Skip to main content

بعد شهر على الكارثة.. الصين تتكتم على تقارير تتعلّق بالطائرة المنكوبة

السبت 23 أبريل 2022

لا تزال أسباب أسوأ حادث طيران في الصين خلال عقود مجهولة مع نشر السلطات مؤخرًا تقريرًا أوليًا كشف عن تفاصيل قليلة وسط رقابة مشددة تفرضها بعد شهر على الكارثة.

وبعد وقت قصير على الحادثة، سارع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إلى ضبط المعلومات، فحضّر ماكينة الرقابة فيما هرعت وسائل الإعلام والأهالي إلى موقع الحادث. وأحكم الحزب الرقابة على الرواية فيما لم يوضح التقرير الأولي ملابسات الحادث.

وكانت الطائرة المنكوبة التابعة لشركة شرق الصين تقوم برحلتها الداخلية "إم يو5735" بين كونمينغ وقوانتشو الشهر الماضي عندما تحطمت من ارتفاع 29 ألف قدم على سفح جبل، مودية بحياة 132 شخصًا كانوا على متنها. وكان على بكين تقديم تقرير أولي لدى المنظمة الدولية للطيران المدني في غضون 30 يومًا.

ووفق ذلك التقرير لم يعثر المحققون على "أي شيء غير طبيعي" حسبما أعلنت إدارة الطيران المدني الصينية الأربعاء.

غير أن الهيئة الناظمة قالت إنها لن تتيح التقرير الأولي للعامة، لافتة إلى أن تحقيقًا كاملًا في الحادث يمكن أن يستغرق سنوات.

إخفاء تفاصيل الصندوقين الأسودين

وفي بيان، قالت إدارة الطيران المدني الصينية إن طاقم الرحلة التزم معايير السلامة قبل الإقلاع وبأن الطائرة لم تكن تنقل مواد خطرة ولم تواجه على ما يبدو أحوالًا جوية سيئة.

ولم تقدم أي تفسير لسقوط الطائرة فجأة كما لم تكشف عن تفاصيل متعلقة بـ"الصندوقين الأسودين" اللذين انتشلا.

ويتم تحليل معطيات الجهازين، وأحدهما يسجل المحادثات في قمرة القيادة والثاني معطيات الرحلة، في مختبر أميركي بمساعدة محققين من الحكومة الأميركية.

وتعد هذه الكارثة الأسوأ منذ 30 عامًا في الصين التي غالبًا ما عرفت بسجل جيد من السلامة الجوية.

التكتم على المعلومات

وبعد التحطم الدامي قرب مدينة ووتجو بجنوب الصين، سارعت السلطات إلى فرض طوق على منطقة شاسعة، فيما منع المسؤولون الذين كان بعضهم بلباس عسكري، الصحافيين في بداية الأمر من الوصول إلى موقع الكارثة.

وباءت محاولات التواصل مع أقارب الضحايا بالفشل في وقت نقل المسؤولون الأقارب إلى فنادق خاضعة لحراسة مشددة، ومنعوا الصحافيين من الوصول إليهم.

وفي غضون ذلك، أعلنت الهيئة الناظمة للإنترنت في الصين أنها أزالت كميات هائلة من "المعلومات غير القانونية" بشأن التحطم من الشبكة العنكبوتية الخاضعة لرقابة مشددة، فيما فرضت رقابة على ما يبدو على وسم (هشتاغ) يحمل رقم الرحلة.

ويأتي التكتم على المعلومات على نقيض ما كان يحصل في كوارث سابقة، عندما اكتشف صحافيون صينيون أدلة دامغة على إخفاقات للحكومة، ولا سيما رداءة بناء آلاف المدارس التي شيدتها الحكومة وانهارت في الزلزال الذي ضرب سيتشوان في 2008.

وتتعلق إستراتيجية الصين في نشر المعلومات بشأن كارثة الرحلة إم يو5357، بإبراز التحرك الرسمي و"عدم إبراز المشاعر"، على ما يرى مدير مشروع وسائل الإعلام الصينية في جامعة هونغ كونغ ديفيد باندورسكي.

لا مفاجآت

ويسهم تركيز الناس على الكارثة في فهم مسارعة بكين للتحكم بالراوية، بحسب الأستاذة المساعدة المختصة في الرقابة الصينية في جامعة سان دييغو بكاليفورنيا، مارغريت إيه روبرتس التي قالت "إن الكوارث يمكن بسهولة أن تصبح مسيسة". 

وأوضحت أن "العديد من الأشخاص يركزون الانتباه عليها في وقت واحد. ونتيجة لذلك فإن هفوة واحدة للحكومة في استجابتها للأزمات يمكن أن ينتج عنها ضرر كبير". 

وفي الشهر الذي أعقب كارثة التحطم، ركزت السلطات على رسالة مفادها أنه حان الوقت للناس لطي صفحة الحادثة، بالسماح لأحداث أخرى بالتغطية عليها، بحسب باندورسكي.

العثور على الصناديق السود 

وكانت الصين قد أعلنت العثور على ثاني صندوق أسود من الطائرة المنكوبة في 27 مارس/ آذار الماضي بعد أيام من العثور على الصندوق الأول. 

والطائرة لم تكن قديمة، فقد بدأت الخدمة في الصين عام 2015 وقامت بحوالي تسعة آلاف رحلة في أكثر من 18 ألف ساعة طيران.

وبحسب شركة شرق الصين فإنها كانت تستوفي كل معايير سلامة الملاحة. لكن هيئة الطيران المدني أمرت بتفتيش عام لكل قطاع الطيران.

كما أبدت بوينغ استعدادها للتعاون في تحقيق السلطات الصينية، في وقت تراجعت قيمة أسهم الشركة الأميركية بـ 3,6% الإثنين عند إغلاق وول ستريت.

ويعتبر الحادث نكسة للشركة العملاقة التي كانت على وشك استئناف عمليات تسليم طائراتها من طراز 737 ماكس بعد تعليقها في مطلع 2019 جراء كارثتين جويتين.

وكانت شركة بوينغ أوصت العام الماضي، بوقف جميع الطائرات من طراز 777، وذلك بعد حادثة احتراق محركها أثناء إقلاعها من مطار دنفر الأميركي.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة