دعا وزراء خارجية دول "مجموعة السبع" إلى انسحاب القوات الإريترية بشكل "سريع وغير مشروط وقابل للتحقّق"، من إقليم تيغراي الذي يشهد نزاعًا في شمال إثيوبيا.
وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، رحّب وزارء الخارجية بالإعلان الأخير لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي بشأن انسحاب القوات الإريترية من تيغراي.
وطالب البيان بإنهاء العنف، وبدء عملية سياسية واضحة وشاملة ومقبولة من قبل جميع الإثيوبيين بمن فيهم سكان تيغراي.
وشدّد وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا على أن هذه العملية يجب أن تؤدي إلى "انتخابات تتّسم بالصدقية وعملية مصالحة وطنية أوسع".
وعبّر وزراء خارجية دول مجموعة السبع عن "قلقهم" من التقارير الأخيرة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، داعين الأطراف الضالعة في هذا النزاع إلى "أقصى درجات ضبط النفس، وضمان حماية المدنيين، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي".
وأكد البيان أنه "من الضروري أن تخضع الجرائم المبلَّغ عنها لتحقيق مستقلّ وشفّاف وحيادي، ومُحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
الحرب قد تتواصل لأشهر في تغيراي
وفي غضون ذلك، حذّرت "مجموعة الأزمات الدولية"، الجمعة، من خطر تواصل الحرب في إقليم تيغراي لأشهر أو حتى سنوات، في وقت ينتظر الطرفان ضربة عسكرية "قاضية" تبدو غير واقعية.
وقالت: إن عدد المقاتلين الموالين لجبهة "تحرير شعب تيغراي" يزداد على الأرجح جرّاء تنامي الغضب حيال الفظائع التي ارتُكبت في الإقليم.
وذكّرت المجموعة أن المقاومة "مترسّخة"، وتحظى بدعم شعبي من أهالي تيغراي الغاضبين من عمليات القتل والاغتصاب واسعة النطاق، بما فيها تلك التي ارتكبها جنود إريتيريون.
وحذّرت مجموعة الأزمات في تقريرها من أن محادثات السلام تبدو بعيدة المنال حاليًا، لكنها حضّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على الضغط من أجل وقف الأعمال القتالية وزيادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية.
وفرّ عدد كبير من سكان الإقليم من جحيم الحرب والنزاع بين الحكومة الإثيوبية ومسلّحي إقليم تيغراي.
وعلى وقع الضغوط الدولية المتزايدة، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي قبل أسبوع أن الجنود الإريتيريين سينسحبون من تيغراي، لكن الزعيم المؤقت للإقليم مولو نيغا قال: إن الانسحاب "عملية" لا يمكن أن تتمّ فورًا.
وسبق أن أقرّ مولو، الذي عيّنه آبي أحمد، بأن لدى سكان تيغراي "مشاعر مختلطة" حيال حضور إدارته في الإقليم. لكنه أشار، كما غيره من المسؤولين، إلى أن الافتراض بأن "جبهة تحرير شعب تيغراي" تحظى بدعم واسع أمر "مضلل"، مقللًا من أهمية قدراتها على شنّ أي تمرّد فعال.
وتفجّر القتال في تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني بين القوات الحكومية والحزب الحاكم سابقًا للمنطقة، حيث أودى بحياة الآلاف، وتسبب في تشريد مئات الآلاف في المنطقة الجبلية التي يقطنها زهاء خمسة ملايين نسمة.