Skip to main content

اليوم 37 للحرب.. مفاوضات وتبادل أسرى على وقع المعارك في أوكرانيا

السبت 2 أبريل 2022

تتباين خريطة انتشار المعارك في أوكرانيا، وتطال الاختلافات هوية القوات التي تسيطر على الأرض. يستعيد الجيش الأوكراني قُرى، وتبتعد قوات روسيا عن أخرى، من دون أن يتوقف دوي الضربات الصاروخية.

في كييف حذر رئيس البلدية السكان العائدين إليها من أن "خطر الموت مرتفع جدًا"، فيما قال مساعد رئيس بلدية ماريوبول إنّ المدينة المحاصرة "خطيرة جدًا" على أي شخص يحاول مغادرتها. ووصفت بـ"المستحيل" القيام بمحاولة جديدة لإجلاء المدنيين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر.       

في غضون ذلك، اتهمت روسيا أوكرانيا بشنّ ضربة بواسطة مروحيتَين على أراضيها. رد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بالقول إنه "عاجز عن تأكيد أو تكذيب ضلوع أوكرانيا لأنه لا يملك كل المعلومات العسكرية"، فيما هدد الكرملين بأن الضربة الجوية لا توفر ظروفًا مناسبة لمواصلة محادثات السلام مع كييف.

ومع ذلك، أعلنت أوكرانيا استعادة 86 من جنودها في إطار عملية تبادل مع روسيا. كما استُؤنفت المفاوضات اليوم بين الطرفين عبر الفيديو، بحسب مفاوض روسي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نائبه للشؤون الإنسانية سيزور موسكو الأحد لمحاولة تأمين "وقف إطلاق نار إنساني" في أوكرانيا.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أفاد بأنه تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات، وأن موسكو تُعد ردها على المقترحات الأوكرانية.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تواصل السعي لجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولودمير زيلينسكي في إسطنبول. 

أما بكين، فقد قال رئيس حكومتها لي كه شيانغ لقادة الاتحاد الأوروبي اليوم إن بلده يدفع محادثات السلام الأوكرانية "بطريقته"، وفق ما ذكره التلفزيون المركزي الصيني.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد أشارت إلى أن الاتحاد الاوروبي دعا بكين إلى "عدم التدخل" في العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا، محذرًا من أن أي دعم لموسكو "سيشوه في شكل خطير سمعة" الصين في أوروبا.

تطورات الميدان

بالعودة إلى التطورات الميدانية في أوكرانيا في اليوم الـ37 من عمر الهجوم الروسي عليها، فقد نقل مراسل "العربي" عن محافظ مدينة إربين تأكيده أنّ الوضع في العاصمة الأوكرانية لا يزال خطيرًا وطالب السكان المدنيين الذين يرغبون بالعودة إلى كييف بالتروي قبيل العودة إليها، بسبب ما وصفها بأنّها أوضاع خطيرة تحيط بالعاصمة الأوكرانية.

وكان رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية قد أشار إلى معارك "ضخمة" تدور في شمال وشرق كييف.

وأضاف في تحذير أصدره للسكان الذين فرّوا من العاصمة: "خطر الموت في كييف مرتفع جدًا، ولهذا السبب نصيحتي لأي شخص يريد العودة هي، من فضلك، انتظر وقتًا أطول قليلًا".

وكان حاكم منطقة كييف قد أفاد بأن القوات الروسية تنسحب من بعض المناطق حول العاصمة، لكنها تعزّز مواقعها في مناطق أخرى.

بدوره، قال رئيس بلدية بوتشا القريبة من كييف إن القوات الأوكرانية استعادت البلدة من القوات الروسية. وكانت القوات الأوكرانية قد تمكنت من كسر الحصار المفروض على مدينة سومي.

أما في تشيرنيهيف، فقد أعلن حاكم المنطقة في خطاب مصوّر أن القوات الروسية تنسحب من المنطقة، لكنها لم تغادر بالكامل بعد.

وقال: "الضربات الجوية والصاروخية ما زالت ممكنة في المنطقة، ولا أحد يستبعد ذلك". وأضاف أن القوات الأوكرانية تدخل وتؤمن الأحياء التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية.

بدوره، أعلن عمدة أوديسا عن قصف روسي بـ3 صواريخ على منطقة سكنية في المدينة، مشيرًا إلى أن القصف تسبّب بسقوط عدد من الإصابات، من دون مزيد من التفاصيل.

وفي ماريوبول، أكد مساعد رئيس البلدية أن المدينة المحاصرة ما زالت مغلقة أمام أي شخص يحاول دخولها و"خطيرة جدًا" على أي شخص يحاول المغادرة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كان من المقرر أن تشارك في عملية الإجلاء من ماريوبول، إنه "مستحيل" في الوقت الحالي القيام بمحاولة جديدة لإجلاء آلاف المدنيين العالقين في ظروف إنسانية مأسوية في المدينة.

أما في تشيرنوبيل، فقد غادرت القوات الروسية الموقع النووي في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، بحسب قيادة الأركان الأوكرانية التي اتهمت موسكو بنهب معدات وتجهيزات ثمينة.

بموازاة ذلك، قال حاكم إقليم بيلغورود الروسي إن طائرتَي هليكوبتر عسكريتين أوكرانيتين قصفتا مستودعًا للوقود في الساعات الأولى من صباح الجمعة، في أول اتهام لأوكرانيا بشن ضربة جوية على الأراضي الروسية منذ بدء الهجوم.

ومنذ اندلاع الحرب قبل خمسة أسابيع، فرّ 4,1 ملايين شخص من أوكرانيا، يضاف إليهم نحو 6,5 ملايين نازح تقريبًا، بحسب الأمم المتحدة. وتشكل النساء والأطفال نحو 90% من الذين فروا من أوكرانيا.

وأعلنت النيابة العامة الأوكرانية اليوم مقتل 153 طفلًا، منذ 24 فبراير، لافتة إلى أن الهجمات الروسية أدت أيضًا إلى إصابة 245 طفلًا. 

وأضافت أن الهجمات الروسية ألحقت الأضرار بـ 859 مؤسسة تعليمية، بينها 83 تدمرت بالكامل.

من ناحيتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" بتضرر ما لا يقل عن 53 موقعًا ثقافيًا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي.

"جرائم حرب محتملة"

إلى ذلك، حضّت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية السلطات الأوكرانية على فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة، بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر مقاتلين أوكرانيين يطلقون النار على أسرى حرب روس في أرجلهم.

وبدا في مقطع الفيديو الذي جرى تداوله اعتبارًا من 27 مارس/ آذار، مسلحون يلقون بثلاثة رجال يرتدون زيًا عسكريًا وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم على الأرض قبل إطلاق النار على أرجلهم.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة