Skip to main content

الوقود والغذاء والأسهم.. ذعر يهز الأسواق العالمية مع الحرب في أوكرانيا

الخميس 24 فبراير 2022

بعد ساعات من الهجوم الروسي على جارتها أوكرانيا، سجلت أسعار النفط الخميس ارتفاعًا حادًا، فتجاوزت عتبة المئة دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أعوام، مترافقة مع تراجع حاد في أسواق الأسهم.

وقرابة الساعة 12,45 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل برنت بحر الشمال، النفط المرجعي في أوروبا، بنسبة 7,84% إلى 104,43 دولارات وسعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7,31% إلى 98,81 دولارًا.

وأفاد المحلل لدى مصرف "كومرتزبنك" كارستن فريتش إن "السوق تتوقع تراجعًا كبيرًا في العرض" على النفط.

وتعد روسيا من أبرز الدول المنتجة للنفط، وهي ضمن تحالف دول "أوبك بلاس" الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وأطراف من خارجها.

وحذر المحلل بأنه "في حال انقطاع إمدادات النفط الروسي جزئيًا، لن يكون بإمكان الدول الكبرى المنتجة الأخرى التعويض عن ذلك إلّا بقدر محدود".

وعانت الأسواق طوال الأيام الماضية، من التوتر المتصاعد بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى.

وبلغ التوتر ذروته فجر الخميس، مع إعلان روسيا بدء عملية عسكرية ضد جارتها الشرقية، بعد يومين على إعلان اعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

واحتدمت الأزمة الأوكرانية الروسية في أعقاب إعلان الرئيس الروسي مساء الإثنين، اعتراف بلاده رسميًا باستقلال ما يُعرف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين وسط رفض دولي واسع.

وأثار الهجوم الروسي مواقف غربية مندّدة، خصوصًا من الولايات المتحدة، وأثارت القلق من دخول أوروبا الشرقية في حرب واسعة النطاق.

وبعد ساعات من بدء الهجوم، تجاوزت أسعار النفط عتبة المئة دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أيلول/ سبتمبر 2014.

وأكد تاماس فارغا من شركة PVM Energy أن "التوتر الشديد المحيط باعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا تكثف بين ليلة وضحاها".

وتابع: "في المرحلة الراهنة، لا نعرف إطلاقًا ما الذي يمكن أن يعيد الرئيس الروسي إلى رشده، وبالتالي ستبقى البورصات والأسواق النفطية متقلبة".

ارتهان للغاز الروسي

ولفت راس مولد المحلل لدى AJ Bell إلى أن "ارتفاع أسعار النفط خبر فظيع للشركات والمستهلكين، وهو بشكل أساسي يوضح أحد الانعكاسات الرئيسية للحرب بين روسيا وأوكرانيا" على الاقتصاد العالمي.

وبيّن أن النزاع "سيغذي التضخم بشكل إضافي" متوقعًا أن "تواصل فواتير الطاقة الارتفاع".

كما أن روسيا هي المصدر الأول في العالم للغاز الطبيعي، وتؤمن حوالي 40% من حاجات أوروبا.

وسجل سعر الغاز الطبيعي ارتفاعا حادًا بلغ 40%، وهو الأكبر خلال يوم واحد منذ 2019.

وحذّرت مجموعة "توتال إينرجي" الفرنسية الخميس، بأنه ليس هناك حل آني للتعويض عن الواردات الروسية في سوق الغاز الأوروبية في حال انقطاعها.

بدروه قال رئيس المجموعة باتريك بويانيه إنه "إذ لم يصل الغاز الروسي إلى أوروبا، لدينا مشكلة فعلية حول أسعار الغاز في أوروبا"، مشدّدًا على ارتهان القارة للغاز الروسي.

وانعكس بدء العملية العسكرية سريعًا على سعر الألمنيوم الذي تعد روسيا الدولة الرئيسة المنتجة له عالميًا.

وبلغ سعر هذا المعدن الصناعي مستوى قياسيًا اليوم هو 3382,50 دولارًا للطن متجاوزًا المستوى القياسي السابق (3380,15 دولارًا) الذي سجّله في تموز/يوليو 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.

كما سجّلت أسعار الحبوب مستويات قياسية في جلسات التداول الأوروبية، إذ بلغ سعر القمح 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة "يورونكست" التي تدير عددًا من البورصات الأوروبية.

وارتفعت أسعار القمح والذرة التي تعدّ أوكرانيا رابع مصدّر لهما عالميًا.

إلى ذلك، زاد الاقبال على المعادن الثمينة والاستثمارات "الآمنة".

فقد حقق الذهب أعلى قيمة له منذ يناير/كانون الثاني 2021، بينما عزز الين الياباني موقعه إزاء الدولار الأميركي، وبلغ الفرنك السويسري أعلى قيمة له منذ خمسة أعوام إزاء اليورو (العملة الأوروبية الموحدة).

وفي سوق العملات، كسب الدولار الأميركي 9% أمام الروبل الروسي الذي عانى في الآونة الأخيرة من آثار التوتر، وصولًا إلى إعلان واشنطن والعديد من الدول الغربية فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وسارع المصرف المركزي الروسي إلى الإعلان عن تدخله في سوق القطع من أجل ضمان استقرار العملة المحلية.

وأوضح في بيان "من أجل ضمان استقرار الوضع في السوق المالية قرّر بنك روسيا التدخل في سوق العملات الأجنبية"، مشيرًا إلى أنه وغيره من المؤسسات المالية المحلية "لديها خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات".

وانعكست الأزمة سلبًا على أسواق الأسهم في روسيا وأوروبا والعالم، في خطوة اعتبرها الكرملين "متوقعة".

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين: "كان رد الفعل الانفعالي للأسواق والقطاع المالي متوقعًا. وقد اتخذت كل الإجراءات اللازمة لضمان انتهاء هذه الفترة في أسرع وقت ممكن".

وأتى ذلك بعيد إعلان بورصة موسكو تعليق التداول "في كل الأسواق" على أن يتم استئنافه "في وقت لاحق"، بعد تراجعها 14% في الساعات الأولى.

من جهتها، سجّلت البورصات الأوروبية تراجعًا حادًا مع بدء التداولات.

وفتحت بورصة نيويورك على تراجع كبير، اليوم الخميس، مع تدني مؤشر داو جونز بنسبة 2,30% وناسداك بنسبة 2,74% وإس أند بي 500 بنسبة 2,32%.

وعند الساعة 08,15 ت غ، كانت بورصة لندن متراجعة بنسبة 2,5%، وفرانكفورت بنسبة 3,7، وباريس 3,1، علمًا بأن البورصتين الألمانية والفرنسية سجلتا تراجعًا بأكثر من 4% عند بدء التداولات.

وذكرت المحللة في "سويس كوت" إيبك أوكارديسكايا إن ما يحصل حاليًا هو "ذعر في الأسواق".

وكانت أكبر الشركات الخاسرة في الأسواق الأوروبية، تلك التي تحظى بحضور في موسكو، مثل "إفراز" الروسية لإنتاج الصلب التي خسرت 26 بالمئة من قيمة أسهمها في بورصة لندن.

بينما سجّل تراجع بنسبة 8,3% في أسهم صانع السيارات الفرنسي "رينو" نظرًا لامتلاكه حصة في "أفتوفاز" الروسية.

ولم يقتصر التراجع على بورصات روسيا وأوروبا، اذ تراجعت أسواق الأسهم في هونغ كونغ وسيدني الأسترالية وسنغافورة 3% على الأقل، بينما انخفضت سيول ومومباي وتايبه ومانيلا بأكثر من 2%.

وفي الصين، تراجعت بورصة شنغهاي بأكثر من 1,70%، في حين خسر مؤشر شنزين 2,36% من قيمته.

كما أنهى مؤشر "نيكاي" في طوكيو تداولات اليوم متراجعًا بنسبة 1,81%، وأقفل عند أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وفي هذا السياق، رأى المحلل في "تويو سيكيوريتيز" هيروفومي ياماموتو، أن إعلان بوتين بدء العملية العسكرية "سرّع أوامر بيع الأسهم" في طوكيو.

كما هبط المؤشر ناسداك المجمع في بورصة وول ستريت أكثر من 3% عند الفتح في بورصة وول ستريت اليوم الخميس، ليهوي أكثر من 20%، من مستوى إغلاقه القياسي المرتفع الذي سجله في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد أن بدأت روسيا هجومًا شاملًا على أوكرانيا.

وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 0.91% في بداية جلسة التداول إلى 32830.33 نقطة، ليهبط أكثر من 10% من مستوى إغلاقه القياسي المسجل في الرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبدأ المؤشر ستاندرد اند بوزر 500 القياسي الجلسة منخفضًا 1.65% إلى 4155.77 نقطة في حين هوى ناسداك 3.45% إلى 12587.88 نقطة، كما زادت المؤشرات الثلاثة خسائرها في التعاملات المبكرة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة