Skip to main content

بعد دعوة الكاظمي وانسحاب التيار الصدري.. إلى أين يتجه المشهد العراقي؟

الثلاثاء 2 أغسطس 2022

إلى طاولة حوار تجمع الخصوم لحل الأزمة السياسية المتفاقمة، وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق مصطفى الكاظمي دعوته الثلاثاء، والتي لم تقتصر على الحوار فقط، بل طالبت بإخلاء مؤسسات الدولة من المعتصمين.

وتقوم مبادرة الكاظمي على تشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل الأطراف لوضع خارطة طريق للحلّ على أسس وطنيّة، داعيًا "الجميع إلى عدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد".

وحث الكاظمي، "جميع الأطراف إلى الجلوس إلى طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حل سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني".

وحول هذه الدعوة، رأى الباحث في الشأن السياسي محمد نعناع، في حديث إلى "العربي"، أن "اجتماع وفد تفاوضي من التيار الصدري ومن الإطار التنسيقي سيكون تمهيدًا لمرحلة جديدة تؤسس لنهاية الصراع السياسي".

واعتبر نعناع أن "غياب المبادرات قد يؤدي إلى انزلاق الأوضاع في البلاد إلى مراحل خطيرة".

دعوة التيار الصدري لإخلاء البرلمان

وعقب مبادرة الكاظمي، دعا وزير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، محمد صالح العراقي، أنصار التيار لإخلاء مبنى البرلمان وتحوّل الاعتصام بالقرب منه.

وكتب العراقي في تغريدة له: "بعد تحرير مجلس النواب وتحوّله إلى مجلس للشعب، تقرر إخلاء مبنى البرلمان وتحوّل الاعتصام إلى أمام وحول البرلمان ومقترباته خلال مدة أقصاها 72 ساعة من تاريخ هذا المنشور".

ولفت وزير الصدر، إلى أنه سيحدد لأنصار التيار ما إذا كانت هناك أماكن أخرى ينبغي الاعتصام أمامها، وفق تعليمات لاحقة.

واعتبر العراقي، أن ما سماها "ديمومة الاعتصام مهمة جدًا لتتحقق المطالب"، التي قال إنه سيوافي بها أنصار التيار لاحقًا.

ومضى قائلًا: "لذا يجب تنظيم الاعتصام على شكل وجبات مع بقاء زخم الأعداد في أوقات محدّدة".

تعزيزات قرب البرلمان

ورغم هذه الأزمة السياسية والاضطرابات في الأيام الماضية، تشهد باقي مناطق العاصمة العراقية بغداد هدوءًا نسبيًا.

إلا أن القوى الأمنية عززت تواجدها بالقرب من المنطقة الخضراء، تحسبًا لأي احتجاجات فجائية من قبل مناصري الإطار التنسيقي.

وكان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، قد أعلن تأييده لمبادرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن الأحداث في البلاد.

وقال الحلبوسي في تغريدة على تويتر: "نؤيد مبادرة رئيس مجلس الوزراء لإيجاد صيغة حلّ بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد". وشدد على "أهمية جلوس الجميع إلى طاولة الحوار".

وأكد على "المضي بخطوات عملية؛ لحل الأزمة الراهنة، وصولًا إلى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدّدة".

تحولات المشهد السياسي

في هذا السياق، أوضح مراسل "العربي" في بغداد ضياء الناصري، أن مناصري التيار الصدري أخلوا القاعة الكبرى من البرلمان، إلا أنهم لا زالوا متواجدين في أروقة مجلس النواب وباحاته.

ولفت المراسل إلى أن دعوة الصدر تنتهي الخميس، على أن يقيم صلاة بعد ذلك في منطقة قرب المنطقة الخضراء، لتحديد الخطوات المستقبلية.

وأشار إلى أن التغير في خطاب الصدر، تعني أن مطالبه السابقة بإسقاط النظام وتغيير الدستور باتت مجمدة.

وقال: "يأتي هذا التطور بعد تحولين، الأول هو دعوة الكاظمي لإخلاء المراكز الحكومية، والثاني دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من الشخصيات المهمة في بغداد إلى استكمال العملية الدستورية والانتقال السلس للسلطة في البلاد".

المصادر:
العربي
شارك القصة