Skip to main content
البرامج -

"جرعة أمل".. تطورات متسارعة في الطباعة ثلاثية الأبعاد بمجال الطب

الثلاثاء 1 نوفمبر 2022

توشك "ثورة البعد الثالث" على إحداث نقلة صناعية جديدة بدأت بالانتشار الواسع لتشمل ميادين عديدة جعلت منها إحدى أهم التقنيات، التي ستكون من ركائز التقدم التكنولوجي في المستقبل، مع اعتمادها على سرعة الإنجاز والكلفة المتدنية.

فبسبب قدرتها على تحسين العلاج لبعض الحالات الطبية، تستقطب التطورات المتسارعة في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد دائرة الاهتمام في مجال الرعاية الصحية.

وكانت الطباعة المجسمة قد اخترقت مجال الطب من خلال سلسلة ابتكارات غير مسبوقة، باستخدام العديد من المهارات والأدوات ليتسنى للطبيب تشخيص المرض ومعالجته بأدق الوسائل العصرية وأحدثها.

وقد بدأ استخدام  هذه التقنية في المجال الطبي منذ عام 2000، عندما استخدمت أولًا في طب الأسنان لصناعة قوالب الأسنان.

"جرعة أمل في المجال الطبي"

وفي أحدث خطوة ستفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمار في الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب، منحت وكالة الصحة الأميركية ترخيصًا بتداول أول دواء تم إنتاجه بتقنية الطباعة المجسمة؛ هو "سبريتام" المخصّص لعلاج الصرع.

يقول باحثون إن الطباعة ثلاثية الأبعاد جرعة أمل في المجال الطبي، حيث ستمكن هذه التقنية من إنتاج أطراف صناعية مخصصة لأصحاب الهمم.

وتتيح هذه الطباعة للعاملين في القطاع الصحي، على غرار اختصاصيي الأشعة، إنشاء نسخة طبق الأصل من العمود الفقري للمريض للمساعدة في التخطيط لعملية جراحية.

وكذلك تمنح طبيب الأسنان إمكانية إجراء مسح ضوئي للسن المكسورة. ويمكن للأطباء استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصنع منتجات تتوافق على وجه التحديد مع تشريح المريض.

إلى ذلك، تشير دراسات علمية إلى أن هذه التقنية ستمكن الأطباء في السنوات الخمس القادمة من طباعة نماذج بديلة لأعضاء بشرية، مثل القلب والكلية والدماغ.

وسينعكس هذا الأمر إيجابًا على المرضى، من حيث انخفاض أوقات الانتظار مع تكاليف علاجية أقل.

وبحسب مجلات علمية متخصصة، سيكون بمقدور الأطباء من حول العالم بحلول عام 2025 طباعة أسنان سيراميك في أقل من 20 دقيقة.

في المقابل، تُعد طباعة الأعضاء الغنية بالأوعية الدموية مثل القلب والكبد من أكبر العقبات، التي تواجهها الأبحاث العالمية في الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الطب.

لكن مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن تبدأ التجارب بطباعة أعضاء ذات أوعية دموية معقدة، مما سيفتح الباب أيضًا لطباعة أنسجة حيّة ليتم استخدامها في أبحاث الأدوية، وفق دوريات طبية أميركية متخصصة.

ويُتوقع أن تبلغ قيمة الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبي 3.5 مليار دولار بحلول عام 2025، مقارنة بـ713.3 مليون دولار في عام 2016.

"قلب ينبض في المختبر"

ويوضح المختص في جراحة زراعة الأعضاء د. بادي الرواشدة، أن الطباعة ثلاثية الأبعاد ومنذ أكثر من 10 سنوات تدخل في الصناعات الطبية بشكل يومي، في الولايات المتحدة والكثير من دول العالم.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من وسكونسن، إن الأمل المنظور هو في استخدام هذه الطباعة في زراعة الأعضاء لسد النقص الشديد في زراعة الأعضاء البشرية.

ويشرح هذه التقنية بالإشارة إلى أن الأمر يتم من خلال أخذ خلايا من المريض المحتاج إلى الزراعة وإكثارها في المختبر ضمن ظروف طبية معينة، ومن ثم تجميعها بعد إضافة محفزات كيميائية وفيزيائية، ليتم بعد ذلك تشكيل العضو المطلوب، سواء أكان كلية أو كبدًا أو قلبًا أو رئتين، وزراعته في جسم الإنسان.

وفيما يلفت إلى أن هذه التقنية لها عدة طرق، يكشف أنه تم في الآونة الأخيرة صناعة قلب ينبض في المختبر لكن لم يتم زراعته إلى الآن.

المصادر:
العربي
شارك القصة