Skip to main content

بعد عمليتي القدس.. ما حدود الرد الإسرائيلي؟

السبت 28 يناير 2023

وقعت عمليتان مسلحتان فلسطينيتان خلال أقل من 24 ساعة في مدينة القدس المحتلة، أسفرتا عن مقتل 7 مستوطنين إسرائيليين وجرح آخرين. 

وحصل الهجومان بعد يوم واحد من مجزرة ارتكبها الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها، وأسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين.

كما جاء الهجومان في شهر دموي شهد سقوط 31 شهيدًا فلسطينيًا في خضم تصعيد حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

إرباك داخل إسرائيل 

فسرعة تنفيذ الهجومين والخسائر الناجمة عنهما وطريقة تنفيذهما، أربكت المنظومتين الأمنية والسياسية في إسرائيل.

كما وضعت العمليتان حكومة نتنياهو في حرج شديد أمام مؤيديها من غلاة المتطرفين، واعتُبر ما حصل إخفاقًا أمنيًا كبيرًا سُجل في مرمى حكومة يمينية متطرفة، يتنافس أعضاؤها على اتخاذ مزيد من الإجراءات القمعية بحق الشعب الفلسطيني.

وسيناقش ما يُعرف بمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر لشؤون الأمن، الكابينيت، خيارات عدة للرد على عمليتي القدس.

وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس سيناقش مخططًا لمنح تراخيص حمل السلاح لآلاف المستوطنين. كما سيبحث طرد عائلات منفذي العمليات من القدس.

ورأى محللون سياسيون أن خيارات حكومة نتنياهو في الرد محدودة، ولن تنفذ عمليات عسكرية انتقامية في غزة أو الضفة الغربية، بالنظر إلى أن منفذي العمليتين لا ينتمون إلى فصيل فلسطيني مسلح.

وأقصى ما يمكن لإسرائيل أن تفعله بالإضافة إلى الانتقام من عائلتي منفذي العمليات، هو تعزيز قواتها في القدس وتشديد قبضتها الأمنية وتنفيذ عمليات انتقامية عشوائية.  

حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية

في هذا السياق، يعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أنه لا ينبغي الاستهانة أو التقليل من شأن الموقف الفلسطيني الذي صدر الخميس الماضي، والذي تأكّد اليوم باجتماع طارئ لقيادات السلطة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من رام الله: "أعتقد أن حكومة إسرائيل في مأزق وعليها معالجة الأمر وليس الاستمرار بسياسة التصعيد، لأن ما حدث الأمس واليوم، هو نتاج طبيعي لحالة الاحتقان ولسياسة القتل والتدمير التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

ويؤكد مجدلاني أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية التصعيد والتخلي عن الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وهي مسؤولة عن حالة الاحتقان. 

ويلفت مجدلاني إلى أن الوضع الداخلي في إسرائيل سيفرض على الحكومة مراجعة نفسها.

ويعتبر مجدلاني أن إسرائيل في مأزق داخلي، حيث لا تستطيع التصعيد، كون العمليات الفلسطينية فردية ووقعت في القدس التي هي تحت قبضة الاحتلال. 

تأثير الائتلاف الحكومي

من جهته، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي علي الأعور أن حكومة نتنياهو تعاني من أزمة داخلية في ظل انقسام المجتمع الداخلي الإسرائيلي على الصعيد السياسي والاجتماعي والقانوني. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من القدس: "إن نتنياهو بهذه التشكيلة والتوليفة أمام أزمة كبيرة جدًا"، حيث تستمر المظاهرات ضده، نظرًا لامتلاكه خطة لتحويل إسرائيل إلى دولة دكتاتورية من خلال إضعاف الجهاز القضائي وتهميش محكمة العدل العليا.

كما يلفت إلى أن ردة الفعل الفلسطينية على مجزرة جنين كانت عنيفة ومفاجئة للجانب الإسرائيلي.

ويعتبر أن الشعب الفلسطيني أكّد من خلال عملياته على وحدة الجغرافيا الفلسطينية، وتجسيد للهوية الوطنية، مشيرًا إلى أهمية مكان تنفيذ العمليتين وتوقيتهما، ما يدل على أن "القدس عربية فلسطينية محتلة". 

موقف واشنطن

بدوره، يشرح الخبير في الشؤون الأميركية خالد صفوري أنه لا يمكن التعويل على الضغط الأميركي على حكومة إسرائيل لكي توقف التصعيد.

ويلفت إلى أن إسرائيل يقودها تجمعان يمينيان ولا يوجد يسار أو أي طرف مهتم بعمليات السلام، مشيرًا إلى أن هذين التجمعين يريدان القضاء على الفلسطينيين وضم المزيد من الأراضي.

وحول الموقف الأميركي من حكومة نتنياهو، يلفت صفوري إلى اختلاف جلي بين موقف الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، وتلك التي كان يقودها الرئيس السابق باراك أوباما، رغم أن بايدن كان نائبًا له.

 

المصادر:
العربي
شارك القصة