السبت 4 مايو / مايو 2024

تقلل الاكتئاب والقلق.. "الاستراحة" من وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة

تقلل الاكتئاب والقلق.. "الاستراحة" من وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة

Changed

نافذة ضمن "صباح جديد" تسلط الضوء على أهمية إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لتقليل الاكتئاب والقلق (الصورة: غيتي)
يأمل الباحثون دراسة تأثير التوقف المؤقت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على شرائح مثل الشباب والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية بدنية وعقلية.

في الوقت الذي باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس، يقرر بعضهم إغلاق حساباتهم الرقمية طلبًا لـ"استراحة متابع" .

لكنّ هؤلاء قد لا يعلمون بدراسة حديثة بيّنت أنّ أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع يمكنه التقليل فعلًا من الاكتئاب والقلق.

فقد كشفت الدراسة التي أجرتها جامعة باث في بريطانيا، أن الأشخاص الذين أخذوا استراحة من منصات مثل "تيك توك"، و"إنستغرام" و"تويتر" و"فيسبوك" لمدة سبعة أيام سجلوا زيادة الشعور بالراحة.

وجرى تقسيم الأشخاص إلى عينتين تتراوح أعمارهم بين 18 و72 عامًا، حيث منع أفراد العينة الأولى من وسائل التواصل، بينما لم تمنع الثانية التي استخدمت تلك الوسائل بما معدله 8 ساعات أسبوعيًا.

ووجد الباحثون أنّ شعور الرفاهية لدى من أخذوا استراحة لأسبوع واحد قد ارتفع، فيما انخفضت مستويات القلق والاكتئاب، وتحسنت الحالة المزاجية التي قيست وفقًا لمعايير علمية.

ويأمل الباحثون كذلك دراسة تأثير التوقف المؤقت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على شرائح مثل الشباب والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية بدنية وعقلية.

كما يأملون بالمتابعة مع الأشخاص الذين توقفوا لأسبوع واحد عنها، لمعرفة ما إذا كانت فوائد انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير دائم أم مؤقت على الراحة والحالة المزاجية بشكل عام.

اضطرابات نفسية وعقلية وشعورية

وفي هذا الإطار، يؤكد الأستاذ في علم الاجتماع إلياس مطر أن كلّ الدراسات تقول إنّه على الرغم من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يبقى الإنسان أسير البيئة الإنسانية التي ينتمي إليها.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من بيروت: "نحن بحاجة إلى أن نرى بعضنا، وأن نلمس بعضنا، وأن نشعر بالحميمية، ونشعر بالحرارة الإنسانية بتواجد بعضنا مع بعض".

ويشير انطلاقًا من ذلك، إلى أن الإكثار من التواصل في العالم الافتراضي، يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية وشعورية، لافتًا إلى أن الدراسات تؤكد منذ 2001 بأن وسائل التواصل تؤثر سلبًا على الأعصاب والنفسيات وغيرها.

لكنّ مطر يرفض الوقوع في المبالغة، مشدّدًا على أنّه لا يمكن العيش في عالم اليوم من دون وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في العمل أو الدرس، وحتى في التواصل العائلي، بالنظر إلى وجود عائلات مشتتة ومنتشرة في أنحاء العالم كلّه.

ويشدّد على وجوب تشجيع الناس على عدم المبالغة في استخدام وسائل التواصل، وعدم الوقوع في فخّ ما يصفه بـ"الإدمان السخيف وإضاعة الوقت".

ويلفت إلى أنّه "لا يمكن إقناع الأطفال بذلك بالكلام بل يتم ذلك عبر تخلي الأهل عن تلك الوسائل والكف عنها والتقليل منها والتأكيد على أهمية التواصل بين الناس".

ويقدم مطر جملة من النصائح في هذا السياق قائلًا: "أولًا الابتعاد إراديًا عن وسائل التواصل، وأن يلجأ الأهل إلى أخذ الأطفال إلى نزهات وممارسة ألعاب جسدية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close