Skip to main content
البرامج -

بعد خسارة منتخباتهم.. كيف يشفى نجوم كرة القدم من انكساراتهم النفسية؟

الخميس 15 ديسمبر 2022

يتعلق الناس بمثل عليا في حياتهم ويعلقون عليها آمالًا كبيرة، وبما أن كرة القدم لعبة شعبية من الطراز الأول، فتسطع نجومها في كل مكان وزمان، فانتصارات هذه المنتخبات تفرح جمهورها وخسارتها تنعكس حزنًا على وجوه مشجعيها.

فبطولة كأس العالم، ككرة تتدحرج بلاعبيها ومشجعيهم، يخفقون وينجحون يفرحون ويحزنون ويسطرون نجاحاتهم في قلوب شعوبهم، وتصير انكساراتهم حزنًا وألمًا وربما نقمة وغضبًا لدى شعوبهم ومشجعيهم.

وشهدت النسخة الحالية من المونديال التي شارفت على الانتهاء، مفاجآت عديدة، إذ لحقت الهزيمة بمنتخبات لطالما صنفت بأنها تضم نجومًا لامعين، وأفرحت منتخبات كان التأهل بالنسبة لها أشبه بحلم بعيد عن اليقين.

واجتاز الفرح الساحات والملاعب، فيما عبر الحزن ليسطر دمعًا تكدس في القلوب، فنيمار النجم البرازيلي ذرف الدموع وأعلن أنه غير متأكد مما إذا كان سيلعب مع منتخب بلاده مرة أخرى.

أما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فقد شوهد وهو خارج مكسور الخاطر، فيما أظهرت لقطة أخرى انكسار أنطونيو روديغر لاعب الوسط الهجومي في منتخب ألمانيا.

وبعد خفوت ضجيج الملاعب، حين يعود مشجعو المنتخبات المهزومة إلى بيوتهم، يكملون دورة حياتهم كالمعتاد مع قليل من الخيبة ربما، ولكن لا ندرك كيف يتعافى الأبطال في عيون مشجعيهم.

لعبة "تمس الوجدان الإنساني والروحي"

وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلل الرياضي معتصم يونس، أن كرة القدم لم تعد لعبة عابرة في تاريخ العالم بأسره، ولمختلف المشجعين، إذ أصبحت الرقم واحد عالميًا، وتستحوذ على قلوب ملايين العاشقين للعبة، مشيرًا إلى أن الجمهور هو اللاعب رقم 12، الذي لطالما كان الأكثر تأثرًا سواء بالسلب أو الإيجاب وبكل ما يحصل في كرة القدم.

ويوضح يونس في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة تنافسية أو تسويقية، بل أصبحت تمس الوجدان الإنساني والروحي لكل متتبعيها وعشاقها، مشيرًا إلى أن الأمر تخطى حاجز الفوز والخسارة وأصبح أكثر من ذلك، بحيث أصبحت الكرة المستديرة تلعب بعواطف وأحاسيس متابعيها.

ويضيف يونس أن نجومًا كبار بحجم كريستيانو أو نيمار وغيرهما، ليسوا لاعبين عاديين بل لديهم قيمة تسويقية عالية ويتابعهم أكثر من 400 إلى 500 مليون شخص في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أنه عندما يفرح اللاعب فسيفرح الكثيرون، وعندما يحزن سيتأثر الكثيرون أيضًا بشكل سلبي.

ويردف أنه لا يوجد هناك لاعب يتقبل الخسارة، بل أن كل اللاعبين يريدون الفوز بشكل مستمر، وأن يكونوا دائمًا الأبطال، مشيرًا إلى أن تقبل الخسارة تختلف من لاعب إلى آخر حسب عقليته.

ويلفت إلى وجود لحظات صعبة للغاية على اللاعب، لأنه بالأساس هو إنسان لديه أحاسيس ومشاعر ويتأثر بالسلب أو الإيجاب ببعض اللحظات، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالعقلية بل بسرعة التعافي من هذه الفترة.

ويبين أن الفترات الجميلة تبقى في الذاكرة، ولكن اللحظات الصعبة تمس القلب، مضيفًا أن الجيل الراهن من لاعبي كرة القدم أصبحوا أكثر سرعة على التعافي النفسي والعقلي والذهني في عملية التعافي.

وحول عدم تقبل جماهير كثيرة خسارة منتخباتها، يلفت إلى أن هذا الأمر سلوك طبيعي، وأن كل مشجع لديه عقلية وطريقة تفكير معنية، وأسلوب خاصة في طريقة التعامل مع الظروف الصعبة حيال ما يحدث في أرض الميدان.

ويتابع يونس أنه على الرغم من وجود فئة متعصبة إلا أن الأغلبية لديهم أسلوب أكثر اعتدالًا في التعامل مع تفاصيل كرة القدم، مشيرًا إلى أن الغالبية يميلون أكثر إلى البكاء، فيما قد يميل بعض المشجعين إلى أسلوب الشتائم في اللحظات العصيبة والانفعالية.

ويوضح أن كرة القدم تتعامل مع العاطفة ولا تتعامل مع العقل، فنحن نتحدث عن مشجع يبحث دومًا عن الانتصار واللحظات السعيدة والنتائج الإيجابية.

المصادر:
العربي
شارك القصة