Skip to main content

تحديث "ساعة القيامة" في 24 يناير.. هل اقتربت نهاية العالم؟

الأحد 22 يناير 2023

أعلن مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة، أنه سيعلن يوم الـ24 من الشهر الجاري عن تحديث ساعة "يوم القيامة" ليعلن عن تقديرات بشأن ما إن كانت تقترب من نهايتها فعلًا، وأي هامش يتبقى لها لتدارك ما يمكن تداركه.

وسيقرر المجلس ما إذا كان الموعد نفسه الذي أعلن عنه سابقًا، هو تثبيت عقارب الساعة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل، أم إن هناك تغييرًا ما في هذا الموضوع.

وقالت نشرة علماء الذرة إنها ستأخذ بالاعتبار التغييرات الجديدة التي طرأت على العالم مثل التهديدات البيولوجية، وأزمة المناخ المستمرة، والحرب الروسية الأوكرانية.

ويقوم أعضاء المجلس في نشرة علماء الذرة سنويًا بتعديل الوقت، للتفكير فيما إذا كانت أحداث العام السابق قد دفعت البشرية إلى الاقتراب من الدمار، ويعتمدون في ذلك على قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 تنبؤ لتقييم المخاطر.

ما هي ساعة القيامة؟

  • هي ساعة رمزية أنشأها علماء عام 1945، بعضهم شارك في صنع القنبلة النووية.
  • كشف عنها لأول مرة في بداية الحرب الباردة عام 1947 من قبل مجلس العلوم والأمن.
  • تحرك عقاربها وفقًا لمؤشرات تحسن وضع العالم في مواجهة الأخطار النووية والمناخية.
  • عام 1953، تحركت عقارب الساعة إلى ما قبل منتصف الليل بدقيقتين، بعد أن فجرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أول أسلحة نووية.
  • في 21 يناير/ كانون الثاني 2022، ثبت المجلس عقارب الساعة عند 100 ثانية فقط قبل ساعة الصفر وهي 12 منتصف الليل.

تهديدات تواجه الكرة الأرضية

وفي هذا الإطار، يوضح الصحافي المتخصص في قضايا البيئة مصطفى رعد أن الكرة الأرضية على موعد دائم مع التهديدات التي تطال الجنس البشري، وتحديدًا جنس "هومو سابينس" أو الإنسان الحكيم الذي يساعد بسبب الأنشطة البشرية في تدمير ما تبقى من الموارد الطبيعية غير المتجددة في العالم، بسبب استخدام الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى التهديدات النووية والصراع الكبير بين الدول الكبرى على استخدام الرؤوس النووية في العقدين الأخيرين.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، أنه ومنذ اندلاع الحرب الباردة، لا يزال العالم يعاني من آثار الصراع النووي بين الدول وامتلاك عدد كبير منها للأسلحة النووية، والتي قد تمتد آثارها إلى مئة ألف عام في الفترة المقبلة.

ويشير رعد إلى أن النشرة التي ينتجها علماء الذرة أو مجلس علماء الزراعة هي نوعًا ما تصور لما قد يحدث في البشرية في الأعوام المقبلة، وهذا الأمر نوعًا ما قريب من السيناريوهات التي يتم صنعها في الجامعات الأميركية لمستقبل البشرية، واليوم الذي قد تنتهي فيه الكرة الأرضية بسبب الصراع النووي الذي يحدث في عدد من الدول.

ويلفت إلى دراسة أجريت منذ أربع سنوات تقريبًا في جامعة أميركية بكاليفورنيا تحدثت عن كيفية استخدام الأسلحة النووية بين الاتحاد السوفيتي أو ما يعرف الآن بروسيا وبين الدول الأميركية وما حصل في هيروشيما في 1945، وتجربة قنبلة "البيغ بوي" واستعمال الترسانة النووية، بدءًا من الغواصات والأمكنة السرية التي يستخدمها كل من الفريقين الروسي والأميركي، بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى التي تمتلك رؤوسا نووية وتحديدًا في الهند وباكستان.

تأثير التغير المناخي

ويشرح الصحافي المتخصص في قضايا البيئة أن الهامش لتدارك نهاية البشرية موجود، ولكن يجب على الدول أن تكون أكثر استعدادًا وجدية في التعامل مع التهديدات سواء كانت من صنع البشر أو ناتجة عن التغير المناخي.

ويشير إلى أنه منذ اتفاقية باريس عام 2015، لم تستطع الدول حتى الآن أن تلتزم بالتزاماتها تجاه الدول الفقيرة، وهي منحها هبات بدل القروض لمساعدتها في تخطي آثار التغير المناخي.

ويردف رعد أن العالم على مقربة من  تطبيق أجندة التنمية المستدامة في عام 2030، ولكن هناك عددًا قليلًا جًدا من الدول قد التزم بتطبيق بنودها، مشيرًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الدول التي لا تزال تعتمد على حرق الوقود الأحفوري، كما أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، والشرق الأوسط والعالم العربي هو في صلب هذه الأزمة الكبيرة كونه موجودًا في منتصف الكرة الأرضية، وهو يتحمل تبعات ما يحصل في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية والجزء الشمالي فيها.

من أخطر التغير المناخي أم الأنشطة النووية؟

وبشأن وصول التيارات الشعبوية في عدد من الدول الغربية خاصة، وما إذا كان ذلك يسهم في اقتراب نهاية العالم، يوضح رعد أن الأمر محكوم بالسياسات الشعبوية التي ينفذها الرؤساء حينما يصلون إلى سدة الرئاسة، وهذا الأمر يشهد تغييرًا كبيرًا بما يتعلق بالقضايا البيئية والعسكرية.

ويعرب عن اعتقاده أن التغير المناخي هو بذات الأهمية أو أقل بقليل من المشكلة النووية التي يعاني العالم، بسبب آثاره على المدى الطويل، بينما سرعة حصول انفجار نووي كبير في العالم هو على المدى القصير ويستطيع قتل ملايين الناس حول العالم، ولكن التغيير المناخي يعرف بالقتل البطيء الذي يحصل حاليًا.

ويخلص إلى أن هناك تسارعًا كبيرًا في آثار التغير المناخي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتدمير المحاصيل الزراعية والتأثير على الأمن الغذائي والصحي للإنسان، بالإضافة إلى نزوح كميات كبيرة من الناس من مناطقها إلى مناطق أقل ضررًا بسبب انجراف التربة وفقدان المياه الصالحة للشرب والمحاصيل، وأيضًا بسبب موجات الحر الكبيرة التي تطال عددًا كبيرًا من الناس في العالم، ما يؤثر على الكائنات الحيوية في العالم.

المصادر:
العربي
شارك القصة