السبت 4 مايو / مايو 2024

بعد مشاهدة فيلم "الهدية".. مسؤول أميركي يدعو إلى الضغط لوقف الاستيطان

بعد مشاهدة فيلم "الهدية".. مسؤول أميركي يدعو إلى الضغط لوقف الاستيطان

Changed

نقطة تفتيش اسرائيلية
صورة أرشيفية (غيتي)
مشهد من فيلم "الهدية" أعاد لجون ذكريات من زيارته الأولى إلى الضفة الغربية في العام 1975 عندما عبر نهر الأردن ووصل إلى نقطة أمنية إسرائيلية.

في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يعقّب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق جون برينان على فيلم "الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي الذي شاهده أخيرًا، ليحذر من أثر استمرار سياسة التمييز والظلم ضد الفلسطينيين، ومطالبًا واشنطن بالضغط لوقف الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية.

وينوّه بأن الفيلم يسرد بشكل مفجع معاناة يوسف، وهو رجل فلسطيني، وابنته الصغيرة ياسمين أثناء عبورهما نقطة التفتيش العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية مرتين في يوم واحد.

ويوضح أن الفلسطينيين الذين يذهبون إلى العمل أو يزورون أسرهم أو يتوجهون للتسوق على الجانب الآخر من الحاجز الأمني عليهم تحمّل هذا الإجراء المهين كل يوم.

ثم يتوقف عند احتجاز يوسف الذي خرج مع ابنته لشراء هدية لزوجته بمناسبة ذكرى زواجهما، فيلفت إلى أن السبب الظاهري هو أن الحرس الإسرائيلي يريد تفتيشه وممتلكاته بدقة أكثر. ويشير إلى أن ياسمين كانت بدورها تجلس في الجوار تراقب وتنتظر بصمت.

هذا المشهد أعاد لبرينان ـ وفق ما يقول ـ ذكريات من زيارته الأولى إلى الضفة الغربية عام 1975، عندما عبر نهر الأردن ووصل إلى نقطة أمنية إسرائيلية.

كطالب في الجامعة الأميركية في القاهرة كان متحمسًا لزيارة القدس وقضاء ليلة الميلاد في بيت لحم. وقد التحق بطابور قصير نسبيًا ويتحرك بخطى ثابته وفعالة.

ويضيف أنه تمكن من رؤية رجال ونساء -على بعد خطوات قليلة- في طابور أطول بكثير محاط بسياج شبكي فولاذي مكتوب عليه "فلسطينيون وعرب"، كما رأى العديد منهم يتعرضون لعمليات تفتيش فظة وعدوانية من جانب الجنود الإسرائيليين.

يكبرون مع صدمة

وبينما يستعرض مدير الـ CIA السابق جملة من الأحداث السياسية في ما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية ـ العربية والانقسام الفلسطيني وتوسع الاستيطان الإسرائيلي وبعضًا من قراءاته الخاصة، يعود إلى المشهد الختامي لفيلم "الهدية" ليتوقف عند ظهور يوسف "متعبًا ومصابًا بألم في الظهر وغاضبًا بشكل متزايد وعلى حافة العنف". 

ويلفت إلى أن غضب الرجل العاطفي جعله يفكر في الإحباط الذي يشعر به كل فلسطيني عليه التعايش مع الإجراءات الأمنية الخانقة والقمع السياسي المصاحب للاحتلال العسكري الإسرائيلي.

وأكثر ما استوقف برينان وأقلقه، كانت الصغيرة ياسمين، التي راقبت صبر أبيها وكرامته وإنسانيته تتلاشى باطراد. ويقول: "لا يسعني إلا أن أتخيل بصمة مثل هذه التجارب على الفتيات والفتيان الذين يعيشون في الصفة الغربية وقطاع غزة. إنهم يكبرون في صدمة من الظلم والتمييز والعنف". 

ويردف: "إنهم يعيشون مع الشعور بأن وجودهم يتحكم فيه أشخاص لا يهتمون برفاههم أو سلامتهم أو مستقبلهم".

ويخلص برينان إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تطلب من القادة الإسرائيليين الكف عن البناء الاستيطاني الاستفزازي وعن الممارسات الأمنية القمعية المجسّدة في فيلم "الهدية".

ويؤكد أن إشارة واضحة من الرئيس جو بايدن بأنه يتوقّع ومستعدّ لتسهيل المناقشات الإسرائيلية الفلسطينية الجادة حول حل الدولتين؛ ستكون ذات أهمية سياسية كبيرة. 

المصادر:
نيويورك تايمز

شارك القصة

تابع القراءة
Close