Skip to main content

حوار فلسطيني في القاهرة.. وتصعيد إسرائيلي في القدس ينذر بمواجهات واسعة

الأربعاء 9 يونيو 2021
اقتحم مستوطنون أمس الثلاثاء باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي

بالتزامن مع تصعيد المستوطنين الإسرائيليين لانتهاكاتهم في المسجد الأقصى، عبر الاقتحامات المتكررة بحماية شرطة الاحتلال، بدأت حركتا فتح وحماس حوارًا في القاهرة برعاية مصرية، في محاولة لإنهاء الانقسام الداخلي.

واقتحم، أمس الثلاثاء، أكثر من 100 مستوطن إسرائيلي باحات المسجد الأقصى، وسط دعوات وتحضيرات لاقتحام كبير يوم الخميس المقبل، تزامنًا مع ضغوط كبيرة لتنفيذ مسيرة الأعلام التي ألغتها شرطة الاحتلال.

واعترض اليمين في إسرائيل على منع مسيرة الأعلام؛ واجتمع المجلس الوزاري المصغّر برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبحث الطرق الممكنة لتنظيمها.

ورأى عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس محمد جاد الله، في حديث إلى "العربي"، أن الفلسطينيين يواجهون هجمة يمينية قد تقود إلى مواجهة أعنف من السابق.

ويترافق هذا التوتر في القدس مع أزمة سياسية في الداخل الإسرائيلي، في ظل رفض نتنياهو قبول إزاحته من رئاسة الحكومة.

فبعد نجاح "معسكر التغيير" في تشكيل الائتلاف الحكومة، وتحديد يوم الأحد المقبل موعدًا لمنح الحكومة الثقة، يحاول نتنياهو تصعيد الأوضاع في القدس لإطالة عمر الحكومة.

اجتماعات القاهرة و"الانقسام" حولها

وفي سياق آخر، وصل وفدان من حركتي "فتح" و"حماس"، أمس الثلاثاء، إلى القاهرة في إطار جهود مصر للتباحث في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتعزيز وقف إطلاق النار.

ووصل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى القاهرة على رأس وفد من الحركة يضمّ: نائب رئيس الحركة صالح العاروري، وأعضاء المكتب: موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين.

وكانت مصر قد دعت الأسبوع الماضي الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع في القاهرة، من أجل الاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني وخطوات إنهاء الانقسام، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس.

وأطلق الملتقى الوطني الديمقراطي برئاسة ناصر القدوة مبادرة لتوحيد الفلسطينيين، تقوم على إنهاء الانقسام الداخلي وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة جديدة، وتعديل بعض القوانين، إضافة إلى تشكيل هيئة قيادية مشتركة مؤقتة.

وانتقد القدوة اجتماعات القاهرة، معتبرًا أنها لن تقدم أي جديد.

كما انتقد أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، في حديث إلى "العربي"، هذه الاجتماعات، مضيفًا: "الحل واضح ولا نحتاج لمبادرات جديدة، فالحل يكمن في تشكيل قيادة وطنية مشتركة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية".

عناوين فضفاضة

وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي عصمت منصور أنه لا توجد توقعات كبيرة من اجتماعات القاهرة، لأن "الصيغة الموجودة مستهلكة وتحمل عناوين فضفاضة دون وجود إرادة سياسية حقيقية".

ويشير منصور، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن الفصائل الفلسطينية باتت "منعزلة" عن الواقع الشعبي، داعيًا إلى تمثيل أوسع للفلسطينيين عبر إعادة الانتخابات الفلسطينية، وألا يكون القرار الفلسطيني حكرًا على فصائل معينة.

ويضيف منصور: "الشعب الفلسطيني وصل إلى مرحلة متقدمة في الخطاب، وذلك برز في الانتخابات من خلال عدد المرشحين الكبير؛ كما أن المواجهة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي أظهرت وعيًا جديدًا عند الشعب".

وفيما يخص استفزازات المستوطنين في القدس، يعتبر الباحث السياسي أن قوات الاحتلال تسعى إلى توتير الأوضاع والعودة إلى المربع الأول.

ويقول منصور: "نتنياهو يعتبر أن الفرصة الوحيدة للبقاء في السلطة تتمثل بخلق استفزاز دائم، في ظل تسابق بين القوى السياسية الإسرائيلية ليثبت كل طرف أنه أكثر يمينية".

ومن المقرر أن تعقد وفود الفصائل الفلسطينية اجتماعات ثنائية، وأخرى موسّعة في محاولة للتوصل إلى تفاهمات قبيل انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني يوم السبت المقبل في القاهرة.

وسبق أن حاولت مصر دعم التعاون بين الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر شديد الأهمية لأي جهود أوسع نطاقًا لتعزيز السلام في المنطقة.

وكان رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، بحث خلال لقاءَيه مع قيادة "حماس" والفصائل الفلسطينية في غزة في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، تثبيت وقف إطلاق النار عقب العدوان الإسرائيلي الأخير، إلى جانب ملف إعادة إعمار القطاع، وملف تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.

المصادر:
العربي
شارك القصة