تنذر بكارثة صحية.. أي علاقة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية؟

أكّد تحليل عالمي نُشر في مجلة "لانسيت" العلمية، وشارك فيه باحثون من دول عدة، أن تلوث الهواء مرتبط بزيادة مقاومة المضادات الحيوية لدى الإنسان.

وأخذت البيانات من أكثر 100 دولة، في التحليل الذي شارك فيه أكثر 11 مليون شخص.

وكشفت التحليلات العلمية، وجود علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية التي تشكل تهديدًا على الصحة العالمية.

تأثير تلوث الهواء على الصحة 

 ويرتبط التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء، بحالات مرضية مزمنة كأمراض القلب، والربو، وسرطان الرئة، وهو أمر يقلل من متوسط عمر الإنسان.

 كما يمكن أن يؤدي التعرض قصير المدى لمستويات عالية من التلوث، إلى السعال ونوبات الربو، وزيادة الدخول إلى المستشفيات بجميع أنحاء العالم.

هذا وكانت منظمة الصحة العالمية قد شدّدت على أن خفض مستويات تلوث الهواء، يمكن أن يحدّ من نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي الحادة.

يذكر أنه مع كل زيادة بنسبة 10% من تلوث الهواء تزداد مقاومة المضادات الحيوية 1.1%، في حين تواجه المضادات الحيوية مقاومة عالية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بينما تنخفض نسبها في أوروبا وأميركا.

جائحة تقتل الملايين

متابعةً لهذا الملف، لا تستغرب الدكتورة روان عبد السلام المتخصصة في الصيدلة وعلم الأدوية ارتفاع نسبة مقاومة المضادات الحيوية، وذلك في ظل أيضًا ما وصفته بالمبالغة والخطأ في استخدام هذه الأدوية.

 فمن شأن سوء استخدام المضادات الحيوية، أن يسبب تفاعلًا سلبيًا من الجسم ويزيد نسب الإصابة بأمراض أخرى كالقلب والربو والسرطان، مشددّةً على ضرورة حصول المريض على الأدوية بوصفة طبية دون سواها.

وتردف في حديث إلى "العربي": "مقاومة الجسم للمضادات الحيوية أمر بالغ الخطورة، وليس بسيطًا، وأنا أعد هذه الأزمة الصحية بمثابة جائحة لأنها تقتل ملايين الأشخاص حول العالم سنويًا".

وتحذّر عبد السلام، من أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه فمن الممكن أن نشهد على ظهور أمراض لا نستطيع علاجها، وكانت المضادات الحيوية سابقًا تستطيع القضاء عليها.

"كارثة صحية" تلوح في الأفق

 وعن العلاقة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، فتنبه المتخصصة في الصيدلة من خطورة تلوث الهواء على البيئة والإنسان والصحة بشكل عام. 

في هذا الصدد، كانت منظمة الصحية العالمية قد تحدثت عن 11 مليون وفاة بسبب تلوث الهواء فقط، 7 ملايين منها في المنازل و4 خارجها.

وتلفت عبد السلام، إلى أن النتائج التي كشفتها الدراسة الأخيرة أتت ضمن دراسة بحثية اعتمدت نموذجًا معينًا لقياس البيانات التي شملت 166 دولة، ووجدت رابطًا قويًا بين زيادة مستوى تلوث الهواء ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

وتتابع من الدوحة: "رغم ذلك، هذه النتائج هي إلى حدّ الآن عبارة عن مراجعة لم يتم تأكيدها بشكل رسمي.. إلا أنها تنذر بكارثة صحية.. وستكون مسؤولة عن زيادة الوفيات حول العالم  بأكثر من 850 ألفًا".

أما عن الحلول، فترى الدكتورة روان عبد السلام أنه يجب أولًا وضع حدّ لملوثات الهواء، إلى جانب ترشيد استهلاك المضادات الحيوية، داعية الناس إلى استشارة الصيدلاني والطبيب قبل اللجوء إلى العلاج بالمضادات الحيوية، وضرورة عدم التهاون في هذا الموضوع.