Skip to main content

تعمق الهوة مع واشنطن.. روسيا تتبنى إستراتيجية جديدة للسياسة الخارجية

الجمعة 31 مارس 2023

تبنّت روسيا اليوم الجمعة إستراتيجية جديدة للسياسة الخارجية، تعتبر الولايات المتحدة والغرب مصدر "تهديدات وجودية" لموسكو، في أجواء الخلافات المتصاعدة المرتبطة بالحرب على أوكرانيا.

يأتي ذلك بينما لا تزال قضية اعتقال مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في روسيا إيفان غيرشكوفيتش تتفاعل، حيث دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإفراج عنه، بينما طالبت "وول ستريت جورنال" بطرد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة والصحافيين الروس العاملين هناك، ردًا على اعتقال مراسلها.

تعميق الهوة بين موسكو وواشنطن

وتعمّق إستراتيجية السياسة الخارجية الجديدة لروسيا الهوة بين موسكو والدول الغربية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي تبريره للعقيدة الجديدة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن "الاضطرابات على الساحة الدولية" تجبر روسيا على "تكييف وثائق التخطيط الإستراتيجي الخاصة بها".

من جهته، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف "الطبيعة الوجودية للتهديدات (...) الناتجة من سلوك الدول المعادية"، متهمًا الولايات المتحدة بأنها "المحرّض الرئيسي وقائد اوركسترا الخط المناهض لروسيا".

وقال لافروف: "بشكل عام، تُوصف سياسة الغرب المتمثّلة في إضعاف روسيا بأي وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة".

وأضاف أن إستراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة تقوم على مبدأ أن "الإجراءات المعادية لروسيا التي تتخذها الدول غير الودية ستواجه باستمرار، بقسوة إذا لزم الأمر".

أهم بنود العقيدة الروسية الجديدة

وتنصّ العقيدة الإستراتيجية الجديدة لروسيا على أنّ القضاء على "هيمنة" الولايات المتحدة والغربيين "أولوية" للكرملين، معتبرة أن الولايات المتحدة المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا، وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية، مضيفة أن موسكو ستستخدم الجيش لصد ومنع أي هجوم مسلح ضدها أو ضد أي من حلفائها، وأنها ستتعامل مع الدول الأخرى بالمثل.

وأضافت الوثيقة التي نُشرت على موقع الكرملين أنّ موسكو "حضارة" تدافع عن الناطقين بالروسية، وأنها تسعى جاهدة إلى تشكيل نظام عالمي يوفّر أمنًا موثوقًا به، وتحقيق الأمن المتساوي لجميع الدول على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.

كما أوردت أن موسكو ستقوم بالتحقيق في التطوير المفترض للأسلحة البيولوجية والسمّية.

كما تنصّ الوثيقة على أنّ الصين والهند هما شريكان رئيسيان لموسكو على خلفية عزلتها حيال الغربيين، وعزم موسكو على تطوير العلاقات مع إفريقيا وأميركا اللاتينية.

وأوردت الوثيقة، وتحديدًا في الفصل المخصّص للصين والهند أن "التعميق الشامل للعلاقات والتنسيق مع مراكز السلطة والتنمية العالمية الصديقة، الواقعة في القارة الأوراسية، يتخذان أهمية خاصة"، حيث "تعارض روسيا سياسة خطوط التقسيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وترى الوثيقة أنّ تحويل أوراسيا إلى مساحة متكاملة يعمها السلام والاستقرار والازدهار، هو المشروع الرائد بالنسبة لروسيا في القرن الحادي والعشرين.

كما تنصّ على أنّ مكافحة "الروسوفوبيا" (رهاب الروس) في مختلف المجالات من أولويات السياسة الإنسانية لروسيا في الخارج.

قضية غيرشكوفيتش

وتعليقًا على قضية اعتقال غيرشكوفيتش، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ "توقيت الاعتقال يبدو وكأنه استفزاز محسوب، لإحراج الولايات المتحدة وترهيب الصحافة الأجنبية التي لا تزال تعمل في روسيا".

وأمس الخميس، قضت محكمة روسية رسميًا، بحبس غيرشكوفيتش بتهمة التجسّس لصالح واشنطن. وأمرت المحكمة باحتجازه حتى 29 مايو/ أيار.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي: إنّ المراسل كان "يتصرف بناءً على تعليمات أميركية" و"يجمع أسرار الدولة".

ولم تنشر روسيا أي أدلة تدعم التهم التي نفتها الصحيفة. وهذه هي أول قضية من نوعها ضد مراسل أميركي منذ نهاية الحرب الباردة.

في المقابل، أكد الكرملين اليوم الجمعة أنّ جميع الصحفيين الأجانب المعتمدين يمكنهم مواصلة العمل في روسيا، وذلك بعد يوم من احتجاز غيرشكوفيتش.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "جميع الصحفيين الأجانب الذين لديهم اعتماد سارٍ هنا، يمكنهم مواصلة نشاطهم الصحفي ويواصلونه بالفعل في البلاد. لا يواجهون أي قيود ويعملون بشكل جيد".

وكرر بيسكوف تأكيده أن غيرشكوفيتش "ضُبط متلبسًا بالجرم"، لكنه رفض الاستطراد في تفاصيل القضية التي أُبقيت سرية حتى على الفريق القانوني للمراسل.

وحثّ بيسكوف واشنطن على عدم الرد بطرد الصحفيين الروس العاملين في الولايات المتحدة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة