Skip to main content

بسبب حرب أوكرانيا.. احتجاجات في العراق ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية

الأربعاء 9 مارس 2022

لا يزال الهجوم الروسي على أوكرانيا والمستمر منذ 14 يومًا، يفتح حروبًا داخلية في عدد من الدول، والتي تتعلق بانعكاس العملية العسكرية على الأوضاع المعيشية، مما ألهب الشارع ضد الحكومات احتجاجًا على غلاء الأسعار.

وليس العراق الدولة الغنية بالنفط استثناء. فقد شهد اليوم الأربعاء، خروج المئات في مدينة الناصرية في جنوب البلاد احتجاجًا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما تسبب بمعاناة شريحة واسعة من السكان في بلد يواجه نسبة فقر وبطالة مرتفعة.

وشهد العراق خلال الأسبوع الأخير ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية الرئيسة، ولا سيما الطحين والزيت، وباتت المسألة محور النقاش العام في الآونة الأخيرة.

ومرّ العراق بموجة احتجاجات قريبة لا تزال تبعاتها تنعكس على المشهد السياسي الحالي، رغم إجراء انتخابات برلمانية أخيرًا. وشهدت البلاد مظاهرات عارمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ضد الفساد والبطالة وتردي الوضع الاقتصادي وتدهور البنى التحتية والفساد، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي.

ومنذ الصباح تجمّع أكثر من 500 محتج في ساحة الحبوبي حيث لا تزال ترتفع صور شبان قضوا خلال قمع تظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول.

مشكلة خانقة

ودفع ارتفاع الأسعار الحكومة في جلستها الثلاثاء، إلى اتخاذ اجراءات للحدّ من الأزمة في بلد تبلغ نسبة البطالة بين الشباب فيه 40%، وثلث سكانه البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة يعانون من الفقر.

ومن أبرز هذه الإجراءات، دعم رواتب شريحة واسعة من العراقيين، من بينهم المتقاعدون ممن يتقاضون راتبًا أقل من مليون دينار شهريًا (681 دولارًا)، والموظفون ممن يتقاضون راتبًا اقل من 500 ألف دينار شهريًا (341 دولارًا)، بمبلغ مئة ألف دينار (حوالى 70 دولارًا) شهريًا.

ومن الإجراءات أيضاً وفق بيان لمجلس الوزراء، تصفير الرسم الجمركي على البضائع الأساسية من مواد غذائية ومواد بناء ومواد استهلاكية ضرورية لمدة شهرين وإعادة النظر بالقرار بعد معاينة الأزمة.

وفي هذا الإطار، أكد المتحدّث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون، أن أكثر المواد الغذائية التي تأثرت بالأزمة هي زيت الطعام، لأن هناك أزمة كبيرة في العالم لكون أوكرانيا لديها ثقل كبير في موضوع الزيوت وأيضًا الحنطة.

تظاهرات على ارتفاع الأسعار

وشهدت محافظة بابل في وسط العراق أيضًا تظاهرة، أمس الثلاثاء، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، تخللتها أعمال عنف أدت لإصابة ناشط بجروح خطيرة نتيجة تعرضه للضرب، وفقًا لمصادر أمنية وطبية، وهو يقبع في المستشفى وحالته مستقرة.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان إلقاء القبض على "31 متهمًا مخالفًا" من الذين قاموا برفع أسعار المواد الغذائية واستغلال المواطنين.

وتواجه دول عديدة في العالم العربي ولا سيما مصر ولبنان واليمن صعوبة في توفير الخبز على طاولة الطعام كون روسيا وأوكرانيا من أوائل موردي القمح إليها.

وبحسب وزير التجارة العراقي علاء الجبوري لصحيفة "الصباح" الحكومية، فإن المخزون الإستراتيجي من القمح يكفي حتى انطلاق الموسم التسويقي في الأول من أبريل/ نيسان 2022.

أوكرانيا تحظر تصدير المواد الغذائية

وتتزامن الاحتجاجات في العراق، مع إعلان أوكرانيا، اليوم الأربعاء، عن حظر تصدير عدد من المواد الغذائية، حتى نهاية العام الجاري، بسبب الأوضاع التي تعصف بالبلاد جراء الهجوم العسكري الروسي الذي دخل أسبوعه الثالث.

وتشمل المواد الممنوع تصديرها: "الشعير والحنطة السوداء والذرة البيضاء والسكر والملح واللحوم.

وكانت أوكرانيا التي تُعدّ الرابعة عالميًا في تصدير الحبوب للعالم وفق تقديرات وزارة الزراعة الأميركية، قد فرضت قيودًا على تصدير  المحاصيل والمنتجات الزراعية، في الوقت الذي بدأ فيه مواطنوها يعانون من نقص في مواد غذائية بسبب حصار عدة مدن، وانقطاع خطوط الإمداد الغذائي عن مناطق أخرى. 

وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قد ِأشار إلى أن أزمة غذاء تلوح في الأفق الأوكراني، وفي آفاق مناطق صراع متعددة، قد تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة