Skip to main content

جهود دبلوماسية مكثفة.. هل تفضي لقاءات القاهرة إلى اتفاق هدنة في غزة؟

الثلاثاء 30 أبريل 2024
يشتمل المقترح الجديد على وقف إطلاق النار في غزة لمدة أربعين يومًا والافراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين- الأناضول

ناقش وفد حماس في القاهرة بعض النقاط في شروط عالقة حيال الرد الإسرائيلي على مقترح الحركة الأخير بشأن صفقة التبادل.

وتشدد حماس على هذه النقاط كونها تشكل خطوطًا حمراء في أي اتفاق محتمل، إذ تحاول إسرائيل التهرب منها شيئًا فشيئًا.

وتوقفت حماس عند مصطلحات كنوايا أو استعدادات للتجاوب، في الرد الإسرائيلي على شروطها خاصة بما يتعلق بالانسحاب من محور نتساريم، والخروج الكامل من القطاع، والوقف الدائم لإطلاق النار، ساعية لتثبيت ضمانات واضحة بشأن عمليات الانتقال بين المراحل المقترحة. 

"مناورة" إسرائيلية

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القاهرة وجّهت دعوة إلى وفد إسرائيلي للحضور بالتزامن مع وجود وفد حماس من أجل اختصار الوقت، ولتقديم الإيضاحات التي طلبتها الحركة.

لكن إسرائيل تسعى في الواقع للمناورة في هذه النقاط كالانسحاب من محور نيتساريم إذ تشترط البقاء في نقاط مفصلية. كما تعرقل المرحلة الأولى من تبادل الأسرى إذ تطالب تل أبيب بالإفراج عن أعداد محددة من الأسرى ذوي الأوضاع الإنسانية والذين تقول حماس إن عددهم أقل مما تدعي إسرائيل.

وفي المواقف، أبدى وزير خارجية مصر التي تستضيف المفاوضات سامح شكري تفاؤله حيال مقترح جديد للتوصل إلى هدنة في غزة، والذي يشدّد وزيرا خارجية أميركا وبريطانيا على ضرورة قبول حماس للعرض.

ويشتمل العرض على وقف إطلاق النار لمدة أربعين يومًا والافراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، متجاهلًا شروط حماس فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب من القطاع.

وفي خضم ذلك، عقد اجتماع خليجي أميركي في الرياض حيث شدّد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال الاجتماع على موقف الدوحة الثابت بضرورة إنهاء الحرب على غزة.

ضغوط خارجية وداخلية

ويشير الباحث في مدى الكرمل إمطانس شحادة إلى محاولة إسرائيلية جدية في هذه المرحلة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار ولو مؤقت.

وفي حديث إلى "العربي" من حيفا، يلفت شحادة إلى عدة عوامل تراكمت في الأسابيع الماضية تضغط بشكل جدي على الحكومة في إسرائيل للتوجه نحو القبول بصفقة تبادل. فبالإضافة إلى الاحتجاجات على الساحة الدولية ولاسيما في الجامعات الأميركية، يضغط أهالي الأسرى المحتجزين في غزة حيث لم يعد هؤلاء يثقون بقرارات الحكومة ولاسيما وأن سلامة المحتجزين مهددة في حال استمرار الحرب وتنفيذ اقتحام بري لرفح. 

وبحسب شحادة، يضاف إلى ذلك رفض عائلات عسكريين إسرائيليين في جيش الاحتياط إرسال أبنائهم إلى رفح بسبب التخوف من الثمن العسكري الباهظ. كما يلفت شحادة إلى الضغوطات الأميركية على حكومة إسرائيل.

ويعتبر أن "المشكلة الأساسية هي أن إسرائيل لا تريد أن يكون وقف إطلاق النار هو وقفًا للحرب على غزة دون أن تحقق أهدافها منها". 

ويلفت إلى تحول في موقف القيادات العسكرية الإسرائيلية بشأن رفح، الذين يعتبرون أن اجتياح المدينة الواقعة جنوب غزة لن يحقق أي تقدم بل قد يكون "مطبًا".

مخاوف من تداعيات عملية رفح

ومن جانبه، يعتبر الكاتب والباحث السياسي محمد الأخرس أن هناك حاجة إسرائيلية ملحة لدى المؤسسات ولاسيما الجيش لتسخين العلاقة مع الوسيط المصري، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو "شرط تمهيدي وأساسي لتنفيذ أي عملية عسكرية في رفح في ظل مخاوف من انعكاس العملية على العلاقات الإستراتيجية مع المصريين".

ويلفت الأخرس في حديث إلى "العربي" من اسطنبول إلى حاجة لدى جيش الاحتلال لموائمة الجهد العسكري مع شروط الإدارة الأميركية. ويقول: "إن الإدارة الأميركية وضعت جملة من المحددات لعملية رفح والتي تحول دون إمكانية الذهاب المباشر إلى التوغل"، لافتًا إلى شروط مرتبطة بتحسين البنية التحتية وإيجاد مأوى للنازحين الفلسطينيين لضمان انتقال أكثر من مليون فلسطيني. 

شترط إسرائيل إبقاء قواتها في نقاط مفصلية في قطاع غزة- الأناضول

ويعتبر أن كل ما يحدث حاليًا هو محاولة لتحسين شروط المرحلة الإنسانية الأولى من صفقة تبادل الأسرى لموائمة ذلك مع عملية رفح المرتقبة. 

كما يشير الأخرس إلى "ضغوط أميركية تفرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكي يجهز الأجوبة السياسية الكبرى حيال مشروع التطبيع الإقليمي". 

مقترح "سخي"

المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية وليام لورانس يشرح من جهته موقف الإدارة الأميركية إزاء المقترح الجديد الذي يجري نقاشه في القاهرة بشأن الهدنة في غزة، مشيرَا إلى أنه عرض "سخي لكنه ليس أكثر سخاء من المقترحات السابقة"، مؤكدًا وجود سوء تفاهم في هذه النقطة.

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن "حركة حماس تفاوض بينما تظن أن إسرائيل أضعف من ما هي عليه، بينما تظن إسرائيل أن حماس أضعف من ما هي عليه"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة موجودة في الوسط دون أن تضغط بشكل كاف على الطرفين.

كما يشير إلى أن الولايات المتحدة ومصر تضغطان لتأخير عملية رفح، معتبرًا أن على حماس أن تستغل الوقت للوصول إلى وقف إطلاق نار. 

ويؤكد لورانس أن ليس هناك وقف إطلاق نار دائم، مشددًا على الحاجة للوصول إلى حل يناسب الجميع ووقف لإطلاق النار لستة أو عشرة أسابيع.  

ويعتبر أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم ليس سوى جزء بسيط من ما يجب أن تفعله تل أبيب ويتضمن فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة. 

المصادر:
العربي
شارك القصة