الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

كييف محبطة.. لماذا يرفض "الناتو" حظر الطيران فوق أوكرانيا؟

كييف محبطة.. لماذا يرفض "الناتو" حظر الطيران فوق أوكرانيا؟

Changed

تقرير يرصد رفض "الناتو" طلب أوكرانيا لإقامة منطقة حظر جوي (الصورة: غيتي)
ينحصر الاستخدام الأكثر إثارة للجدل لإستراتيجية حظر الطيران على الصراعات لمنع الطائرات العسكرية من الانخراط في أعمال عدائية.

رغم دعوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتكرّرة لحلفائه الأوروبيين إلى تطبيق منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لمواجهة تهديد الطائرات العسكرية الروسية، إلا أن قادة "الناتو" أعلنوا أنهم غير مستعدين لذلك، خشية إشعال فتيل حرب أوسع في أوروبا.

وشرحت صحيفة "نيويورك تايمز"  أن فرض حظر الطيران غالبًا ما يطبّق على المباني الحكومية أو الأماكن العامة لأسباب أمنية، أو على الأماكن المقدسة لأسباب دينية وثقافية.

أما استخدامها الأكثر إثارة للجدل فينحصر على الصراعات لمنع الطائرات العسكرية من الانخراط في أعمال عدائية.

تجارب سابقة

طُبقت سياسة حظر الطيران خلال حرب الخليج، بعد أن صدت الولايات المتحدة وحلفاؤها غزو العراق للكويت عام 1991. يومها استخدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طائرات الهليكوبتر لإخماد الانتفاضات في الداخل.

في ذلك الوقت، لم تكن الدول الغربية المتحالفة ضد الرئيس العراقي بسبب الكويت مستعدة لشن حملة واسعة النطاق ضده. وبدلًا من ذلك، فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مناطق حظر طيران على شمال وجنوب العراق بوصفها خطوة محدودة للحماية من الهجمات الجوية التي تشنها قواته.

واستمرّت مناطق حظر الطيران هذه حتى حرب 2003 في العراق. وقال منتقدون إن هذا الجهد يفتقر إلى التفويض القانوني، كما أن الهجمات الأميركية على البنية التحتية للدفاع الجوي العراقية قتلت مدنيين.

وبين عامي 1993 و1995،  قام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بموافقة الأمم المتحدة، بفرض منطقة حظر جوي على البوسنة والهرسك أثناء نزاع البلقان. وتكرّر الأمر مجددًا عام 2011 في ليبيا في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي خلال ثورات "الربيع العربي".

ولا يستلزم قرار تطبيق مناطق حظر الطيران الاستعانة بأعداد كبيرة من القوات البرية، والاعتماد بدلًا من ذلك على عدد صغير نسبيًا من الطائرات والبنية التحتية الداعمة. لكن تطبيق مثل هذه القيود يمكن أن ينطوي أيضًا على استخدام كبير للقوة، بما في ذلك تدمير الدفاعات الجوية أو إسقاط الطائرات.

تحذير روسي

خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي دولة تحاول فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستكون في الواقع "مشاركة في النزاع المسلح"، مما يزيد من خطر الانتقام الروسي.

بدورها، استبعدت دول "الناتو" فرض منطقة حظر طيران، وهي خطوة من شأنها منع جميع الطائرات غير المصرح بها من التحليق فوق أوكرانيا.

وقال الأمين العام لحلف الناتو  ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إن دول الحلف رفضت فرض منطقة حظر طيران خوفًا من أن تؤدي إلى "حرب شاملة في أوروبا".

بدوره، رفض رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الأحد، إغلاق المجال الجوي الأوكراني، قائلًا إن "نشر طائرات مقاتلة فوق أوكرانيا، قد يعتبر في الظروف الحالية بمثابة دخول الناتو في الحرب، وبالتالي ستكون مخاطرة بإشعال حرب عالمية ثالثة".

من جهتها، دافعت الولايات المتحدة عن قرار "حلف الأطلسي"، على اعتبار أن مثل هذا الإجراء قد يتسبّب في انتشار الصراع إلى المزيد من الدول.

كما استبعدت واشنطن إرسال قوات لمحاربة روسيا أو فرض منطقة حظر طيران، بناء على طلب أوكرانيا، خشية حدوث تصعيد بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.

وردًا على ذلك، قال زيلينسكي إن رفض "الناتو" اتخاذ مثل هذه الخطوة قد أعطى روسيا "الضوء الأخضر" لمواصلة الحرب.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة