Skip to main content

بين التهديد والوعيد.. حفتر يدعو إلى خارطة طريق لإجراء الانتخابات

الأحد 25 ديسمبر 2022

هدّد اللواء المتقاعد خليفة حفتر الأطراف السياسية الليبية الأخرى بإعطائها فرصة أخيرة يتم من خلالها رسم خارطة طريق وإجراء انتخابات، وإلا سيواجههم بالقوة العسكرية.

وشدّد حفتر، في كلمة له في بنغازي بمناسبة ذكرى استقلال ليبيا، على ضرورة توزيع عائدات النفط توزيعًا عادلًا.

وعلى الرغم من نبرة التهديد والوعيد، إلا أنه كان أخفّ من سقف التوقّعات السياسية ومخاوفها، إذ كانوا يخشون إعلانه الانفصال عن طرابلس.

وقال إلياس الباروني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بالوت، في حديث إلى "العربي"، إن حفتر يريد بعث رسالة للداخل والخارج بأنه موجود وقوي، على الرغم من أنه عمل على إرباك المشهد الليبي سواء على الصعيد الأمني أو السياسي منذ عام 2014.

بيان رئيسي مجلسي النواب والدولة

وجاء خطاب حفتر بعد يوم من بيان مشترك بين رئيسي مجلسي النواب والدولة، اتفقا فيه على عدم إصدار قانون إنشاء المحكمة الدستورية.

ومع أن ذلك يعني عودة العلاقات رسميًا بين الجسمَين التشريعيَين، يرى مراقبون أن البيان "لا وزن له".

وسأل ناصر أبو ديب، الأمين العام لحزب "ليبيا الأمة"، في حديث إلى "العربي"، كيف يُمكن لبيان أن يلغي قانونًا، مضيفًا أنه كان أجدى بمجلس النواب عقد جلسة أخرى لإلغاء قانون المحكمة الدستورية.

وفي تحليله للبيان، قال أبو ديب إن كلمة عدم إصدار قانون إنشاء المحكمة الدستورية دليل على وجود قانون.

وبشكل عام، يتماشى خطاب حفتر، ومثله اتفاق مجلسي النواب والدولة، مع التوجّهات الدولية الأخيرة الداعية إلى ضرورة إيجاد حكومة موحّدة عبر إجراء الانتخابات.

وحملت الدعوات الدولية تهديدًا مبطنًا لمجلسي النواب والدولة بتجاوزهما، في حال لم يتفقا على المسار الدستوري والتعامل مع كافة الأطراف.

شبه توافق نظري في الرؤى

وتأتي ذكرى استقلال ليبيا هذا العام مع ملامح عن شبه توافق نظري في الرؤى بين الأطراف الليبية، لكن العبرة في إمكانية ترجمتها على الأرض.

من جانبه، دعا رئيس الحكومة الليبية المكلّف من قبل البرلمان فتحي باشاغا مجلسي النواب والدولة لتسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحّدة تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وتُعيد السيادة الوطنية.

كما رحّب باشاغا في تغريدة على "تويتر" بدعوة مجلس الأمن الدولي الليبيين لإطلاق حوار وطني شامل تُشارك فيه كل أطياف المجتمع بهدف تشكيل حكومة تمثّل الشعب الليبي، وتستطيع العمل في أنحاء البلاد كافة.

كما ثمّن التزام مجلس الأمن المستمرّ بدعم وحدة ليبيا واستقلالها، والالتزام القوي بشان تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية تحظى بالنزاهة والاستقلالية.

وأوضح رمضان معيتيق، الكاتب والصحفي الليبي، أنّ مصدر الأخبار المتداولة عن أن حفتر سيعلن انفصال الشرق الليبي عن طرابلس، كان حفتر نفسه.

وقال معيتيق، في حديث إلى "العربي"، من مصراتة، إنّ حفتر ركّز في الفترة الأخيرة على العمل الإعلامي، وإن تصريحاته هي للاستهلاك الداخلي فقط لا غير، من خلال تسويق نفسه كمرشّح في الانتخابات.

وأكد أن حفتر غير قادر على القيام بأي عمل عسكري مؤثر، وهو بالتالي يروّج لنفسه من أجل أن لا يفقد هيبته وأنصاره.

المصادر:
العربي
شارك القصة