السبت 27 أبريل / أبريل 2024

بعد وعود بمراجعة سلاسل التوريد.. قطن شينجيانغ في قمصان من علامات ألمانية

بعد وعود بمراجعة سلاسل التوريد.. قطن شينجيانغ في قمصان من علامات ألمانية

Changed

تقرير لـ "العربي" حول تدمير السلطات الصينية مساجد أقلية الإيغور (الصورة: غيتي)
قال باحثون إن ألبسة تنتجها ماركات ألمانية معروفة وجدت فيها آثار لقطن من منطقة شينجيانغ الصينية، بعد وعود بمراجعة سلاسل التوريد، في أعقاب مزاعم عن انتشار العمالة القسرية.

أفاد باحثون بأنهم عثروا على آثار لقطن شينجيانغ في قمصان وكنزات صنعتها شركات ألمانية معروفة في مجال صناعة الملابس، من بينها "أديداس" و"بوما" و"هوغو بوس".

وقد بدت تلك النتائج متعارضة مع وعود سبق أن قطعتها تلك الشركات بمراجعة سلاسل التوريد الخاصة بها، في أعقاب مزاعم عن انتشار العمالة القسرية في المنطقة الصينية التي توفر خُمس الإنتاج العالمي من القطن.

"تحليل نظائر لا لبس فيه"

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، كانت تقارير قد أشارت إلى أن أكثر من نصف مليون شخص من الأقليات العرقية من بينها الإيغور، أُجبروا على قطف القطن في شينجيانغ.

النتائج توصل إليها باحثون من Agroisolab في منطقة يوليش، وجامعة نيدرهين للعلوم التطبيقية، وكلاهما في غرب ألمانيا. 

وأظهرت أن تحليل النظائر وجد آثارًا لقطن شينجيانغ في قمصان قطنية من علامتَي Puma وAdidas، وفي قمصان من علامة Hugo Boss والعلامة التجارية الألمانية جاك ولفسكين، وفي كنزة من شركة الأزياء توم تايلور.

ونقلت "الغارديان" عن ماركوس بونر من Agroisolab تأكيده لبرنامج استقصائي على الإذاعة العامة الألمانية NDR، أن بصمات النظائر في القطن لا لبس فيها، لافتًا إلى أن بالإمكان تمييزها عن القطن، الذي يتم الحصول عليه من بلدان أخرى وحتى من مناطق صينية أخرى.

وتوضح الصحيفة أن تحليل النظائر عادة ما يستخدمه علماء الآثار أو علماء الأدلة الجنائية لتتبع الأصل الجغرافي للمواد العضوية أو غير العضوية.

الشركات تتعهد وتنفي 

وكانت واشنطن قد حظرت واردات القطن من شينجيانغ، بينما نوقشت الخطوة في البرلمان الأوروبي دون أن تقرّها المفوضية الأوروبية.

ومع ذلك، تعهّدت علامات تجارية غربية كبيرة في عالم الملابس بعدم استخدام قطن شينجيانغ في ضوء ما تم الكشف عنه.

وفي هذا الصدد، تنقل "الغارديان" عن هوغو بوس قولها إنه تم التحقق اعتبارًا من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 من مجموعاتها الجديدة بما يتماشى مع معاييرها العالمية مرة أخرى، وأنها "لا تتسامح مع العمل القسري".

بدورها، بوما نفت عام 2020 أن تكون لديها أي علاقات تجارية مباشرة أو غير مباشرة مع أي مصنّع في شينجيانغ.

أما أديداس فنفت بدورها عام 2020 أن تكون لديها علاقة تعاقدية مع أي مورد من شينجيانغ، كاشفة أنها أصدرت تعليمات لموردي النسيج بعدم الحصول على خيوط من المنطقة بعد ورود التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان.

و"الغارديان" التي اتصلت بالعلامات الخمس الألمانية للحصول على رد، نقلت عن متحدث باسم بوما "تأكيد الشركة على ألا مصدر للقطن فيها من شينجيانغ، وألا علاقات - مباشرة أو غير مباشرة - تربطها بأي مورد للقطن في تلك المنطقة.

وأفادت بأن متحدثًا باسم أديداس أكد أن الشركة تحصل على القطن من بلدان أخرى حصرًا، مشددًا على أنها تتخذ مجموعة متنوعة من الإجراءات لضمان ظروف عمل عادلة وآمنة في سلسلة التوريد الخاصة بها.

وبينما لفتت إلى أن هوغو بوس كان قد ردّ على سؤال البرنامج الاستقصائي قبل النشر، عمّا إذا كان بإمكانهم استبعاد استخدام قطن شينجيانغ في منتجاتهم، بالقول إن الشركة لا تتسامح مع العمل القسري في سلاسل التوريد الخاصة بها.

أما شركة جاك ولفسكين فقد أوجزت القول بأن قطنها معتمد، ولم يرد توم تايلر على استفسارات البرنامج.

وكان رجل رفض الكشف عن هويته، يعمل على تحقيق بشأن مقاولين صينيين، قد أكد للبرنامج الاستقصائي أنه كان من المستحيل عمليًا على الشركات الغربية أن تلقي الضوء بشكل كامل على إمداداتها الخاصة، بسبب تقييد نفاذها في الصين من قبل حكومة شي جين بينغ الشيوعية.

وتتهم منظمات حقوقية الصين بارتكاب انتهاكات متواصلة بحق أقلية الإيغور المسلمة، وقد فضحت صور الأقمار الاصطناعية حرب هوية تجريها في صمت.

وترتكب بكين الجريمة بعيدًا عن الأعين، تخفيها عارها خلف وهج نفوذها المتزايد، وقد وصلت إلى هدم وتخريب مساجد الإيغور وأماكن تعبدهم. وتم اعتقال عشرات آلاف الإيغور في معسكرات منذ عقد من الزمن. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close