تؤدي المحيطات التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، دورًا رئيسيًا أيضًا في الحياة على الأرض من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ.
وفي هذا السياق، يجتمع آلاف المسؤولين السياسيين والخبراء والمدافعين عن البيئة، في لشبونة بدعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في مؤتمر مكرّس للتهديدات التي تواجها المحيطات.
وبدأ آلاف السياسيين والخبراء والناشطين البيئيين، اليوم الإثنين، اجتماعًا في لشبونة بدعوة من الأمم المتحدة للعمل على الحفاظ على صحة المحيطات الهشة وتجنب "الآثار المتتالية" التي تهدد البيئة، والإنسانية على حد سواء.
حالة طوارئ للمحيطات
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من البرتغال، عن أسفه لأخذ المحيط كأمر مسلم به، في وقت نواجه فيه ما أطلق عليه حالة طوارئ للمحيطات.
وأضاف الأمين العام الأممي، في كلمته الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام، والذي أرجئ مرات عدة بسبب جائحة كورونا قائلًا: "فشلنا في الحفاظ على المحيطات ستكون له آثار متتالية".
ومع امتصاص نحو ربع حجم التلوث بثاني أوكسيد الكربون مع زيادة الانبعاثات بنسبة 50% خلال الأعوام الستين الماضية، أصبح البحر أكثر حموضة ما يشكل تهديدا لاستقرار سلاسل الغذاء المائية، ويقلل من قدرة المحيطات على حبس مزيد من الكربون.
وكذلك مع امتصاص المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناجمة عن الاحترار المناخي، يؤدي ذلك لمواجهتها موجات حر بحرية شديدة تدمر مزيدا من الشعاب المرجانية.
وسيزداد التلوث البلاستيكي 3 مرات بحلول العام 2060، إلى مليار طن سنويًا، وفق ما أكد تقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وحاليًا، تتسبب جزيئات البلاستيك الدقيقة في نفوق مليون طائر، وأكثر من 100 ألف من الثدييات البحرية كل عام.
وسيناقش المشاركون في اجتماع لشبونة اقتراحات لمعالجة ذلك، تبدأ من إعادة التدوير وصولًا إلى فرض حظر تام على الأكياس البلاستيك.
كما أن قضية الصيد الجائر مدرجة أيضًا على جدول أعمال المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام وتنظمه البرتغال وكينيا، بعد تأجيله مرات عدة بسبب الجائحة.
حلول وتحذيرات
وفي هذا الإطار، قال حسام حمدي الناشط البيئي من تونس، إنه كان يُعتقد أن المحيطات لن تتأثر بشيء مهما جرى إفساد الأرض، ولكن الحقيقة عكس ذلك، ولذلك أطلقت الأمم المتحدة تحذيراتها.
وأضاف حمدي، في حديث لـ "العربي" من تونس، أن ما يهدد المحيطات هو النشاط الإنساني مثل تواجد الإنسان قربها، وكذلك النشاط التجاري البحري، والسياحي كذلك، وكل تلك الأنشطة تفرز تلوثا، إضافة إلى خطر تأثير انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
وأشار حمدي إلى أن ارتفاع حموضة مياه البحر، سيضر الدول التي تعتمد على تحلية مياه البحر والتي تعاني من شح في المياه العذبة.
ونبه الناشط، إلى "أن السبب وراء عدم اتخاذ قرارات هامة في قمم كهذه، هو وقوف بعض اللوبيات ومصالح الدول الكبرى، أمام تنفيذ بعض الخطوات الهامة، فمثلًا يجري إلقاء مليون طن من البلاستيك في البحر، وهو رقم مخيف ويدعو لتقليص التعامل مع البلاستيك وإنتاجه لتقليل الضرر على البحر".
وختم حمدي بالقول: يجب أن يكون هناك تحول للطاقة النظيفة، والأخذ بعين الاعتبار الفصل بين التطور والمنوال الاستهلاكي.