عبّر وزير الخارجية المصري سامح شكري عن "تفاؤل" حيال مقترح جديد للتوصل إلى هدنة في غزة، فيما يُرتقب أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات.
وخلال تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض الإثنين، أوضح شكري أن "هناك اقتراحًا مطروحًا على الطاولة (والأمر متروك) للجانبين لدراسته وقبوله".
وقال شكري: "نحن متفائلون"، لافتًا إلى أن "المقترح أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال".
وأضاف: "نحن في انتظار اتخاذ قرار نهائي. هناك عوامل سيكون لها تأثير على قرارات الجانبين، لكنني آمل أن يرقى الجميع إلى مستوى الحدث".
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس منذ أشهر، لكن موجة من الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة تشير في ما يبدو إلى دفعة جديدة نحو وقف القتال.
ومن المقرر أن يصل وفد من حماس إلى مصر اليوم، حيث من المتوقع أن يرد على الاقتراح الإسرائيلي الأخير حيال هدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين بعد نحو سبعة أشهر من الحرب.
وأشار مراسل "العربي" في القاهرة أحمد حسين إلى أنه من المقرر أن تبدأ اليوم اجتماعات موسعة بين وفد من حركة حماس يرأسه القيادي في المكتب السياسي خليل الحية بمشاركة عدد من قيادات الحركة.
وسيجتمع الوفد مع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين لمناقشة رد حركة حماس على التعديلات الأخيرة التي قدمتها مصر للحركة بناء على مفاوضات جرت الأسبوع الماضي في جولتين، الأولى في القاهرة والثانية في تل أبيب.
جهود لتذليل العقبات
وبحسب مراسل "العربي"، تقول القاهرة إن التعديلات الجديدة تستند على اتفاق باريس الثاني الذي جرى التوافق عليه، وتستكمل ما اتفق عليه خلال جولات التفاوض التي استضافتها الدوحة والقاهرة خلال الأشهر الماضية.
ويركز المقترح المصري على تجاوز العقبات التي حالت دون إتمام المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى. وتعد أبرز النقاط الخلافية هي عدد الإسرائيليين المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم من السجون الإسرائيلية، إضافة إلى تواجد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأشار مراسلنا إلى أن الطرف المصري يشعر بالتفاؤل ويتحدث عن مرونة يبديها الجانب الإسرائيلي وكذلك من حركة حماس. كما يسعى المفاوض المصري في هذه المرحلة لإنجاح المرحلة الأولى من الهدنة. ويلفت إلى تسريبات تتحدث عن مقترح بشأن هدنة مدتها أربعة أسابيع.
كاميرون يكشف معلومات إضافية عن مقترح وقف النار
وترى القاهرة أن إعلان المرحلة الأولى سيمنع الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح الذي تخطط إسرائيل لتنفيذه خلال المرحلة المقبلة.
وفي المواقف، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن المقترح المقدم لحماس يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 40 يومًا والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين المحتملين مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف كاميرون من الرياض: "آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق. وبصراحة يجب أن تكون كل الضغوط العالمية وكل أعين العالم عليهم اليوم لتقول لهم 'اقبلوا بهذا الاتفاق".
من جهته، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حركة حماس اليوم الإثنين على قبول المقترح الأحدث.
وقال في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالعاصمة السعودية الرياض: "الشيء الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس. عليهم أن يقرروا وعليهم أن يقرروا بسرعة".
وأضاف: "آمل أن يتخذوا القرار الصحيح".