيما أكّدت موسكو أن الوضع تحت السيطرة.

ولا تزال المحطة التي شهدت الكارثة النووية الأبشع في تاريخ البشر، تحتوي على بعض النفايات النووية التي قد تُشكل تهديدًا للمنطقة المحيطة بها، إذا ما تعرّضت للقصف.

ومحطة تشيرنوبل هي موقع لأربعة مفاعلات نووية، خرجت ثلاثة منها من الخدمة. أما المفاعل الرابع فكان مصدرًا للانفجار الكارثي عام 1986.

وفي الوقت الحالي، المفاعل مُغطَّى من كل جوانبه بقبة خراسانية داخلية تسمى "التابوت الخراساني"، وغلاف خارجي جديد يبلغ وزنه 32 ألف طن. ولا يزال الوقود النووي المستهلك من المفاعلات الأخرى يُخزَّن في موقع محطة تشيرنوبل، إلى جانب النفايات المشعة من المعدات الملوثة.

على الرغم من تغطية المفاعل، إلا أن الإشعاع أدى إلى تلوث الموقع بأكمله. وتطايرت عشرات العناصر المشعة في الغلاف الجوي أثناء كارثة 1986، كما أن قليلًا من هذه العناصر المشعة يُعد الأكثر خطورة على الحياة، مثل نظائر اليود 131، والسترونتيوم 90، والسيزيوم 134، والسيزيوم 137.

وقد أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن نظائر السترونتيوم والسيزيوم ذات أنصاف أعمار (الزمن اللازم لاضمحلال كمية النشاط الإشعاعي إلى النصف) طويلة بما يكفي لأن تبقى في الموقع.

مخاوف متجدّدة

وأعربت بعض الشخصيات العامة، في الوقت الراهن، عن مخاوفها من أن أي قصف مستقبلي لهذه المواقع يُمكن أن يؤدي إلى انتشار هذه المواد المشعَّة إلى ما هو أبعد من منطقة تشيرنوبل المحظورة، وهي منطقة محظورة محيطة بالكارثة، حتى في البلدان المجاورة.

ورجّح أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني والنائب السابق للوزير، على صفحته على "فيسبوك، أن "يُغطي الغبار المشع أراضي أوكرانيا، وبيلاروسيا، ودول الاتحاد الأوروبي، إذا دُمّرت منشأة تخزين النفايات النووية نتيجة القصف المدفعي".

لكن إدوين ليمان، مدير سلامة الطاقة النووية في اتحاد العلماء المهتمين، اعتبر أن "الواقع قد لا يكون مريعًا"، مضيفًا في حديث لموقع "لايف ساينس" أنه "حتى لو حدث قصف غير مقصود للتابوت الخرساني، أعتقد أن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك لاستنفار كمية كبيرة من المواد المشعة".

وقال: "إن الوقود النووي المستهلك أو العناصر المشعة التي استُخدمت لتزويد محطة الطاقة بالوقود تستمر في الاضمحلال حتى تغدو عناصر أكثر استقرارًا، وبذلك يستمر انبعاث الحرارة منها".

وأوضح أن الخطر الأكبر يكمن في "التخزين الرطب للوقود النووي المستهلك؛ لأنه ربما يوفّر كميات أكثر تركيزًا من المواد المشعة في الموقع. وبشكل عام، لا يزال الوقود النووي المستهلك يحتوي على حرارة إشعاعية متحللة. ولذلك إذا كان هناك تخزين رطب للنفايات النووية، فلا بد من وجود طريقة للتخلص من هذه الحرارة".

وشرح ليمان أن التهديد الأكبر يكمن في "تعطّل عملية التبريد، أو إذا تعرّضت البركة النووية لأي خرق أدى إلى تصريف المياه، عندها ترتفع درجة حرارة هذا الوقود النووي إلى النقطة التي قد يشتعل فيها".

هل من مخاطر على صحة الانسان؟

لكنّه أشار إلى أن هذا الاشتعال قد يستغرق أيامًا أو أسابيع.

وتتعلق المخاوف الأخيرة المتصاعدة بارتفاع مستويات الإشعاع حول المنشأة، والتي ستكون على الأرجح نتيجة الغبار المشع الذي تسبّبه المركبات العسكرية "لكن نوع الغبار والجرعات الإشعاعية التي يجري قياسها تدل على أن هذا الأمر قد لا يُمثِّل أيضًا تهديدًا كبيرًا"، وفقًا لليمان.

لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف أكد أن "الإشعاعات في منطقة المحطة النووية تتماشى مع المستويات العادية"، مؤكدًا أن "موظفي المحطة يراقبون وضع النشاط الإشعاعي".

وفي هذا الإطار، أوضح ليمان أن "معدلات الجرعات الإشعاعية التي يعثرون عليها ليست أكبر بكثير من معدلات الجرعات المعتادة في تلك المنطقة، والتي قد تقدّر بحوالي 100 ضعف من الجرعة الإشعاعية في أي مكان آخر في العالم، لكن حتى في ظل ذلك إذا لم تظل القوات لوقت طويل في هذه المنطقة، فلن يكون لذلك تأثير كبير على صحتهم مقارنة بخطر الموت في الحرب".

ورغم ذلك، أكد ليمان أن هذا الحادث يُظهر أن خطط الطاقة النووية تحتاج إلى إعادة النظر في إمكانية نشوب حرب، مؤكدًا "أن احتمالية أن تصبح محطات الطاقة النووية أهدافًا في زمن الحرب هو أمر يجب إعادة النظر فيه، بخاصة عندما يكون الحديث عن توسيع مدى الطاقة النووية إلى أجزاء من العالم توجد فيها مناطق غير مستقرة حاليًا".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة