الجمعة 10 مايو / مايو 2024

تغيّر المناخ.. الحيوانات توسّع نطاقاتها التاريخية مسبّبة أمراضًا خطيرة

تغيّر المناخ.. الحيوانات توسّع نطاقاتها التاريخية مسبّبة أمراضًا خطيرة

Changed

فقرة من "صباح جديد" تناقش خطر انتشار الأمراض المعدية بسبب ارتفاع درجات الحرارة (الصورة: غيتي)
للهروب من ارتفاع درجات الحرارة، بدأت الحيوانات بالانتقال إلى المرتفعات الأعلى والأكثر برودة، حاملة معها الأمراض إلى الحيوانات والبشر الموجودين هناك.

في جميع أنحاء الكوكب، تتحوّل الحيوانات والأمراض التي تحملها لتتكيّف مع عالم مضطرب. فالبعوض والبكتيريا والطحالب وحتى الفطريات، بدأت تغيّر أو توسّع نطاقاتها التاريخية للتكيّف مع الظروف المناخية التي تتغير بوتيرة غير عادية.

ولا تحدث هذه التغييرات من فراغ، إذ تتسبّب إزالة الغابات والتعدين والزراعة والانتشار الحضري في القضاء على المناطق البرية المتبقية في العالم، مما يساهم في فقدان التنوّع البيولوجي الذي يحدث بمعدل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية.

وتتضاءل أعداد الأنواع التي يعتمد عليها البشر في الحصول على القوت، ويتمّ دفعهم إلى شرائح أصغر من أي وقت مضى من الموائل، مما يوجد بؤرًا ساخنة جديدة للأمراض للانتقال من الحيوانات إلى البشر.

في غضون ذلك، يتزايد عدد الأشخاص الذين يُعانون من تداعيات شديدة لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. ويتسبّب تغيّر المناخ في نزوح حوالي 20 مليون شخص سنويًا يحتاجون إلى السكن والرعاية الطبية والغذاء والضروريات الأخرى التي تضع ضغوطًا على الأنظمة الهشّة بالفعل، والتي تزداد الضغوط عليها أكثر من أي وقت مضى.

وتوجد كل هذه العوامل ظروفًا مهيأة للإصابة بالأمراض البشرية. وأصبحت الأمراض القديمة والجديدة أكثر انتشارًا، بل تظهر في أماكن لم يتمّ العثور عليها فيها من قبل.

وبدأ الباحثون في تجميع مزيج من الأدلة التي تسلّط الضوء على التهديد الهائل الذي تشكّله الأمراض التي يُسبّبها المناخ حاليًا على صحة الإنسان ومدى المخاطر المقبلة.

ارتفاع درجات الحرارة

وقال نيل فورا، الطبيب في منظمة "Conservation International" غير الربحية لوكالة أسوشييتد برس: "هذه أمور لا تحدث في المستقبل. تغيّر المناخ أمر واقع، والناس يعانون ويموتون الآن".

وتُظهر الأبحاث أنّ تغيّر المناخ يُؤثّر على انتشار الأمراض بعدة طرق رئيسية.

وللهروب من ارتفاع درجات الحرارة، بدأت الحيوانات بالانتقال إلى المرتفعات الأعلى والأكثر برودة، حاملة معها الأمراض. وهذا يُشكّل تهديدًا للأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق، كما أنّه يؤدي إلى اختلاط خطير بين الحيوانات الوافدة الجديدة والأنواع الموجودة في موائلها.

هجرة الحيوانات

انتشرت انفلونزا الطيور، على سبيل المثال، بسهولة أكبر بين الحيوانات البرية حيث أن ارتفاع مستوى البحار وعوامل أخرى تدفع الطيور إلى المناطق الداخلية، حيث تحتكّ بأنواع أخرى.

وتميل الأمراض التي تنتشر بين الحيوانات إلى أن تنتقل في النهاية إلى البشر.

وتسمح فصول الشتاء الأكثر دفئًا، والخريف، والربيع الأكثر اعتدالًا بنقل مسببات الأمراض، على غرار القراد والبعوض والبراغيث، بالبقاء نشيطين لفترات أطول من العام.

وتؤدي الفترات النشطة إلى مواسم تزاوج أكثر ازدحامًا، وخسائر أقلّ خلال أشهر الشتاء الباردة.

وعلى مدار العقد الماضي، شهد شمال شرق الولايات المتحدة انتشارًا هائلًا للقراد ذي الأرجل السوداء الحاملة لمرض "لايم"، حيث يلعب الشتاء الأكثر دفئًا دورًا حاسمًا في هذا الاتجاه.

طقس متطرّف

توجد أنماط الطقس غير المنتظمة، مثل فترات الجفاف والفيضانات الشديدة، ظروفًا ملائمة لانتشار الأمراض.

وترتفع حالات الإصابة بالكوليرا خلال موسم الرياح الموسمية في دول جنوب آسيا عندما تلوث الفيضانات مياه الشرب، خاصة في الأماكن التي تفتقر إلى البنية التحتية الجيدة للصرف الصحي.

كما تتكاثر حمى الوادي، وهي عدوى تنتقل عن طريق الفطريات وتُسبّبها الأبواغ (spores) التي تنمو في التربة في غرب الولايات المتحدة، خلال فترات هطول الأمطار.

ويؤدي الجفاف الشديد إلى ذبول الجراثيم الفطرية، مما يسمح لها بالانتشار بسهولة أكبر في الهواء، وتجد طريقها إلى الجهاز التنفّسي البشري.

المصادر:
العربي، أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close