أفادت تقارير صحفية بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منع وزير دفاعه يوآف غالانت من السفر إلى الولايات المتحدة لعقد لقاءات أمنية، وذلك على خلفية توتر وخلافات بينهما ورغبة نتنياهو أن يصل إلى واشنطن أولًا قبل وزراء حكومته.
هذا إلى جانب تصاعد أزمة ثانية بين نتنياهو ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، حيث أفادت التقارير بأن خلافات حادة وقعت بينهما، ودعوة بن غفير حزبه إلى مقاطعة التصويت في الكنيست بعد استبعاده من النقاشات الأمنية في إطار التصعيد مع غزّة.
"ابتزاز نتنياهو"
وعن مدى تأثير كل هذه الخلافات على تماسك ائتلاف نتنياهو الحكومي، يرى الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي أن الائتلاف الحكومي لا يواجه أزمة فعلية حتى الساعة، مشيرًا إلى أن هناك من يعمل في الوقت الحالي على تهدئة الوضع مثل بتسلإيل سموتريش الذي وجّه رسالة إلى الطرفين.
من جهة ثانية، لفت البرغوثي في حديث مع "العربي" إلى أن بن غفير يعمل على تحصيل "رشوة سياسية" أخرى مثل ما فعل في السابق بعدما رفض رئيس الوزراء إعطائه الفرصة لتشكيل ما يسمى بالحرس الوطني، حتّى أن الأحزاب الحريدية استغلت الفرصة أيضًا وبدأت تطالب بزيادة الأموال التي تمنح لدارسي التوراة في مدارسها.
وعليه، يعتقد الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي أن ما يجري حاليًا لا يتخطى مرحلة "ابتزاز نتنياهو" لحاجته لهؤلاء الشركاء في الائتلاف الحكومي، ولا يستبعد أن يجد نتنياهو مخرجًا للأزمة ولو تضمن رضوخه لبعض المطالب بهدف تأمين تماسك الائتلاف الحكومي.
ويردف البرغوثي من رام الله: "نتائج الاستطلاعات التي أجريت الأسبوع الماضي تشكّل ضربة للائتلاف الحكومي، إذ لم يقترب في أفضل حالته من 60 مقعدًا، لذلك تماسك هذا الائتلاف بات اليوم ضرورة وما يحدث الآن هو فقط محاولات ابتزاز لتحقيق مكاسب سياسية ولن تستمر طويلًا".
حماية المصالح
أما عن سبب تصوّره بأن الأزمة لن تطول، فيشرح الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي أن حلّ ائتلاف نتنياهو الحكومي والذهاب إلى انتخابات في ظلّ معطيات استطلاعات الرأي الأخيرة، تدلّ على أن النتائج قد لا تكون لصالح رئيس وزراء حكومة الاحتلال والائتلاف ككّل ما يهدد بسقوطه.
وعليه، من المستبعد أن يقدم بن غفير على التسبب بانهيار الائتلاف الحكومي ووضع نفسه في مربع الاتهام بخسارة اليمين للحكومة أو الانتخابات في الكنيست، وفق البرغوثي.