بعد ساعات من القرار.. السودان يتراجع عن زيادة أسعار غاز الطهي

تراجعت الحكومة السودانية، في وقت متأخر مساء الأحد، عن زيادة أسعار غاز الطهي، بعد ساعات قليلة من إعلان قرار الزيادة.

وكانت وزارة الطاقة والنفط السودانية، قد قررت زيادة جديدة في أسعار غاز الطهي للمرة الثانية خلال فبراير/ شباط الجاري، وبنسبة 167%.

استمرار التدهور 

وأصبح سعر تعبئة الأسطوانة زنة 12.5 كيلوغرامًا 3200 جنيه أي حوالي 7 دولارات، بارتفاع ملحوظ من 1200 جنيه نحو 2.7 دولارات، بحسب منشور زيادة الأسعار.

لكن وزارة الطاقة والنفط عادت وعممت خلال وقت متأخر من الأحد، منشورًا جديدًا على شركات التوزيع، يقضي بالعودة إلى السعر السابق لأسطوانة غاز الطهي والمحدد بـ 1200 جنيه، فيما لم تذكر سبب التراجع عن القرار.

ويوم 8 شباط/ فبراير الجاري، أعلن أيضًا مدير إدارة النقل والبترول بولاية الخرطوم، الطيب خالد، زيادة سعر بيع أسطوانة الغاز للمستهلك، لتصبح بسعر 1200 جنيه بعد أن كانت 800 جنيه في السابق.

وتنتج مصفاة الخرطوم 800 طن من الغاز يوميًا، بينما يقدر الاستهلاك اليومي بـ 1800 طن، وتعمل الحكومة على سد الفجوة عبر الاستيراد من الخارج، لكن السودان يشهد ارتفاعًا في نسب التضخم تجاوزت 300% خلال العام الماضي، بسبب استمرار تدهور أسعار الصرف، وارتفاع الأسعار عالميًا.

أزمات اقتصادية متجددة

ويعاني السودان من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، إضافة إلى تراجع إنتاجه من النفط، بعد انفصال جنوب السودان عام 2011، من 450 ألف برميل يوميًا إلى 60 ألف برميل؛ ما دفع البلد إلى استيراد أكثر من 60% من احتياجاته النفطية.

ومع ارتفاع تكلفة الوقود بعد تحرير أسعار المحروقات وازديادها بأكثر من 500%، تفاقمت أزمة ركود سوق السيارات بسبب التخمة بالمعروض منها، خاصة بعد دخول مئات الألاف من السيارات المهربة عبر الحدود الشمالية والشمالية الغربية.

كما أدى التراجع الكبير في المبيعات إلى خسائر ضخمة في أوساط صغار التجار، مما دفع بعضهم إلى الخروج من السوق.

ورغم تأثر قطاع السيارات بالأزمة الاقتصادية، إلا أن تقارير تفيد بأن تجارة السيارات تستحوذ على نسبة كبيرة من الكتلة النقدية الزائدة والأموال الهاربة خارج المظلة المصرفية والضريبية.