السبت 27 يوليو / يوليو 2024

ربطة حذاء "الملك".. ماذا تعرف عن صراع العلامات التجارية في كرة القدم؟

ربطة حذاء "الملك".. ماذا تعرف عن صراع العلامات التجارية في كرة القدم؟
الأربعاء 30 أغسطس 2023

شارك القصة

في ظلّ صراع العلامات التجارية في كرة القدم تُطرَح أسئلة عن مدى تحكّمها باللعبة وقواعدها بصورة عامة - غيتي
في ظلّ صراع العلامات التجارية في كرة القدم تُطرَح أسئلة عن مدى تحكّمها باللعبة وقواعدها بصورة عامة - غيتي

يُعتبر صراع العلامات التجارية في كرة القدم جزءًا من "قواعد اللعبة"، بل إنّه في بعض الأحيان يمكن أن يؤثّر بشكل مباشر على البطولات والمباريات في أكثر من ميدان.

يسري ذلك على سبيل المثال على الصراع الأشهر بين أديداس وبوما ونايكي، ولا سيما أنّ الشركات الثلاث لا تخفي سعيها للسيطرة على عالم كرة القدم تحديدًا.

وبالنظر إلى التأثير الذي تمارسه العلامات التجارية الكبرى على الرياضيين والأندية، ثمّة أسئلة تُطرَح عن "حدود" هذا التأثير، وما إذا كان يقتصر فعلاً على ذلك.

وثمّة من يسأل في هذا السياق عمّا إذا كان من الممكن أن تقضي علامة تجارية ما على مسيرة لاعب معيّن، أو ربما ترفعه إلى السماء عبر إستراتيجية التسويق له.

وأيّ دور تلعبه العلامات التجارية في تغيير بعض قوانين كرة القدم؟ هل لها تأثير على سوق انتقالات اللاعبين بين الأندية، وربما تغيير وجهة بعض الجوائز؟

عن هذه الأسئلة، يجيب اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص، في حلقة جديدة من برنامج "مع الكوير" الذي يعرض حصريًا على منصّات "العربي" الرقمية، ويختصّ بالقضايا المتعلقة بكرة القدم وتقاطعها مع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية.

ربطة حذاء "الملك"

لعلّ ما حصل في 14 يونيو/ حزيران 1970 في مدينة غوادالاخارا المكسيكية خير دليل على أهمية العلامات التجارية في عالم الرياضة، أو الدور الذي تلعبه على خطه.

يومها، كان من المفترض أن تبدأ مباراة دور الثمانية في كأس العالم في المكسيك بين البرازيل وبيرو في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي في ملعب خاليسكو.

لكنّ المباراة تأخرت عن موعدها لنحو دقيقة أو دقيقتين لسبب قد يبدو للوهلة الأولى غريبًا، وهو أنّ الأسطورة بيليه قرّر ربط حذائه في ذلك الوقت.

لم يكن ذلك محض صدفة بطبيعة الحال، ولكنه كان بكل بساطة إعلانًا مدفوع الأجر لبيليه، الذي كان يرتدي حذاء صنعته شركة "بوما"، وقد حققت بسبب هذه اللقطة انتصارًا مهمًا جدًا لعلامتها التجارية.

وتُعتبَر هذه اللقطة من أبرز مظاهر صراع العلامات التجارية الذي وصل لذروته آنذاك بين بوما وأديداس، صراع لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، وإن اختلف أبطاله وأشكاله مع مرور الزمن.

"حذاء الملك" أخّر المباراة عن موعدها لنحو دقيقة أو دقيقتين
"حذاء الملك" أخّر المباراة عن موعدها لنحو دقيقة أو دقيقتين

صراع أديداس وبوما

لكنّ صراع العلامات التجارية سابق لقصّة ربطة حذاء "الملك"، وتختصره "المعركة الأقدم" بين بوما وأديداس، الشركتين اللتين أسّسهما الأخوان داسلر، وغزوا بهما عالم الأحذية الرياضية.

فقد خلق هذا الصراع "عداوة كبيرة" داخل العائلة نفسها، بين من اختاروا أديداس وبوما، بل إنّ مدينة هيرتسوجيناوراخ نفسها شكّلت أحد أبرز مظاهر الانقسام بين مؤيد لبوما ومناصر لأديداس.

أكثر من ذلك، لم يكن من الممكن أن يجلس أحد محبّي بوما جنبًا إلى جنب أحد محبي أديداس في أيّ مكان عام، وهو ما يؤشر إلى حجم "اشتعال" التنافس بين الشركتين في ذلك الوقت.

الأخوان داسلر أسّسا شركتي بوما وأديداس وغزوا بهما عالم الأحذية الرياضية
الأخوان داسلر أسّسا شركتي بوما وأديداس وغزوا بهما عالم الأحذية الرياضية

ومن الضربات "الموجعة" على خط هذا الصراع، ما حدث في مونديال 1954 في سويسرا، حيث اتجهت الأنظار لمنتخب ألمانيا الغربية الذي شارك في البطولة للمرّة الأولى بعد انقطاع دام 16 سنة بسبب الحرب العالمية الثانية.

حينها، عرض مدرب المنتخب سيب هيربرغر على رودي داسلر أن يلبس لاعبو ألمانيا أحذية بوما في كأس العالم مقابل ألف مارك ألماني شهريًا. ومع أنّ فكرة أنّ المنتخب هو الذي كان يدفع للعلامة التجارية، فإنّ الأغرب من ذلك تمثّل في ردة الفعل، إذ إنّ داسلر رفض العرض، واتهم المدرب الألماني بالطمع.

"معجزة بيرن"

كان ذلك خطأ جسيمًا، خصوصًا أنّ هيربرغر لجأ بعد ذلك إلى شركة أديداس، التي قبلت بالعرض، فوفّرت للمنتخب كل ما كان يحتاجه في المونديال، الذي استطاع "المانشافت" أن يصل فيه إلى النهائي لمواجهة فريق المجر "المرعب" والذي سحق الألمان في مرحلة المجموعة.

لكنّ المفاجأة كانت أنّ حذاء أديداس استطاع قلب المعطيات وتغيير وجهة الكأس، بل إنّه ساهم في تحقيق ما يعرف بمعجزة بيرن، كما يقول المطّلعون. أما "كلمة السر" خلف ذلك، فيكمن في أنّ آدي داسلر كان يعلم باحتمال سقوط الأمطار خلال المباراة، فزوّد اللاعبين بأحذية وزنها 380 غرامًا فقط، كما أرفقها بمسامير وبروزات أطول لمساعدتهم على خفة الحركة في الأرض الموحلة.

ساهم حذاء أديداس في قلب النتيجة لصالح "المانشافت" وتحقيق ما يعرف بمعجزة بيرن
ساهم حذاء أديداس في قلب النتيجة لصالح "المانشافت" وتحقيق ما يعرف بمعجزة بيرن

وهكذا، وعلى الرغم من تقدّم المجر بهدفين في أول عشر دقائق من المباراة، أعطت الأمطار وحذاء أديداس الأفضلية لألمانيا، حيث أصبحت حركة لاعبي المجر أبطأ بسبب ثقل وزن أحذيتهم، ما سهّل على الألمان قلب النتيجة، وكسب أول كأس عالم في تاريخها بنتيجة (3-2).

كيف استثمرت أديداس ما حصل لصالحها؟ وما كان ردّ بوما على ذلك؟ وما قصّة هيمنة أديداس على لعبة كرم القدم بعد هذه الواقعة؟ وماذا عن دخول نايكي على الخط؟


الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها، تجدونها في الحلقة المرفقة من سلسلة "مع الكوير" الجديدة، يصحبكم فيها اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص، في موعدٍ ثابت مساء الثلاثاء، السادسة بتوقيت غرينتش والتاسعة بتوقيت القاهرة.

الحلقة الثالثة من سلسلة "مع الكوير" على منصّات "العربي" الرقمية
المصادر:
العربي
Close