أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ترشيح نيرا تاندين لإدارة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض بعد الرفض القاطع الذي أبداه سناتورات بارزون لتثبيتها في هذا المنصب، في أول هزيمة للرئيس الديمقراطي في مجلس الشيوخ.
وقال بايدن في بيان: "لقد قبلتُ طلب نيرا تاندين سحب ترشيحها لمنصب مديرة مكتب الإدارة والميزانية".
وأتى هذا التراجع بعد أن أعلن عدد من السناتورات الجمهوريين المعتدلين بالإضافة إلى سناتور ديمقراطي واحد، أنّهم سيصوّتون ضدّ تثبيت هذه المرأة بسبب تصريحات أدلت بها في السابق وتضمّنت انتقادات عنيفة لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ.
Neera Tanden withdraws her nomination to head White House budget office amid bipartisan opposition over tweets https://t.co/QrXpkfxq9F
— The Associated Press (@AP) March 2, 2021
ويتمتّع مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض بنفوذ واسع لا سيّما وأنّه مسؤول عن وضع الميزانية التي يريدها الرئيس، وتقييم مشاريع وزرائه ومصاريفهم.
تاندين هدفًا للانتقادات
ومنذ الإعلان عن ترشيحها لتولّي هذا المنصب، أصبحت تاندين هدفًا لانتقادات من سناتورات من كلا الحزبين؛ إذ قال الجمهوريون إنّهم غاضبون من الانتقادات العنيفة التي وجّهتها في السابق إلى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، بينما اعتبرها التقدّميون المقرّبون من السناتور بيرني ساندرز وسطية للغاية.
لكنّ "رصاصة الرحمة" على ترشيحها أطلقها في النهاية السناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا الغربية جو مانشين الذي قال في أواخر فبراير/ شباط: "أعتقد أنه سيكون لتصريحاتها المتحزّبة بشكل مبالغ فيه تداعيات سامّة وسلبية على علاقة العمل المهمّة بين أعضاء الكونغرس ومدير مكتب الإدارة والموازنة المقبل"، مضيفًا: "لهذا السبب لا يمكنني أن أؤيّد تعيينها".
وبحسب بيان البيت الأبيض، كتبت تاندين إلى بايدن في رسالة سحب ترشيحها: "أنا أقدّر مدى صعوبة عملك أنت وفريقك في البيت الأبيض.. لسوء الحظ، بات جليًا الآن أنّ تثبيتي غير ممكن، وأنا لا أريد أن يؤدّي النظر في تعييني إلى تشتيت الانتباه عن أولوياتك الأخرى".
من جهته، أصدر البيت الأبيض بيانًا قال فيه إنه قبل انسحاب تاندين. وبحسب موقع CBS أشار البيان إلى أنه يتطلع إلى منحها دورًا آخر في الإدارة في المستقبل.
صلاحيات مجلس الشيوخ الأميركي
ويتمتّع مجلس الشيوخ في الولايات المتّحدة بسلطة المصادقة على الترشيحات الرئاسية للمناصب الأساسية في الحكومة أو رفضها. ويتم تثبيت الترشيحات الرئاسية بأغلبية 51 صوتًا على الأقلّ.
ولدى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ أغلبية جدّ ضئيلة؛ إذ إنّهم يتقاسمون المجلس مناصفة مع الجمهوريين (50-50) لكنّ نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تشغل دستوريًا منصب رئيسة المجلس يمكنها التصويت حين تشاء، مما يمكّنها عند الاقتضاء من ترجيح الكفّة لصالح حزبها الديمقراطي.
ويعني ميزان القوى هذا أنّ انشقاق أي سناتور ديمقراطي لا بدّ وأن يعوّض بصوت سناتور جمهوري.
وقد حاول البيت الأبيض الثلاثاء إقناع بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالتصويت لتاندين، لكنّ محاولته فشلت على ما يبدو.