في تصعيد متبادل بين الطرفين، أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، احتجاز ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج، وذلك ردًا على إعلان اليونان أنها ستسلّم واشنطن حمولة من النفط الإيراني كانت على متن ناقلة أوقفتها.
وأفاد الحرس الثوري بأن قواته البحرية، أوقفت ناقلتي نفط يونانيتين؛ بسبب ما قال إنها "مخالفات ارتكبتاها في الخليج"، وذلك في بيان نشره موقعه الإلكتروني الرسمي "سباه نيوز".
وبحسب وكالة فارس، فإن الناقلتين تحملان اسمي (Prudent Warrior) و(Delta Poseidon)، وكانتا ترفعان العلم اليوناني.
وأشارت الوكالة الإيرانية، إلى أنه جرى توقيف الناقلتين، واحدة بالقرب من منطقة عسلوية، والثانية بالقرب من ميناء لنكه الإيراني على مقربة من جزيرة هندورابي.
واتهمت وزارة الخارجية اليونانية إيران، الجمعة بممارسة "القرصنة"، بعدما أعلنت طهران احتجاز ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج.
وقالت الخارجية في بيان إن "هذه الأفعال هي بمثابة قرصنة"، داعية المواطنين اليونانيين إلى تجنب التوجه إلى إيران.
وعقب هذا التوتر بين طهران وأثينا، طالبت إيران الجمعة عبر وزارة خارجيتها، بالإفراج عن ناقلة نفط أعلنت اليونان، أنها ستسلّم حمولتها للولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك يشكّل "انتهاكا" للقوانين الدولية.
وأعلنت أثينا الأربعاء الماضي، أنها ستسلّم واشنطن التي تفرض عقوبات على صادرات الخام الإيراني، حمولة نفط إيراني كانت على متن الناقلة "لانا" التي احتجزتها السلطات اليونانية في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بناء على طلب القضاء الأميركي.
وكانت السفينة البالغة حمولتها أكثر من 115 ألف طن من النفط الإيراني، متوجهة إلى ميناء مرمرة التركي، وفق موقع "مارين ترافيك".
احتجاج إيراني رسمي
وأعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين منذ سنة 1980، بعيد انتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل ذلك بعام.
وقالت الخارجية إنه جرى إبلاغ القائم بالأعمال "قلق واحتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشديد على استمرار الانتهاك الواضح للقوانين والمعايير الدولية لقانون البحار والاتفاقات الدولية ذات الصلة، وخاصة مبدأ حرية الملاحة والتجارة الدولية الحرة من قبل الإدارة الأميركية".
كما شددت على ضرورة "الرفع الفوري للحجز عن السفينة وشحنتها"، من دون أن تحدد اسمها أو طبيعة ما تحمل.
وأكد مصدر في خفر السواحل اليوناني، نقل الحمولة لسفينة تحمل علم ليبيريا بدأ اليوم وسيستغرق "بضعة أيام".
وفي 19 أبريل/ نيسان الماضي، احتجزت السلطات اليونانية قبالة جزيرة إيفيا ناقلة النفط الروسية "بيغاس" (تغيّر اسمها بعد أيام إلى "لانا")، وذلك تنفيذًا لعقوبات صادرة من الاتحاد الأوروبي على خلفية الهجوم الروسي لأوكرانيا الذي بدأ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
وفي بيانها الجمعة، أكدت الخارجية الإيرانية أن السفينة تابعة لسيادة إيران.
إلا أن موقع "مارين ترافيك" المتخصص في تتبع حركة الملاحة البحرية، أشار إلى أن السفينة لا تزال قانونًا تحت العلم الروسي حتى بعد تغيير اسمها.
وأكدت السلطات اليونانية الأربعاء، أنها ستنقل الحمولة الى واشنطن بناء على طلب قضاء أميركي، في خطوة اعتبرتها طهران دليلًا على "القرصنة".