تنديد أممي بحصار غزة.. القصف الإسرائيلي يصيب مرافق صحية ويهجر المدنيين

وافقت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء على تعبئة ما يصل إلى 360 ألفًا من جنود الاحتياط، وفق ما أفادت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي. 

واعتبرت الحكومة أن هذه الخطوة "تأتي في الطريق إلى حملة عسكرية طويلة"، في إطار التصعيد العسكري مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والتوتر على حدود لبنان.

إعادة مئات الجنود الإسرائيليين من أوروبا

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إعادة مئات من جنوده من أوروبا خلال الساعات الماضية. وقال في بيان: "كجزء من جهود الجيش الإسرائيلي لجمع قوات إضافية لمواصلة القتال، نقلت طائرات سلاح الجو من طراز وحيد القرن وشمشون إلى إسرائيل في اليوم الأخير مئات من جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا في بلدان مختلفة في جميع أنحاء أوروبا".

وأضاف: "يتم تنسيق وصول الطائرات إلى إسرائيل من قبل وزارة الخارجية وقسم العمليات والقوات الجوية وقسم الإستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي".

كما أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن إسرائيل ستبدأ اليوم الثلاثاء توزيع آلاف البنادق على فرق من المتطوعين في البلدات الحدودية والتجمعات اليهودية العربية المختلطة.

حصار غزة "عقاب جماعي"

وتأتي تعبئة جنود الاحتلال فيما تستمر عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل فلسطينية السبت الماضي. كما يستمر قصف الاحتلال لقطاع غزة. وقد فرضت سلطات الاحتلال "حصارًا شاملًا" على القطاع حيث قطعت الكهرباء وإمدادات المياه ومنعت دخول الغذاء والوقود. 

وتعليقًا على العدوان على غزة، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن العمليات الجوية الإسرائيلية أصابت أبراجًا سكنية كبيرة في غزة ومدارس وأدت لسقوط ضحايا مدنيين، لافتًا إلى أن حصار غزة يهدد بتفاقم الوضع ويؤثر على عمل المرافق الطبية. وقال تورك: "إن الحصار يجب أن يكون مبررًا بضرورة عسكرية وإلّا فإنّه ربما يرقى إلى حد "العقاب الجماعي". 

وأكد أنّ "فرض حصار يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني".

كما اعتبر المفوض أنه لا ينبغي أبدًا استخدام المدنيين كأوراق للمساومة في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية. 

نزوح 200 ألف شخص في غزة

ومن جهته، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء إن نحو 200 ألف شخص، أو قرابة 10% من السكان، فروا من ديارهم في غزة منذ بدء الهجمات، وهم معرضون لنقص مياه الشرب والكهرباء بسبب الحصار.

وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف، قال ينس لايركه المتحدث باسم المكتب :"تصاعدت وتيرة النزوح بشكل كبير في عموم قطاع غزة، حيث تجاوز العدد 187500 شخص منذ يوم السبت. ويحتمي معظمهم في المدارس"، مشيرًا إلى توقعات بحدوث المزيد من النزوح مع استمرار الاشتباكات.

كما كشف متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن المنظمة سجلت 13 هجومًا على مرافق صحية في غزة منذ بدء التصعيد في مطلع الأسبوع، مضيفًا أن الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في القطاع نفدت بالفعل.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قد أكّد لـ"العربي" ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 700 شهيد و4000 جريح، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من والضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.