توقيف المعارض جوهر بن مبارك.. ماذا بعد الاعتقالات الجديدة في تونس؟
أوقفت قوات الأمن التونسية اليوم الجمعة، القيادي في جبهة الخلاص الوطني المعارضة جوهر بن مبارك، وفق ما أكد والده الناشط السياسي عز الدين الحزقي.
وقال الحزقي، الذي اقتادته قوة خاصة هو الآخر أمس الخميس إلى مركز أمني قبل الإفراج عنه: "يلتحق جوهر بالمناضلين الوطنيين الأحرار المعتقلين في بوشوشة (ثكنة أمنية في العاصمة تونس)".
وأضاف في تدوينة على فيسبوك: "الإيمان بالمبادئ الإنسانية الراقية والدفاع عن القضايا العادلة والعمل من أجل سعادة الآخر. الاعتقالات والسجون. تلك هي حصيلة ما ورثه عنّي ابني جوهر".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الحزقي، وهو قيادي في حراك "مواطنون ضد الانقلاب"، في منشور على "فيسبوك"، أن فرقة أمنية خاصة فتشت منزله ومنزل ابنه جوهر، في العاصمة تونس.
وقال الحزقي: "بإذن من النيابة تم عشية اليوم (الخميس) تفتيش منزلي من فرقة خاصة وبعد أن انتهت المهمة انتقلت مع أفراد الفرقة إلى منزل ابني جوهر حيث تم تفتيشه أيضًا".
وأضاف: "بعد ذلك انتقلنا جميعًا إلى بوشوشة لتحرير محضر وأعادوني على إثره إلى منزلي".
ومنذ 11 شباط/ فبراير الحالي تشهد تونس حملة اعتقالات شملت سياسيين وإعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال.
واتهم سعيّد في 14 فبراير، بعض الموقوفين بـ"التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار".
ومقابل تشديد سعيّد مرارًا على استقلال المنظومة القضائية، تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي بدأ فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021، مما أحدث انقسامًا حادًا في البلاد.
"دائرة مفرغة"
وبشأن ملف الاعتقالات والملاحقات في تونس، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي مراد اليعقوبي، أنه من خلال تتبع المسار العام للوضع السياسي ولسياسة سعيّد، فإن البلاد دخلت في دائرة مفرغة لا خروج منها، وأن الوضع يسوء كل يوم تقريبًا.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة تونس، يوضح اليعقوبي أن هناك دائرة مفرغة، وأن سياسة الرئيس التونسي تؤدي إلى كثرة معارضيه، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن سعيّد يتمسك بتلك السياسة ويرفض النظر إلى أي مقترح.
ويرى أن هذه السياسة لها ثمن باهظ جدًا لأنه عندما تتحد المعارضة، وعندما يصبح الشأن التونسي معروضًا في كل العالم وتتحدث عنه مختلف المنظمات، فحينها تصبح مشكلة عميقة جدًا.
ويتابع اليعقوبي أن للرئيس التونسي هاجسًا في ذهنه لا يريد التخلي عنه، ويعتبر أن امتلاكه للقوة الصلبة هو عامل يفرض به سياسته على الجميع، معتبرًا هذه السياسة خطأ كبيرا جدًا.
وخلص إلى أن ضعف المعارضة وأنانيتها وأنانية الأحزاب والشخصيات الوطنية جعل سعيدّ يستغل هذا الضعف لأن مشروعه والتدابير التي يتخذها ومواقفه التي يعبر عنها كانت واضحة الاتجاه، ولكن المعارضة فضلت التقاتل وتبادل التهم وتركوا البلاد، حسب قوله.